ماذا بعد؟؟ لا الشرعية ولا المقاومة تملكان إجابة شافية على سؤال كهذا,,ناهيك عن افتقار الأولى أصلا لجسارة طرحه في ظل سعيها الحثيث الى جني الغنائم.. وحده الخارج من يملك هذه الاجابة,,وكل قوى الداخل تنساب -مرغمة أو راضية- مع هذه الحقيقة ؛ إما محبة للمال أو مخافة الفراغ والإرهاب..

اخترنا لك

كتب /حسام ردمان:

ماذا بعد؟؟

لا الشرعية ولا المقاومة تملكان إجابة شافية على سؤال كهذا,,ناهيك عن افتقار الأولى أصلا لجسارة طرحه في ظل سعيها الحثيث الى جني الغنائم..

وحده الخارج من يملك هذه الاجابة,,وكل قوى الداخل تنساب -مرغمة أو راضية- مع هذه الحقيقة ؛ إما محبة للمال أو مخافة الفراغ والإرهاب..

رفضت قطاعات اجتماعية واسعة الامتثال لخيارات “الضرورة المحلية” ممثلة في الحوثي وصالح ,, لكنها بالمقابل لم تبلور خياراتها الخاصة كما لم تجد حوامل سياسية مسؤولة تمتلك الرؤية والقدرة والإرادة على إحلال نفسها كبديل..فكان من البديهي أن ينصاع اللاعبون جميعا لخيارات “الضروة الخارجية” ,كما هو حاصل في المكلا وعدن ومأرب… ومؤخرا سقطرى..

في المدن المحررة الجميع يعول على دول التحالف.. والتحالف ليس جمعية خيرية , فهو مقابل إمساكه بزمام المبادرة والدعم يعيد رسم الخارطة الجيوسياسية اليمنية بما يخدم تصوراته المستقبلية لادارة الصراع في اليمن والإقليم.. بالطبع من المراهقة لوم الرياض وأبوظبي على سعيها لتحقيق مصالحها ,, كما أنه من العبثية لوم الشرعية مع إدراكنا العميق بعجزها البنيوي عن التحلي بروح المسؤولية ناهيك عن التحلي بالوطنية..

الجميع يعول على اللاعب الجديد الذي تمثل في المقاومة,,مثلما عولنا سابقا على “شباب الثورة” ,, لكن هذه البدائل التي جرفتها التجارب نظرا لاتكاءها التام على العفوية وافتقارها الى التنظيم أو الرؤية التغيرية المتجانسة ,تظل سائلة وقابلة للتطويع من اي طرف كان..
الحراك الجنوبي رغم عدالة قضيته أصبح قابلا للسطو من مخلفات 67 لمجرد إنفصامه عن إطاره السياسي الناظم (الحزب الاشتراكي اليمني).. وشباب الثورة تحولوا الى أداة ضغط سياسي نظرا لرومنسيتهم وعفويتهم التي لم تتنج حمالا سياسيا أو كتلة تاريخية تضع خيارتها وتفاوض عن نفسها, وكأن المشترك الطرف السياسي الوحيد المؤهل للتفاوض باسمهم..واليوم تتجلى “المقاومة” بطابعها العفوي وسرديتها الرومنسية التي جعلتها مادة خام لمتنازيعين جدد : الإرهاب الذي استثمر مزاج الصراع ليحشد الشباب في صفوفه, وعواصم الخليج التي احتوت المقاتلين في صفوف “الجيش الوطني” الذي يمول ويتحرك ويقاتل بناء على توجيهات وتوجهات الرياض..

لا يكفي الإتكاء على ثنائية المقاومة والإنقلاب , أو الثورة والثورة المضادة لتفسير ما يدور ,, ثمة واقع يتعقد..ولا يمكن بناء مواقف سياسية صائبة مالم تستند الى حقايق موضوعية قائمة..

صحيح أننا مع الشرعية..وصحيح أنه يجب إنهاء الإنقلاب,, لكن هذا الاعتقاد لا يلغي ضرورة توجه القوى الحية إلى بلورة بديل سياسي يكون رافعة للآمال الوطنية , و يعيد الإتزان إلى الحالة اليمنية المتشظية في دينمياتها , والمحصورة في خياراتها ما بين الإنقلاب أو الفوضى اوالخارج..

لكن وقبل الحديث المتسرع عن البدائل المقولبة (كما يفعل كل المبشرين السياسين من دعاة الثورة أو المقاومة أو الاستقلال أو الدولة الاتحادية).. يتعين علينا قراءة الواقع على نحو دقيق ومغاير مع الأخذ بما تشكل فيه من حقائق جديدة والإعتراف بكارثية البدائل المروجة مؤخرا (من الشرعية إلى المقاومة إلى المشترك إلى التحالف العربي) وذلك بصرف النظر عن غاياتها النبيلة…

يلزمنا أولا  قرأة الواقع (المحلي والاقليمي والدولي) كماهو لا كما نريد .. وذلك بغية التفاعل معه جدليا و تاريخيا عوضا عن الانفعال بمجرياته لحظيا وعاطفيا ..

وحينها نمتلك إجابة : ماذا بعد؟؟

الخبر اليمني

أحدث العناوين

تفاصيل مجزرة “الشفاء” المروعة

أظهرت مشاهد مصورة، أمس الاثنين، جثامين شهداء فلسطينيين دفنتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في باحة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة...

مقالات ذات صلة