تقرير أمريكي: إنها تبدو الحرب على العراق ولكن هذه المرة ضد أفقر وأجوع الشعوب العربية، الحكومة التي تبني مقرها في الخارج محض إدعاء، لقد علقت السعودية في مستنقع اليمن

اخترنا لك

إن الغارة الجوية الواحدة تقتضي استخدام آلاف الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار مما يكفي لحرق قرية بأكملها. ثم هناك القنابل العنقودية التي قتل المئات بل الالاف في الأسواق التي تم ضربها. فلو افترضنا أن 2يمني قتلا في كل ضربة جوية فنحن نتحدث عما يصل إلى 180الف قتيل وقس على ذلك.

ألا يتطابق هذا مع العامين الأولين من الغزو الامريكي علي العراق2003م. ألن يزداد سوءا مع مشاركة أمريكا؟

هناك جريمة بشعة ترتكب في اليمن والأمم المتحدة ومتعاهديها وما يسمي منظمة حقوق الإنسان يساعدون على تغطية ذلك بإعطاء إحصائيات سخيفة للوفيات والتعتيم الإعلامي عن آلاف الضحايا.

عشرات الالاف من اليمنيين الذين يشكلون القاعدة الجماهيرية المتمسكة  بالشرعية يوحدون قواهم مع الهجمة السعودية علي اليمن غير مكترثين بعشرات الآلاف من الأطفال اليمنيين الذين لقوا حتفهم بالفعل ودفنوا جراء الدعم الامريكي للسعودية.. والتجويع والحصار وإغلاق المنافذ من دخول الغذاء والدواء الي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.

يتعين على الولايات المتحدة حماية مصالحها  القومية من خلال السيطرة على مضيق باب المندب الواقع بين البحر الأحمر والمحيط الهندي الذي يمر عبره اثنان من أكبر الشركاء الدوليين وهما آسيا وأروبا ومن المحتمل أن تصل الولايات المتحدة شريكا تجاريا من الدرجة الثانية  ولكن عسكريا  جنون الكلب ماتيس يقول: أنه لن يجلس هكذا ويخسر السيطرة على المنطقة، فالولايات المتحدة لديها قاعدة جوية بالقرب من جيبوتي وعلى الأرجح إنها تخطط لعمل قواعد دائمة في اليمن كي تساعد في الهجمات الامريكية الجبارة ويجري بالفعل تحركات من تحت الطاولة لزيادة التدخل المباشر للمشاركة العسكرية الأمريكية المتواجدة في الصومال باعتبارها الحلقة الرئيسية الأخرى للسيطرة على ما يسمى “باب المندب”.

في البداية سيأتي ماتيس للدعوة الى زيادة الضربات الجوية  ومن ثم التدخل على الأرض من خلال ضباط التدريب ومن ثم التدخل العسكري المباشر من قبل الولايات المتحدة . فالصومال ماتزال  مستمرة في الانهيار بسبب المجاعة والحروب الاهلية. فالمجاعة التي على يمين وشمال باب المندب هي مجاعة سياسية يتم شنها من قبل البوكس امريكانا وشركائها في الامم المتحدة عنما يتعلق الامر بالقرن الافريقي. لذلك لا نتوقع أية رحمة عندما يتعلق الامر بالجيش الامريكي الذي يشارك مباشرة في اليمن.

وستستمر هجمات الطائرات من دون طيار على الأرجح على أساس مباشر في اليمن على الرغم ان البوكس أمريكانا تريد حقا إعطاء داعش والقاعدة هدفا متاحا  لأجل وضع أقدامها الأمريكية على الأرض اليمنية.

ودائما قبالة شاطئ المحيط الهندي يرتاد أسطول البحرية الأمريكية وقاعدتها في ديباجو غارسيا والضرب دون سابق إنذار لأي مكان يختارونه غير مبالين بالقتلى من المدنيين والأطفال. الذين يقدرون حتى الآن بمئات الالاف من الضربات الجوية الجديدة.

عشرات الآلاف من صناع الذخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية يضعون 24نوبة عمل والطائرات الـ (آير باص) الأمريكية  المتواجدة في مخيم لومينير في جيبوتي سيتم تفكيك وسحب معداتها وقواعدها من السعودية لبناء قواعدها الجديدة في اليمن، إنها تبدو الحرب على العراق إلا أنها هذه المرة ضد أفقر وأجوع الشعوب العربية.

لقد علقت السعودية في مستنقع اليمن، كان من السهل جدا الدخول فيه ولكن من الصعب جدا الخروج منه، إنها باختصار  كمصر في الستينات أيام الرئيس الناصر الذي سماها مصر الفيتنامية. وتدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن الحرب السعودية على اليمن ذاهبة إلى عدم تحقيق ولو هدفا واحدا من الأهداف المرسومة لحملتها على اليمن. القاعدة وداعش تنموان وبقوة مستفيدين من الفراغ في السلطة للمجتمعات في جنوب اليمن الذين يقاتلون بالفعل من أجل الاستقلال أو ما يسمى بحكومة اليمن مع أن الحكومة التي تبني مقرها في بلد أجنبي هي محض إدعاء. ومع وجود قوات قتالية في جنوب اليمن  بفضل السعوديين إلا أن  السعوديين فشلوا في تزويد الجيش برواتبهم  فذهبوا لعمل أي شيء  لتوفير لقمة العيش لأسرهم وقد أدى هذا بالفعل إلى نهاية الجيش الحكومي.

أما بخصوص مرتزقة أمريكا الجنوبية الذين يخسرون المعدات الإماراتية والقوات السعودية ومجموعة من الجيش السوداني فقد وقعوا بين فكي المقاتلين الحوثيين الشرعيين والمواليين للرئيس السابق والقاعدة وداعش.

مع كل هذا الجحيم إذا، ما الذي ستفعله الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل ستقف مكتوفة الأيدي تكتفي بمجرد مشاهدة ما يحدث لحليفها الاستراتيجي في غرب آسيا أم ستقوم بمساعدته للخروج من المستنقع الذي وقع فيه.

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على الذهاب إلى ما أثبته التاريخ من الكارثة المنتظرة للصراع القبلي في اليمن وعليه فإن العالم يتوقع نصف مليون او أكثر من اليمنيين يموتوا في هذه الحرب ضد القبائل الحوثية ومؤيديهم، فضلا عن وفاة الأطفال التي لا يمكن أن توصف.

عن معاناة الشعب اليمني التي لا يمكن تصورها، يجب وضع خلافاتهم القبلية جانبا، كما هو الحال في إعادة التوحيد في عام 1990، وإخراج أنفسهم من الدولة الفاشلة الموجودة اليوم. هناك من لا يريد أن يحدث هذا، فإدارة الأزمات هي لإدارة الأزمات هي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية عندما يتعلق الأمر القرن الأفريقي، كما يساعد في خلق أزمة أفضل لإدارة السيطرة على مثل هذه نقطة الاختناق الحرجة الدولية، وحظر المندب. الولايات المتحدة تفضل الفوضى إلى اليمن قوية ومستقلة قادرة على التدخل في باكس أمريكانا سيطرة على بوابة الدموع.

اليمنين وضع خلافاتهم القبلية جانبا كما فعلوا في1990عند إعادة تحقيق الوحدة وإخراج أنفسهم من الدولة الفاسدة المتواجدين فيها اليوم. هناك من لا يريد أن يحدث هذا والولايات المتحدة التي تعمل بسياسة إدارة الأزمات تريد أن تأتي من القرن الافريقي للتحكم بأهم الممرات الدولية (باب المندب) بحجة حمايته.

 BY Thomas C. Mountain *:

 

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة