الإصلاح.. أول المؤيدين لمشروع التحالف بتمزيق اليمن وأول الضحايا (تقرير)

اخترنا لك

الخبر اليمني/خاص

في مطلع العام 2015 أعلنت السعودية تحالفا عسكريا لقتال صنعاء، ولإعادة ما تطلق عليه شرعية هادي ، وكان حزب الإصلاح هو وقود معركة هادي والتحالف.

بدأت المعركة ونجح التحالف في السيطرة على جنوب اليمن وكان الإصلاح لاعبا موجودا في تلك المعركة، لتعلن عليه الإمارات الحرب فور سيطرة الشرعية على الجنوب بشكل عام وعدن بشكل خاص، حيث أعلنت قوى تتبع للإمارات حظرها للحزب وملاحقة قاداته وفرار بعضهم إلى صنعاء.

استمرت المعركة بشكل متواصل حتى الان وبوتيرة أعلى، حيث تم في مطلع الشهر الحالي احراق أغلب مقرات الحزب والزج بباقي قياداته وكوادره في السجون.

في محافظة تعز أيضا، لم تحظ المدينة بأي تحرك يذكر، فقد خرج أبناء المدينة الأسبوع الماضي بعد أكثر من سنتين بمظاهرات تطالب بحسم المعركة وبتخفيف معاناة الناس، متهمين لهادي والإمارات بالتآمر على المدينة التي خرجت باكرا لنصرة الشرعية فلم ترى الا خذلانا بات واضحا من قبل أطراف يريدون لمعركة تعز أن تبقى متوقفة حيث هي الان.

 

التحالف يستهدف  الإصلاح

ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها الأسبوع الماضي بأن ابو ظبي تزود مليشيات ابو العباس السلفية المتطرفة لمحاربة حزب الإصلاح في مدينة تعز.

وأضافت الصحيفة بأن الإمارات لا تقاتل الحوثيين في اليمن وانما تقاتل حزب التجمع اليمني للإصلاح.

على ذات السياق كشفت قناة الجزيرة القطرية عن رسالة بعثها قائد قوة الواجب المشتركة الإماراتي أحمد علي محمد البلوشي إلى قائد محور تعز اللواء خالد فاضل  يخبر الأخير فيها بوقف التحركات الميدانية والعسكرية التي أشرف عليها الوفد الحكومي اليمني برئاسة عبد العزيز جباري نائب رئيس الوزراء اليمني خلال زيارة لتعز الأسبوع الماضي.

كما منعت توجيهات القائد الإماراتي تغيير أو سحب أي نقاط أمنية من قبل أي قوة كانت، إلا بعد أخذ الإذن من قوات التحالف العربي في عدن، بحسب الرسالة.

على ذات السياق يرى مراقبين بأن تصاعد لهجة الإمارات ضد حزب الإصلاح وما تمارسه قوى تابعة لها في جنوب اليمن وفي تعز لا يخدم الشرعية وانما يخدم مشروع الإمارات البعيد.

الإمارات تطرد المخلافي من تعز..

توقف معركة تعز دفع بالكثير الى اثارة الكثير من التساؤلات، فجاء الجواب من الإمارات، مطالبة بخروج القيادي الإصلاحي حمود المخلافي من المدينة، فلم يتغير شيء، حيث تؤمن الإمارات بأن تعز تتبع الإصلاح، ولذا وجب استنزاف الحزب فيها.

انشغلت الإمارات بإحكام سيطرتها على جنوب البلاد واعدادها لما عرف لاحقا قوات الحزام الأمني في عدن والذي أوكلت له تسيير أمور المناطق المحررة بمعزل عن هادي وحكومته، بالمقابل زرعت جماعات سلفية في تعز لتقوم بدور الحزام الأمني في عدن، وتنفذ ما تريده الإمارات.

تركت معركة تعز رغم خروج قائد مقاومتها المنتمي لجماعة تعتبرها الإمارات علنا جماعة ارهابية، ليبقى في تعز  فصائل تتصارع فيما بينها، اضافة الى جماعة السلفي أبو العباس والتي افتعلت الكثير من المشاكل داخل المدينة، وقامت بالكثير من عمليات السطو والنهب لبيوت المواطنين.

