واقعنا بين مشهدين

اخترنا لك

الخبر اليمني/

       أحمد عارف الكمالي:

وحدها المشاهد اليومية تكون أكثر صدقا وتعبيرا عن الحالة النفسية والثقافية والسياسية لأي أمه وإذا أخدنا مشهدين مرا على أمتنا قبل بضعة أيام وما يزالان موجودان لمن يريد التفكر ألا وهما زيارة ترامب إلى الرياض و استمرار إضراب الكرامة للأسرى الفلسطينيين عن الطعام وإعلان القائد الأسير مروان البرغوثي دخوله الإضراب عن الماء.

 ولنبدأ بالمشهد الثاني الذي يلخص معانات شعب أحتلت أرضه وسرقت ثروته وأهينت أمته وفرق بين أسره ومن تبقى منه في أرضه استلقفته الزنانين سواء منها الكبيرة كالقطاع والضفة أو زنازين المعتقلات ويظهر في الصورة بوضوح قوته وصلابته، فشبابه رغم أن السلاسل قد أرهقت أجسامهم إلا أنها لم تؤثر في إرادتهم ولذلك دشنوا إضراب الكرامة مطالبين عن حقوقهم كمساجين أولا، يجب أن يتوفر لهم الحقوق والرعاية مثلهم مثل أي سجين أخرة ولكن ما يقابلهم دائما هو التغطرس والتعنت والظلم من عصابة جمعت من كل أصقاع الأرض محاولة تغير فلسطين إلى ما يسمونه (إسرائيل) لتكون قاعدة سياسية وروحية وعسكريه للدول الاستعمارية بالعالم في قلب العالم العربي وفي منطقه حضارية وسياسية وثقافيه مهمة ومحورية في العالم.

كذلك المشهد الأول وإن ظهر وانتهى بعد المشهد الثاني إلا أنه مهم لأن عنوانه وهدفه هو طمس النور والقوة التي لمسناها من أغلال وقيود البرغوثي وهو بالتحديد وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى الرياض ليترأس قمم الخليجين والعرب والمسلمين وينصب خليفة لهم وبعيدا عن مشاهد الاستقبال التي كلفت المليارات من الدولارات وبعيدا عن هرولة عشرات الممثلين للدول الإسلامية لأداء البيعة وحتى بعيدا عن انشغالنا بحضور ميلانا والجميلة ايفانكا ترامب ولبسهما وبعيدا حتى عن الجزية التي قدمها الخليجين وبالأخص السعوديون للخليفة ترامب، والتي أعلن عن ما يقارب 480مليار منها في وقت يحصد الجوع والوباء والحرب التي شنتها السعودية باليمن كل يوم ألاف البشر وكذلك الإرهاب الممول من نفس مصادر تمويل مركز الملك سلمان للإغاثة الذي دمر وخرب وشتت سوريا والعراق وليبيا ولبنان ومصر وكل قطر في الأمة والآن يمتد يده إلى العالم ،

 نعم بعيدا عن كل هاذه الحقائق الموجعة وغيرها التي نحتاج إلى وقت طويل لنسردها ونكتبها ويكفي أن نشاهدها بكل جرح من جراحنا وكل أزمه ونكبه حلت على أمتنا إذآ الأهم هو ما استقبل به ملوك ومشائخ الأمة ترامب به ألا وهو التنازل بل والاستسلام وتسليم ترامب كرامة وحق الأمة العربية والإسلامية بتحديد أصدقائها وأعدائها وتفكيرها ومصيرها ومالها ورسم مستقبل خريطتها والتنازل عن مقدساتها وقضيتها المحورية وهي فلسطين وأحقية العرب والمسلمين بها والقبول بدون استحياء بيهوديتها وصهاينتها وبيع كرامة كل عربي ومسلم على أحذية محتلها وغاصب أرضها ومشتت شعبها وهو حق لا يسقط بالتنازل والتسليم ولا يمكن أن يطمس أو ينتهي طالما ما زال البرغوثي وكل من يمثلهم رافضين ومقاومين.

 ومن أجل أن نصل إلى فائدة استحضار المشهدين يجب أن نراجع مواقف كل دوله وكل حركة وفكر وفرد منها وكيف تعامل معها إعلامنا أو بالأصح الإعلام المسلط علينا وشارعنا العربي ونخبنا السياسية وقادتنا ولا بد أن ندرك بأن ما جناه ترامب من صمتنا وخضوعنا وتسليمنا بالقبول بإسرائيل كأمر واقع في مخيلتنا وليس في خريطتنا الجغرافية فقط يفوق بآلاف المرات مئات المليارات التي قدمت له بزيارته وأن إنجازه الحقيقي الذي سعى  هو إليه  ليس سقوط طائرته في مطار الرياض وإنما في صعودها من الرياض إلى تل أبيب ناهيك أنها أتت في الوقت نفسه وأمعاء البرغوثي تحاكم من تل أبيب نفسها ومن المشهدين يتضح ضعفنا للأسف.

ويتضح مدى قصر نظرتنا وعدم قدرتنا على تحديد أعدائنا ومنافسينا وأصدقائنا ومدى هزلنا في أن يتول أمرنا  ملوك لا يعرفون من أرضنا سوى المال ومن أرثنا سوى لهجة التكلم بل وأضاف الخنوع والاستسلام كموقف وإنجاز من منجزاتنا وهن يجب علينا كعرب أن نصحوا من غفلتنا ومن وهمنا ونتخلص من جهلنا ولن نستطيع أن نفعل ذلك إلا متى ما أدركنا أن فلسطين لا تمثل كقطعة أرض فقط بالنسبة لنا وإنما تمثل كرامتنا التي تهتان منذ أكثر من سبعة عقود وإرادتنا السياسة المفقودة في كل مناحي الحياة من تعلم وتقدم، ومحاربه للفساد ونموا اقتصاديا وقوة عسكرية

وأن ندرك أن الصراع في منطقتنا هو صراع حضاري وسياسي واقتصادي على أمتنا في حين نحن نحوله كما يريد أعداؤنا إلى صراع ديني وطائفي ومناطقي وعرقي ونساعدهم في حرق أكثر ما يقدرون من جسدنا

وندرك أيض أن لا سبيل للتحسين معيشتنا وأمننا سوى المواجهة القوية لعدونا الصهيوني ومن يقف معه ولنا في الدول التي تأمروا عليها عبره وعظه وكدليل ينبغي مراجعة ظروفنا بعد كل تنازل نقدمه وبعد كل نكسه نتلقاها وبالأخير طالما ظل في الأمة محور لا يعترف بإسرائيل فهوا حتما سينتصر مهما كانت التضحية ومها طالت الأيام.

 

  • المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي وسياسة الخبر اليمني وإنما عن رأي صاحبها

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة