الخبر اليمني/خاص:
تعترض مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في زيارته إلى صنعاء العديد من الصعوبات التي يتوجب عليه حلحلتها لإثبات جدية مساعي السلام التي يسعى إليها، لا سيما مع الكارثة الإنسانية التي وصل إليها الشعب اليمني، مع الحصار وانقطاع رواتب الموظفين وتهديد التحالف بعملية عسكرية في الحديدة.
وفيما كان المبعوث الأممي قد زار الرياض والتقي فيها بالقيادات السعودية ومسؤولين عن “الشرعية” مقدما إليهم ما أسماه خطة للسلام وإحلال الهدنة خلال شهر مضان المبارك، وأبدت “شرعية” هادي استعداد مشروطا لقبول هذه الخطة، تظل صنعاء متمسكة بثوابتها المقتضية حل شامل دون تجزئة مؤكدة أن ذلك هو السبيل الوحيد الذي سينهي معاناة الشعب اليمني.
وحيث كانت الأمم المتحدة هي المشرف على مشاورات الكويت وأقدمت إدارة هادي عقبها على إصدار قرار أنهى حيادية البنك المركزي وقضى بنقله إلى عدن مع عدم الالتزام بتسليم رواتب الموظفين منذ ثمانية أشهر فإن المواطنيين اليمنيين يعتبرون الأمم المتحدة شريكا في وصولهم إلى الكارثة الإنسانية، لموقفها المتفرج إزاء هذا القرار.
ومع وصول إسماعيل ولد الشيخ إلى صنعاء اليوم الإثنين يزداد غضب المواطنين، كما برزت مطالبات شعبية تدعمها جماعة أنصار الله تطالب بعدم استقباله، ومضيا في هذا الغضب أفادت مصادر محلية في العاصمة صنعاء أن جموعا من المواطنين اعترضت موكب ولد الشيخ وقامت برشقه بالبيض الفاسد والعلب الفارغة، في تعبير لسخطها عليه.
وأوضح مصدر أمني أن الأمن فرق هذه الجموع باعتبار ولد الشيخ في الأراضي اليمنية ورفضه يجب أن يكون بشكل دبلوماسي.
وكان المتحدث الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام قد شن هجوما لاذعا على ولد الشيخ قبل ساعات من وصوله حيث اتهم الأمم المتحدة بالتغطية الشاملة على “جرائم العدوان العسكرية والاقتصادية والإنسانية: وعدم الإيفاء بوعودها القاطعة فيما يخص بدفع الرواتب للموظفين حد تعبيره.
وأشار عبدالسلام إلى أن الأمم المتحدة قطعت وعودا متكررة بذلك لإلزام قوى التحالف بعدم التعرض للاستحقاق الإنساني والاخلاقي والطبيعي كون مساومة الشعب اليمني في لقمة عيشه كوسيلة من وسائل الحرب والقمع من أشد الجرائم بحق الانسانية مضيفا مؤكدا أن اللقاءات معها باتت جزءا من العبث.
وقال عبدالسلام : فِي ظل استمرار عجز الامم المتحدة الصريح والواضح بل وتغطيتها عن ذلك في فتح مطار صنعاء الدولي وإعادة آلاف الجرحى والعالقين لأكثر من عام خارج الوطن في ظل معاناة اقتصادية ونفسية كبيرة وكذلك آلاف الطلاب والمرضى والمواطنين الذين فُرض عليهم المنع من السفر دون حق الى غيرها من الممارسات التي باتت تمثل دعما للعدوان وتسترا عليه من قصف بالقنابل العنقودية والغازية المحرمة دوليا واستهداف المدنيين وفرض حصار شامل برا وبحرا وجوا فإننا نؤكد أن استمرار اللقاءات مع الامم المتحدة باتت جزء من العبث طالما وهي عاجزة عن فعل اَي شيء حتى تفيء بتعهداتها الانسانية والأخلاقية او تعلن موقفا صريحا تحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة تجاه ما فعله وما زال بحق أبناء الشعب اليمني .
وأضاف عبدالسلام في منشور على صفحته بالفيس بوك:
نشير الى أن حرصنا على السلام وإيجاد حلول كاملة وشاملة هو خيارنا الثابت والدائم ولكن تجربتنا الطويلة مع الأمم المتحدة أثبتت أنها غير قادرة على فعل شيء وإنما تتحرك اذا رغبت قوى العدوان منها التحرك كلما زاد الضغط الشعبي الدولي والاقليمي عليهم لإيهام العالم ان ثمة عملية تفاوض سياسية قائمة وكلما تجاوبنا مع خارطة او مشروع تقدمه الامم المتحدة تتراجع قوى العدوان عن الوفاء بأي التزام وإزاء ذلك تصمت الامم المتحدة ولا تحرك ساكنا وإنما تنتظر جولة جديدة أو مسار عسكري لعله يفرض على الشعب اليمني أن يرفع راية الاستسلام خاصة وقد تواطئت بشكل كبير في تسهيل الحصار الاقتصادي ونقل البنك المركزي وغيرها من الممارسات المعروفة للجميع .
وفيما يعد تصريح عبدالسلام موقفا رسميا لجماعة أنصار الله إلا أنه لم يصدر أي تصريح من حلفائهم في المؤتمر الشعبي العام حتى هذه اللحظة، ويرى مراقبون أن من المرجح أن يلتقي ولد الشيخ بوزير خارجية حكومة الإنقاذ، فيما يعتبر آخرون ذلك اعترافا بهذه الحكومة.
