لأول مرة: صحيفة خليجية تصف عاصفة الحزم بـ”العدوان”

اخترنا لك

الخبر اليمني/متابعات:

أكدت صحيفة الشرق القطرية  أن الحرب السعودية في اليمن ساهمت في انتاج الطائفية والتقسيم والصراعات في المنطقة.

ووصفت الشرق الحرب السعودية في اليمن بـ”العدوان” وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في الإعلام الخليجي” وقالت الصحيفة في تقريرها المعنون بـ

“التدخل السعودي في اليمن مزق المنطقة”:

بعد عامين ونصف على بداية العدوان السعودي على اليمن، لم تجن المنطقة سوى الطائفية والتقسيم وزيادة الصراعات والاستقطاب، علاوة على تغير أدوار القوى الإقليمية وخطوط التحالف الإقليمي بوجه عام

ولفتت الصحيفة إلى أن الأبحاث غربية إلى أن تلك الحرب لم تحقق شيئا حتى الآن، وإنما جعلت  المملكة العربية السعودية في مأزق كبير حسب موقع المونيتور الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط.

ويوضح بروس ريدل مستشار شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي أن السعودية تدفع ثمنا كبيرا سواء على المستوى الاقتصادي أو الإقليمي، خاصة بعد أن وصلت كلفة الحرب في اليمن إلى 200 مليون دولار يوميا تتحملها الخزانة السعودية، فضلا عن زيادة وقوة الدور الإيراني في اليمن والإقليم بوجه عام.

ويضيف في التقرير المنشور بالموقع الأمريكي أنه ما من مكان أفضل من ساحة المعركة اليمنية لإغراق السعوديين إلى أجل غير مسمى، فالحرب الهادفة أساساً إلى إضعاف إيران بالفعل تساعد هذه الأخيرة للتخلص من خصومها الإقليميين.

وأوضحت الصحيفة أن من أهم النتائج الخطيرة جراء هذه الحرب، استهداف العمق السعودي بصواريخ باليستية، وهو تطور تاريخي ربما يغير معادلات كثيرة في السنوات المقبلة، ففي شهر يوليو الماضي، أطلق الحوثيون صاروخاً زعموا أنه كان يستهدف قاعدة للقوات الجوية الملكية السعودية. وكانت هذه رسالة للمملكة بأنه يمكن ضرب الرياض في أي وقت.

ومن النتائج السلبية لهذه الحرب زيادة رقعة الطائفية والاستقطاب الديني، خاصة بعد تصعيد السلطات السعودية خطابها العدائي الطائفي، وتصدير الصراع باعتباره مذهبيا بين السنة والشيعة، وهو ما يشكل مكمن خطورة حقيقية على مستقبل المنطقة.

وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن السعودية لم تجنِ نفعا من سياستها في اليمن. وأضاف أن لديه شعورا بأن السعوديين سيتوصلون سريعا إلى أنه ليس هناك خيار سوى التعاون بين دول منطقة الخليج.

جولة حاسمة

ويرى مراقبون أن إيران قد فازت بجولة أخرى في الحرب بينها وبين السعودية داخل الإقليم، وكان هذا إلى حد كبير نتيجة حماقة السعودية التي تتصرف بدون وعي منها محاصرة الدوحة وكان هذا الافتراض قائما على أساس أن قطر لا تستطيع الصمود لكن ما حدث هو العكس تماما، حيث رفضت قطر بقوة جميع المطالب السعودية، بما في ذلك إغلاق قناة الجزيرة، وقبل كل شيء، وقف العلاقات مع إيران، التي تشترك معها في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. وفي أغسطس الفائت أعلنت قطر عن تعزيز العلاقات الثنائية مع إيران في جميع المجالات ويعد هذا انتصارا ملحوظا لطهران وتحقيقا لتقدم كبير في محاولتها تطبيع العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي تسيطر عليه السعودية. ومن المهم أيضا أن تقارب إيران مع قطر يأتي في أعقاب تحسن العلاقات بين طهران وتركيا، حيث ساهمت التحركات السعودية ضد قطر في التقارب بين أنقرة وطهران.

ونظرا لسوء تقدير السعودية القائم على أساس الغضب أكثر من أي شيء آخر، لطبيعة تغير المنطقة، فقد فتحت الرياض الطريق أمام طهران لتحقيق انتصارات دبلوماسية، حيث تمكنت دبلوماسية طهران الواضحة وصبرها اللامتناهي أخيرا من تحقيق مكاسب على المستوى الخليجي.

خسارة الحلفاء

وأضافت الصحيفة: من جانب آخر، اعتبر مقال نشرته مجلة ذي ناشونال أنترست الأميركية أن إيران ربحت جولة أخرى في ما وصفتها بالحرب الباردة مع السعودية. وأضاف الموقع أن هناك الكثير من المكاسب التي حققتها إيران جراء الأزمة الخليجية، حيث تقاربت مع قطر وهي عضو مهم وفاعل في مجلس التعاون الخليجي، علاوة على تحقيق مكاسب على الصعيد الجيوسياسي، وربما يكون التقارب القطري الإيراني مقدمة لبداية حل سلمي وحقيقي للأزمة السورية في المستقبل القريب.

وأوضحت المجلة أن الأمر الغريب هو إدراج بعض حلفاء السعودية داخل اليمن على قوائم الإرهاب، حيث يفترض أنهم شركاؤهم في المعركة ضد إيران، وهم الإسلاميون كحزب التجمع اليمني للإصلاح والأحزاب السلفية المؤيدة للشرعية كحزب الرشاد السلفي، الذي أدرِج أمينه العام في قائمة غير المرضي عنهم، وحزب النهضة. وهكذا تكون السعودية قد جردت نفسها من أقوى حلفائها، ودفعت بهم للارتماء في متاهات هذه اللحظة السياسية الأكثر تعقيدا في تاريخ المنطقة كلها.

 

يذكر أن قطر كانت إحدى الدول المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية للحرب في اليمن

أحدث العناوين

نصائح ضرورية لمرضى القلب في رمضان.. تَعَرف عليها

مرضى القلب المسموح لهم بصيام رمضان ملتمون بتجنب بعض التصرفات الخاطئة التي ستعرضهم للخطر وهنا سنتعرف على بعض النصائح...

مقالات ذات صلة