الأغبياء نعمة لخصومهم

اخترنا لك

الخبر اليمني :

أحمد عبدالرحمن

أوقفني على الرصيف وقال لي: “مع الوقت يعجز الغبي – وإن كان حريصا- عن اخفاء غبائه، أما الغبي عديم الحرص فتفضحه “قراراته” العبثية، وإن تراجع عن بعضها!”، لم أكترث لحديثه، فسمعته يضيف: هذه ليست نظرية علمية. إنه الواقع يا صديقي، ومن لا يتأمل واقعه يفشل في الاستمرار، تماما كمن لا يستفيد من دروس التاريخ أو لا يتعظ منها، ويمضي في اجترار تصرفات من سبقوه، ويعيد انتاجها بجهله وغبائه.
توقف هنا حتى ظننته انتهى، فخيب ظني استدراكه “طبعا هذه النوعية من الأغبياء، يعدون نعمة لا تقدر بثمن لخصومهم.
سألته مرتبكا..كيف؟
رد: لأنهم بغبائهم يعفون خصومهم من مشقة التفكير والبحث عن الكيفية المثلى لإسقاطهم أو النيل منهم. ذلك أن هذه النوعية تسقط نفسها بنفسها، وقد قيل قديما: يقتل الغبي نفسه بالخطأ!.
بدت على وجهي علامات الاستغراب..وأنا كذلك قفز من فمي سؤال:
ولكن، ماذا عن الغبي الأحمق قليل الخبرة غير الحريص..؟
ابتسم : هذه النوعية التي تجلب المصائب لنفسها، وهي أسوأ وأشد كارثية من النوعية السابقة، ومن فرط غبائها المركب وحمقها ستجدها تقتل نفسها بالرصاصة التي تطلقها على عدوها..!
صمت لبرهة من الوقت، وهو يتأمل في ملامحي الواجمة، وإذا بي أسمعه يسألني: هل فهمت؟
فهززت رأسي على الفور بالنفي!.
قال: لا بأس، وحسبك معرفة أن “الشجاعة ليست غياب الخوف” بل وجوده مع إرادة المتابعة والإصرار والحرص وتمييز الخطأ من الصواب، وعدم اجترار أساليب خصومك أو من سبقوك إلى ما صرت عليه الآن أو ما ستصير عليه مستقبلا”.
ودون وداع تركني وحيدا على الرصيف، وغاب في سواد الواقع.

أحدث العناوين

ايران تكشف نتائج التحقيق بحوادث أصفهان وتحسم الجدل بشان الرد

حسمت ايران، السبت، الجدل حول الحادث الأخير الذي شهدتها مدينة أصفهان ، غربي البلاد. خاص – الخبر اليمني" وقال وزير الخارجية...

مقالات ذات صلة