بائعات “اللحوح” أقوى من حرب التحالف

اخترنا لك

الخبر اليمني/ محمد بن عامر:

يستمر كفاح بائعات اللحوح وتحمل إعالة أسرِهِن وأطفالهن من أجل لقمة عيشهم حيث يعانون من الحصار وتدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع الرواتب بعد إعلان دول التحالف الذي تقوده السعودية بشن حربا عسكرية وأقتصادية على اليمن  ..

نظراً للحرب العبثة التي شنتها دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن في شهر مارس عام 2015 تعاني معظم الأسر اليمنية ظروف صعبة نتيجة الحصار وانقطاع الرواتب ، الأمر الذي جعل من المرأة تواجه هذه الظروف باللجواء إلى بيع ما يسمى “اللحوح والخبرز” لكسب لقمة العيش واستمرار الحياة.

تنتشر بائعات “اللحوح” في العاصمة صنعاء وسط الطرقات ووسط زحمة المتسوقين لمكافحة قسوة الفقر وتأمين لقمة العيش رغم قسوة نظرة المجتمع إليهن حيث اتخذن أرصفة الشوارع مكانا لهن.

تذهب امرأة رافضة الفصح عن أسمها عند الساعة العاشرة صباحا كل يوم في سوق دارس في العاصمة صنعاء لبيع ما صنعته يدها من خبز اللحوح من أجل لقمة عيشها تقول:” اتخذت مكاني بجوار بائعات آخرين أبيع 34لحوحة في الشمس لمدة لا تقل عن أربع ساعات ، مشيرة بقولها أنها : “ا تعرض للتعب ومضايقات الناس بأستمرار” وأضافت إن دخل يومها مالا يقل عن أربعة آلاف ريال يمني.

أما أم إبراهيم ل”الخبر اليمني” فقالت : ” فقدت زوجي في الحرب وباتت معيشتهم المادية صعبة جداٌ ولديها عدة أولاد وفتاة وتتحمل معاناة الإيجار ومتطلبات أولادها”

وتقول أم إبراهيم  أن وقت “الظهيرة” أهم الأوقات حيث يخرج الطلاب والموظفون من أعمالهم ليشتروا.

بائعة أخرى تسمى “فاطمة”  قالت :”أعمل من أجل مساعدة أخوتي كي يستمروا في تعليمهم ، مضيفة :” خرجت إلى الشارع لبيع اللحوح التي تصنعه أمي في المنزل وبعد أن تراكمت معاناتنا قبل أكثر من  شهرين وبعد أن أحالوا أبي إلى التقاعد وإخوتي لم يجوا عملا وانا أعول أسرتي المكونة من تسعة إخوة.

فاطمة كشفت أيضا أنها تتعرض في بعض الأحيان لمضايقات و نتلقى الإهانات.

وإلى الباعئة أحلام التي وجدناها في أحد الأسواق في “الحصبة بصنعاء تقول :” أخرج يوميا لبيع اللحوح في الصباح الباكر في سوق الحصبة بعد وفاة والدي ولم يكن لدينا راتب حيث اضطررت الخروج من أجل متطبات المنزل”.

وخوفا من نظرة المجتمع وجدنا  أسر تلجأ للدفع ببناتهن الصغيرات للبيع بالسوق بدلا من الكبار وذلك سبب الخوف من نظرة المجتمع ، تقول الطفلة أفراح:” أسرتي لم تسمح لأختي الأكبر مني في العمر لبيع اللحوح التي تعده أمي في المنزل” وتضيف الطفلة:” كانت أختي الأكبر مني تبيع اللحوح في سوق السنينة وعند تعرضها لمضايقات منعت أسرتي خروجها فدفعوني بالذهاب نيابة عنها”

ومن جهة آخر تقول الطفلة جميلة تبلغ من العمر 13 سنة :” كنت أخاف من مضايقات الناس ونعتهم لكن أسرتي أجبرتني فأجد صعوبة في التعامل والبقاء لمدة طويلة فأصبحت متعودة على هذا الوضع ولم اعد أخاف”.

وتشهد اليمن أزمات إنسانية لم تكن من قبل منذ اندلاع الحرب في عام 2015  التي تقودها السعودية حيث لجأت معظم الأسر للعمل في مهن مختلفة منها “بيع اللحوح والخبرز” لمواجهة الظروف الصعبة والاقتصادية التي فرضها التحالف بقيادة السعودية، وبذلك تتجاوز المرأة اليمنية كل الحواجز ونظرة المجتمع إليها وإلى مهنتها مقارنة بالسابق حيث كانت تنظر لها بنظرة دونية ، لكن مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضها التحالف بقيادة السعودية كان لزاما عليها أن تشارك أسرتها في تقاسم المعاناة والبحث عن العمل لسد رمق حياتها وتجاوز كل ظروف الحرب .

 

 

 

أحدث العناوين

UNRWA: Over a million people have lost their homes in Gaza

The United Nations Relief and Works Agency (UNRWA) stated that after 201 days into the war, destruction is everywhere...

مقالات ذات صلة