مــــريـــم(قصة قصيرة)

اخترنا لك

سمر يونس:

..كم كانت سعيدة ولأول مره في حياتها تشعر بأنها إنسانه ولها مشاعر وكرامه وهدف يجب أن تعمل لأجله  فزاد إصرارها ان تغير حياته

عادت لبيتِها ولأمها وكُلها أمل أن تجد فيه الراحة والطمأنينة أو الأمان  ولكنها لم تستمر سِوى ساعة أو بعض منها.

استقبلها اخوها الصغير مسرعا يحرك عربتَه، امسك بيديها وبكى فقبَّلته وبكت لحاله وحالها فعلمت أنه مُشتاق إليها ويفتقدها وبحاجه لاهتمامها به فقد أثّر غيابها على نفسته وهندامه ونظافته الشخصية  فزاد بكائهما حين نظرت اليه فبكت لحاله ولحالتها .

  تقدمت والدتها وسلّمت عليها بحراره فتطمئنت قليلاً حين شاهدت أمها بصحة جيده واخذت تُقبلها، ولكن والدها كان سلامه فاتراً وبدا مستاء كأنه يلومها على عودتها، وتخليها عن المال فهو قد علم من خلال اتصال زوجها به أنها هربت من بيته وانفصلت عنه  فبدأ سلامه فاترا يحكي لها ما بداخله من كلام ولوم.

اخذ يسألها وتجيبه وتقص عليه ما جرى لها هناك ولكنه لم يصدقها ونعتها بالفاشلة كأُمها والجاهلة التي لا تحسن معاملة الزوج. مر  يوم ولم ترى فيه اخاها عامر  قامت بكل أعمال البيت ونظفت كل زاوية فيه واهتمت بنظافة اخيها المقعد وترتيب ملابسه  بكل حب وطيبه خاطر، فشعرت بالتعب ولم تنتبه  لدخول عامر المنزل.

 كان يبدو غاضبا وفاقدا للنوم من عدة ايام فأخذ يصرخ بها ويأنبها على فعلتها ….

حاولت أن تحكي له وتشرح لكنه انهال  عليها ضرباً وشتماً بصوت عالي

دوت كلماته في أذنها …..من الان لا خروج من هنا الا لبيت زوجك او قبرك  وقومي بأعمال البيت  وخدمه اخوك  من غير ان اراكي او اسمع صوتك لأني سأقتلك  ..   

نظرت  اليه والدموع تملأ عيناها،ما مشكلتك معي ولم تعاملني هكذا !!؛وانا اخدمك طول الوقت هل تريد نقود .اذا دعني اخرج للعمل.

لم ترق له كلماتها فدفعها  حت سقطت على الارض  وبدأ يرفسها بقدميه وقال لها كل يوم  ساعطيك درس كهذا حتى تعودي لبيتك  أو” ربي  يأخذ امانته” …..

يوما بعد يوم  تزداد معانتها وألمها  والظلم والضغط الواقع عليها من شقيقها ، ولكن اليوم كان ظلمه اكبر.

 نادها واخبرها انه سيعيدها لزوجها قبل انتهاء وقت العدة  وستبقى هناك وإن فكرت بالطلاق تخبره أولاً ويعيدها للبيت وهو سيتصرف ويأخذ لها حقوقها منه. 

كانت تعلم  انه يكذب وكل ما يهمه  المال حتى يخرج ويسهر مع أصدقاء السوء، وإن حصلت على  حقوق سيأخذها كلها، ولن يتوقف عن السيطرة على كل ما يخصها  ولن يتوقف عن ضربها  فذهبت للنوم باكراً.

وقررت البحث عن حياتها ومستقبلها بعيدا عن بيتها بعد اصطدامها بواقع اطاح بكل امانيها  لم تر فيه السماء زرقاء ولا خيوط الشمس ساطعة  ولكنها تلبدت بالهموم والغيوم.

بكت كثيراً وخرجت من منزلها في الصباح الباكر قبل استيقاظ أحد منهم .

فكرت بمحمود  هل تذهب إليه وتتزوج منه حسب رغبته، لكنها تخلت عن الفكرة بسرعة فالحب والزواج ليس حلمها الان وسيزيد البلاء عليها والكلام  وبقائُها او عملها وحدها سيجعل الذئاب البشرية تحاول نهشها وقد  تقع بمشاكل لا تدركها. فكرت بتلك المؤسسة التي اعطاها محمود عنوانها وساعدتها قبل ذلك، فذهبت اليها بقناعه تامه من فكرتها.

تحدثت مع السيدة المسؤولة هناك أكثر من ساعه واخيرا وافقت مشترطة تنفيذ جميع الشروط.

قالت:

سأنفذ كل شروطك  ولن أخرج من هنا لأي مكان ولكن لي طلب هو ان ترسلي لوالدتي جزء من اجرتي ولا تخبري أحد عن مكاني  فوافقت المديرة وهي تبتسم معجبة بتلك الفتاة التي تصر على تحقيق حلمها  وعيش حياة كريمة  فأخذتها الى الداخل واغلقت الباب. وأخذت

 تفكر وتحدث نفسها:

باتت أوهامي واحلامي حقيقة، لا تحتمل  الخضوع ولا الكسل ..ربما لم أكن محظوظة نوعا ما ،ولكن لم يقتلني نعاس الحياة وخذلان البشر، وساقني القدر لمن يساعدني ويعطيني الامل، ويجدد في نفسي حبي للحياة.

مضت الأيام..بل مضت خمس سنوات من المثابرة فتحت مريم في نهايتها باب المؤسسة وخرجت منه.

  لتفتتح  مكتب محاماة. اليوم فقط سترى العالم جميل ومختلف ولم تنس أهلها فقررت شراء منزل لهم ومساعدتهم ولكن كانت المفاجأة ….. ان والدها متوفي وأخاها عامر حكم بالسجن بقضيه سرقه وايذاء

أخذت والدتها  واخاها المقعد للعيش معها بالمنزل وأحضرت لهم خادمة حتى تواصل عملها وتقدمها فأصبحت

من أهم المحامين لدى النقابة وحلمها رئاسة نقابه المحاميين

 وستفعلها وتحقق الحلم

 

الخبر اليمني/أبجدية

أحدث العناوين

كلمة مرتقبة لقائد الأنصار عند الـ 4 عصرا

من المتوقع أن يطلّ قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمة عصر اليوم الخميس يتطرق من خلالها لآخر...

مقالات ذات صلة