ترامب يقترب من لحظة الحقيقة أمام كوريا الشمالية

اخترنا لك

الخبر اليمني/الميادين:

استهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة زياراته في آسيا، هذا الأسبوع، بالدول الثلاث ذات العلاقة بأزمة الولايات المتحدة الأمريكية مع كوريا الشمالية: اليابان وكوريا الجنوبية والصين.  

ومن شبه المؤكد أن الرئيس الأميركي سيستغل هذه الزيارات من أجل إعداد الأرضية للمرحلة التالية في مواجهة التهديد النووي الكوري الشمالي، وبالتالي هي محاولة أميركية لممارسة ضغط هائل على اقتصاد كوريا الشمالية وعلى النخبة القريبة من كيم جونغ أون، إلى جانب تعزيز صدقية التهديد العسكري. أما الهدف الأميركي فهو زيادة الشعور بالتهديد على الزعيم الكوري الشمالي ودفعه إلى طاولة المفاوضات من موقف ضعيف.

ووفق ما نُشر في وسائل الإعلام، فإن تقديرات المخابرات الأميركية تشير إلى أن كوريا الشمالية قد تقوم بتطوير قدرات لحمل رأس نووي على صاروخ بوسعه الوصول إلى المدن الرئيسية في الولايات المتحدة الأميركية خلال فترة تتراوح بين عدة أشهر وسنة. وتُعتبر هذه التقديرات الأكثر تحفظاً في دوائر المخابرات الأميركية، إلا أنها تشكل أساس الانطلاق للعمل في ظل التحديات في جمع المعلومات حول كوريا الشمالية والوتيرة السريعة للتطور التكنولوجي للجيش الكوري التي فاجأت، خلال العام الأخير، مختلف الجهات التابعة لهذه لمخابرات. ولا تترك هذه التقديرات الكثير من الوقت لإدارة ترامب للعمل من أجل تحقيق هدفه المعلن: منع توازن رعب نووي مع كوريا الشمالية.

دول الجوار

إن نافذة الفرص الآخذة بالتناقص تتطلب من الرئيس الأمريكي إقناع الصين – وهي أسطوانة الأوكسجين” الاقتصادي والسياسي لنظام كيم أون – بخنق اقتصاد كوريا الشمالية حالاً وسريعاً. وكانت الصين قد أيّدت مرّتين فرض حزمتين من العقوبات على كوريا الشمالية خلال الشهور الأخيرة، إلا أنها فعلت ذلك بعد أن استطاعت تليين مضمونها بشكل كبير، كما أن استعدادها لتطبيقها بالكامل لا يزال موضع شك. فالصين ستكون على استعداد لزيادة الضغط على كوريا الشمالية وذلك من أجل زيادة تبعية نظام كيم جونغ أون لها، إلا أنها لن تفعل ذلك على نحو يهدد بقاءه. فليس من مصلحة الصين في شيء أن تهدد حليفتها كوريا الشمالية التي تشكل خطاً للدفاع عنها في وجه التواجد الأمريكي في المنطقة. كما أن الصينيين غير واثقين من أنهم سينجحون في إقناع كيم أون في الإقلاع عن سياسته في الوقت الذي يقترب فيه جداً من تحقيق هدفه.

ومن أجل دفع الصين لتغيير سياستها فإن على الولايات المتحدة الأمريكية إقناع بكين بأنه ما لم تتوقف كوريا الشمالية برغبتها فإن الجيش الأمريكي سيكون مستعداً لتوجيه ضربة وقائية. وضربة كهذه ستُلحق الضرر بالاستقرار الإقليمي، كما أنه من شأنها أن تشكل خطراً مباشراً على نظام كيم أون، وبذلك إلحاق الضرر بالمصالح الاقتصادية والسياسية للصين. والتقدير السائد اليوم هو أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة لخطوة كهذه والدليل على ذلك هو العدد القليل للقوات – الذي يقل عن ربع القوات التي غزت العراق في 2003. وحتى إذا لم يكن الهدف الأمريكي غزو كوريا الشمالية فإن هناك حاجة إلى قوة عسكرية قادرة على توفير الردود لمختلف التطورات المحتملة نتيجة لخطوة عسكرية محدودة، وبشكل خاص من أجل إعطاء الانطباع بالجدية الأمريكية.

قد يكون من شأن رسالة أميركية حازمة، ونقل المزيد من القوات الأميركية إلى المنطقة، ضرب الشعور بالأمان لدى زعيم كوريا الشمالية وإقناع الصينيين بدعم الجهود الأمريكية. ولكنَّ الحديث يدور عن خطوات قد تؤدي إلى التصعيد مع بيونغ يانغ وزيادة التوتر في منطقة متوترة أصلاً. ومن سيدفع ثمن التصعيد أو المواجهة المحتملة مع دولة نووية هما حليفتا الولايات المتحدة الأمريكية: كوريا الجنوبية واليابان.

حتى الآن أيدت هاتان الدولتان الرسائل الأميركية القوية ضد كوريا الشمالية. والحديث لا يدور هنا عن إنجاز تافه. فقد تم في كوريا الجنوبية انتخاب رئيس حكومة ديمقراطي على أساس برنامج سياسي تصالحي مع الشمال ورفض نشر المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ في شبه الجزيرة الكورية. وتَقرّر في ظل الحكومة الجديدة في سيول توسيع منظومة الصواريخ ونقل رسائل قوية. والأخيرة من بين هذه الرسائل هو تصريح وزير الدفاع الكوري (الجنوبي) الذي قال إن بلاده تعرف كيف ستواجه التهديد القادم من الشمال. وفي اليابان تم انتخاب رئيس الحكومة شينزو آبي، في الأسبوع الماضي، والذي تضمن برنامجه الانتخابي دعوة إلى تغيير الدستور السلمي لليابان بحيث يكون بالإمكان بناء قوة الجيش الياباني لمواجهة التهديدات المستجدة، بما في ذلك من كوريا الشمالية.

إن تحشيد كوريا الجنوبية واليابان لصالح القيام بخطوات أكثر قوة ضد كيم أون هو أمر ضروري، وهو سيكون حاسماً في حال فشل ضم الصين. فهل ستكون الدول الحليفة مستعدة للسير مع واشنطن في “المنحدر الحاد” الذي ينتهي بمواجهة مع دولة نووية وبدمار واسع النطاق؟ وما لم يحدث ذلك فإنه سيكون على الرئيس الأمريكي، في الحد الأدنى، الاختيار بين عمل عسكري منفرد يُعرِّض منظومة التحالفات الأمريكية في المنطقة للخطر وبين الخضوع والقبول بالتهديد النووي الكوري الشمالي كأمر واقع.

أحدث العناوين

Ansar Allah leader reviews American and British failure in confronting Yemeni operations

On Thursday, Ansar Allah leader, Abdul-Malik Al-Houthi highlighted the American and British failure in their attempts to counter Yemeni...

مقالات ذات صلة