في منتصف يوليو/ تموز من العام الحالي أصدرت كتائب ابو العباس بيانا تتهم فيه غزوان المخلافي أحد قادة الفصائل المنتمية لحزب الإصلاح المناهض كما يرى البعض لأجندة أبو العباس والإمارات في المدينة بإطلاق الرصاص على أحد الأطقم التابعة لكتائب ابو العباس مما أدى الى مقتل سائق الطقم، الأمر الذي جعل  جماعة ابو العباس تشن حربا ضد غزوان مما أدى الى اختفائه من المشهد هو الآخر، لتستمر الجماعة السلفية المتطرفة كما يرى مهتمين بشؤون الجماعات الإسلامية بصناعة معارك لا تمت لتعز ولا للشرعية بصلة، بقدر ما تنفذ ارادة الإمارات وتمرير مخططاتها .

معركة  المخا

في مطلع العام الجاري دفعت الإمارات بقوات جنوبية تابعة لها للسيطرة على مدينة المخا ، ليخرج لاحقا محافظ محافظة تعز علي المعمري ويصرح بأنه منع لمرات كثيرة من دخول مدينة المخا التابعة لمحافظة هو محافظها، الأمر الذي جعل محللين سياسيين يرون بأن الإمارات تسعى لضم المخا الى الجزء الجنوبي من البلاد بحسب تصريحات لقادة في القوات التي سيطرت على المدينة.

اكتفت الإمارات بالسيطرة على المخا وبتحويل مينائه الى منطقة عسكرية مغلقة بحسب تقارير لصحف ومواقع اخبارية عالمية.

 

مشروع التحالف يستند على تمزيق الإصلاح

في اغسطس /آب الماضي أصدر اصلاح تعز أصدر بيانا شكر فيه دور الإمارات في اليمن وما تقوم به واهتمامها بالجانب التنموي والاقتصادي.

وأكد البيان اضافة الى عدة بيانات سابقة وتصريحات لقادة في الحزب بأن أبناء اليمن وفي مقدمتهم التجمع اليمني للإصلاح يرون في دولة الإمارات شريكا أساسيا في عملية السطيرة على تعز.

وأشار إلى أن هناك جهات تحاول بث الأكاذيب ونشر الإشاعات لمحاولة تصوير حالة من القطيعة والخلاف بين الإخوة في الإمارات والجيش والمقاومة في تعز.

في المقابل لم تواجه الإمارات كل محاولات تقرب الاصلاح منها الا بمزيد من العداء والخصومة كون ما يريده التحالف بحسب مصادر يستند بشكل كبير على تجريم الإصلاح ومحاربته في منطقة معينة وتقويته في منطقة أخرى، لخلق صراعات بينية وفرض مشروع التقسيم

هادي ضد الإصلاح..

عجز هادي عن تمرير ارادته او بايضاح موقف ازاء ما يتعرض له الإصلاح في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية، وكدليل لرضوخ هادي لإرادة التحالف لم يستطع الإبقاء على محافظ عدن المعين من قبله والمنتمي لحزب الإصلاح، وأطاح به تحت ضغط اماراتي.

على ذات السياق قامت حملات المجلس الإنتقالي الجنوبي المعارض لهادي بإحراق مقرات الحزب واعتقال قاداته، دون ردة فعل او موقف من هادي، او حتى بيان ادانة.

التحالف يريد تكرار سيناريو عدن في تعز

كشفت مواقع اخبارية عن نية الإمارات انشاء حزام أمني في محافظة تعز، ونقل موقع العربي الجديد عن مصدر عسكري أن قوة عسكرية مكونة من ثلاثة الاف جندي تلقت تدريبها في معسكرات تابعة للإمارات في دولة ارتيريا، وباتت جاهزة لتوزيعها في وحدات أمنية وحدات أمنية ستشكل الحزام الأمني لمحافظة تعز.

ولفت المصدر إلى أنه “لتنفيذ هذه المهمة تحرّكت الإمارات، وتم تكليف ممثل السعودية في قيادة التحالف العربي المقيم في عدن للقاء محافظ تعز علي المعمري، قبل أكثر من شهرين في محافظة عدن، وناقش معه الوضع الأمني وانتشار الإرهاب والعديد من القضايا، طالباً منه التعاون في تنفيذ خطة انتشار قوات الحزام الأمني في تعز، بعد أن أوضح التحالف للمعمري أسباب توجه القيادة في تشكيل حزام أمني بتعز.

