لا اريد أن أعيش في حياة أحد لأكثر من خمس دقائق …

اخترنا لك

الخبر اليمني :

محمد الوشلي

بالرغم أني صايع…ضايع ..ملوي ولا خط لأصل إليه…أعيش في أماكن لا تخصني بالضبط …تعرفني الشوارع أكثر من البيوت …وأعرف الناس من آثار أقدامهم …
فهذا أثر قدم غير مكتمل ..
ربما هو لفتاة صغيرة خفيفة تجري نحو مكانٍ ما لا وجود له …وهذا أثر قدم غريق …قد يكون لعجوز فضّل الوقوف ..لعجوز ظل واقفا..لعجوز مشت من تحته الأرض وهو لم يتزحزح …بارداً ..وفائضا بحكايات حقيقية عن اليأس ..واقفاً كما تقف النهايات …صلبة وواضحة .
بالرغم أني أشعر أني غير مسؤول عن أي شيء ..لا عن ماض ولا عن مستقبل …بالرغم أني واثق حتى في هذه اللحظات أنني غير مهتم ..وأن المكان الذي أخزن فيه الآن ليس له قيمة ..وهذه العواطف التي تفعلها حاجيات الأمكنة …لن تؤثر بي ..لا هذا المدكى الذي ينام بجانبي مثل الكلب الوفي ..ولا هذه القمامة ..ولا هذا الليل …أنا مؤقت ..لحظي ..وأمر فقط ..بينما أحلم أنه بعد خمس دقائق لن يتذكرني أحد …ولن يشعر بالأسف تجاهي أحد.
ولكن ..بالرغم ..بالرغم ..
لماذا تلاحقني كائنات بداخل رأسي ..تحشرني دموع غرباء في الزاوية ..لماذا تمشي داخل رأسي أحيانا مظاهرات تطالب بتحركي..تطالبني بالحسم العسكري وهزم كل الجيوش ..والتلاعب السياسي بكل الداعرين …مظاهرات تقول لي أنت مسؤول ..أنت تعرف أنك تشعر بالمسؤوليه حتى تجاه قطة مصابة بالبواسير…وتجاه سيدة أنهكت نفسيتها عدم وجود دبة غاز …وتجاه رجل عظيم خدم وطنه لعقود ..قبل يجد نفسه مرميا …بدون هدف …غاضبا..منكسرا..بينما عيال القاذورات هم من يمشون الآن منتصرين في الساحات العظيمة .
بالرغم أني
صايع ..وضايع..ولحظي..ومؤقت..
ولا أريد أن أعيش في حياة أحد لأكثر من خمس دقائق …
بالرغم من ذلك لكن ..
لماذا كلما وقفت وحيداً أمام مرآة …
لا أرى نفسي ..
بل أرى العالم عن بكرة أبيه يلوح لي .

أحدث العناوين

إعلان إنطفاء الكهرباء في عموم محافظة أبين

أعلنت مؤسسة كهرباء أبين، الخميس، خروجها عن الخدمة بشكل كلي في عموم مناطق المحافظة الواقعة جنوبي اليمن، يأتي ذلك...

مقالات ذات صلة