وبحسب العربي الجديد فإن مصدر مقرّب من محافظ تعز قال بأن “المحافظ رفض ذلك قبل أن يتراجع ويوافق على المقترح، بشرط أن تعمل قيادة التحالف العربي على دعم جهوده في المحافظة وتوفير الدعم في الجانب الطبي والإغاثي والخدمي”. وأردف قائلاً إن “المحافظ واجه ضغوطا من بعض الأحزاب، ما جعله يعلن تقديم استقالته من منصبه، تحت مبرر عدم استجابة الحكومة لصرف رواتب موظفي تعز المنقطعة منذ عام والتي تم صرفها قبل ساعات من نفس يوم تقديم الاستقالة”.

على ذات السياق أكد نشطاء على شبكات التواصل الإجتماعي بأن هناك تحركات مشبوهة ومكثفة لمسلحي كتائب أبي العباس حول المؤسسات والمقار الحكومية بمدينة تعز، تحت مبرر الهروب الغامض للسجين المدعو بـ”غزوان المخلافي”.

يذكر بأن جماعة ابو العباس اقتحمت في يناير من العام الجاري مبنى إدارة أمن المحافظة والبحث الجنائي ومقر الأمن السياسي وقلعة القاهرة، تحت مبرر البحث عن المدعو غزوان المخلافي، واستولت الجماعة على المؤسسات الحكومية حينها حتى اليوم عدا مبنى إدارة الأمن الذي تم تسلميه بعد فترة قصيرة.

المواجهة او الاستسلام للإجتثاث..

في الفترة القليلة الماضية بدأت أصوات ناشطين بارزين وصحفيين داخل حزب الإصلاح تتعالى بعد صمت طويل، فيم واصلت وتواصل قيادة الحزب في الرياض تأكيد موقف الحزب الداعم لهادي والتحالف.

رداد السلامي أحد ناشطي حزب الإصلاح نشر على صفحته في الفيس بوك ما فهمته قيادة الحزب بأنه اعلان مواجهة مع التحالف،  فسارع برئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي باعلان براءة من السلامي وبأنه لا يمثل الحزب وسبق وأن قدم استقالته مرارا.

يذكر بأن الناشطة والفائزة بجائزة نوبل توكل كرمان كانت قد أعلنت في وقت سابق بأن هادي وقيادات في الرياض ضمنها اليدومي مفروض عليهم اقامة جبرية.

على ذات السياق يرى ياسين التميمي في تصريح له على قناة الجزيرة بأن التحركات المشبوهة في تعز منذ بدء المعركة تأتي ضمن مخطط لإحداث الفوضى في المدينة والتمهيد لإنشاء جهاز أمني خارج عن سيطرة الدولة لالحاق تعز بركب الجنوب.

وبحسب التميمي فإن  الإمارات عملت على إنشاء قوات تابعة لها في تعز على غرار ما حدث في عدن ونجحت، والان قوتها موجودة وبقوة ممثلة بكتائب ابو العباس والقوات الجنوبية في المخا.

وأشار التميمي الى أن هناك سعيا كبيرا من الإمارات لإنشاء قوات نخبة تعزية تنفذ أجندة الإمارات وتعمل خارج اطار الشرعية كقوات الحزام الأمني في عدن والنخبة الشبوانية.

الى ذلك يرى آخرون بأن معركة التحالف مع الإصلاح قادمة لا محالة، وسيجد الحزب نفسه وحيدا ومحاصرا من كل الجهات.

وتشير المصادر إلى أن إنشاء نخبة تعزية بدعم من الإمارات سيكون في جانب من محافظة تعز فيما سيتم حصر حزب الإصلاح في مناطق أخرى من المحافظة.

 

في المقابل: التحالف يدعم الإصلاح في مارب لإنشاء قوة عسكرية

بينما قام التحالف باجتثاث الإصلاح من الجنوب وأخرج حمود المخلافي من تعز وعمل على إنشاء قوة عسكرية معادية لقوات الإصلاح  في تعز بقيادة أبي العباس، منحه الدعم لإنشاء قوة عسكرية كبيرة في  أجزاء من مارب والجوف.

وبحسب مصادر فإن هذا يأتي في سياق مخطط ضرب مركزية الأحزاب الكبيرة التي تمتلك جماهير في كل اليمن لفرض مشروع التقسيم  وتمزيق هذه الأحزاب الأحزاب أو إضعافها على الأقل  في مناطق وحصرها في مناطق أخرى.

ويرى مراقبون أن التحالف استخدم حزب الإصلاح ورقة لتنفيذ أجندته دون أن يدرك الأخير أنه أول الضحايا.

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة