في ظل تجاهل دعوات القيادات التاريخية للحراك الجنوبي لوقف استنزاف الدم الجنوبي والزج بالآلاف من شباب الجنوب في معارك الشمال، تقترب خسائر القوات الجنوبية المشاركة في معركة الخوخة منذ السابع من ديسمبر الجاري من 700 قتيل وجريح. 
خاضت القوات الموالية للإمارات مواجهات عنيفة جداً مع «أنصار الله» في ضواحي مدينة الخوخة، خلال اليومين الماضيين، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، جراء عملية هجومية واسعه نفذتها القوات الموالية لـ«أنصار الله» على القوات الموالية للإمارات في منطقة قطابة الواقعة شرق الخوخة، فجر الاثنيين. مصدر عسكري مقرب من «أنصار الله»، أكد لـ«العربي» أن مواجهات الاثنين «استمرت لساعات وانتهت بالسيطرة على ثلاث قرى في المنطقة، منها قرية الطور وقريتين مجاروتين لها».
طائرات «التحالف» حاولت فك الحصار عن القوات الموالية لها في مدينة المخا، وفتح خطوط إمداد لتلك القوات، فشنت سلسلة غارات عنيفة بالتزامن مع هجوم على الأرض للقوات الموالية لها، الأحد الماضي، باتجاه معسكر أبو موسى شرقي الخوخة، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم.
مصدر عسكري في صنعاء، أكد لـ«العربي» أن «القادم أعظم»، وأن لن تكون أي «قوات غازية»، حد وصفه، في الخوخة «آمنة، ولن يطول بقاؤها»، واتهم تلك القوات بإعدام ستة أسرى الأسبوع الماضي «بطريقة بشعة»، من قبل من وصفهم بـ«المتطرفين الذين يقاتلون في صفوف تلك القوات».
الأرض المحروقة
تراجع القوات الموالية للإمارات وتكبدها خسائر فادحة في عدد من مناطق الخوخة، واتساع نطاق سيطرة القوات الموالية لـ«أنصار الله» في يختل، دفعت «التحالف» إلى استخدام سياسة الأرض المحروقة في الخوخة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شن طيران «التحالف» غارات جوية عنيفة على عدد من المناطق القريبة من الخوخة، وهاجم مناطق يختل والخوخة وحيس والجراحى والتحيتا، ومناطق تابعة لزبيد، مستهدفاً المصالح العامة والخاصة، ومرتكباً عدداً من المجازر ضد المدنيين العزل. وكرد فعل على تعثر القوات الموالية للإمارات على الأرض، شن طيران «التحالف»، يوم الاثنين، أكثر من 20 غارة على مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، خلفت أضراراً بممتلكات المواطنين.
كثافة الغارات الجوية التي يشنها طيران «التحالف» على الخوخة والمديريات القريبة منها بشكل هستيري، تسببت بإبادة أسر بكامل أفرادها في التحيتا والخوخة، وقبل ذلك في الجراحى وحيس، فبعد يوم واحد من ارتكاب طيران «التحالف» مجزرة بحق أسرة فقيرة كانت تسكن في مبنى من الصفيح في مزرعة للبصل شرق منطقة القطابة، ومقتل ستة مواطنين بينهم نساء وأطفال، أدت غارة، يوم الثلاثاء، إلى إبادة أسرة مكونة من 14 فرداً، بينهم نساء وأطفال، إذ استهدفت منزلهم الواقع في ضواحي مديرية التحيتا.
كما استعان «التحالف» بالبوارج الحربية التي قصفت عدداً من المناطق الواقعة في ضواحي مديرية المخا، والواقعة تحت سيطرة القوات الموالية لـ«أنصار الله»، السبت الماضي، إلا أن معظم تلك الهجمات طالت مواقع تابعة لقوات جنوبية.
700 قتيل وجريح
حصل «العربي»، من مصدر في «المقاومة الجنوبية» في المخا، على نسخة لإحصائية بالخسائر البشرية والمادية للقوات الجنوبية خلال بدأ معركة الخوخة حتى أول من أمس (الاثنين)، بينت أن معظم القتلى ينتسبون إلى «محور العند» و«لواء تهامة» و«قوات الطوارئ» و«قوات العمالقة» و«اللواء 17 مشاة»، ومعظم تلك القوات موالية للإمارات. وتنوعت العمليات العسكرية بين القوات الجنوبية الموالية لأبو ظبي والقوات الموالية لـ«أنصار الله»، بين عمليات هجومية نوعية وكمائن محكمة في الطرقات واستهداف مجاميع بصواريخ متنوعة وقصف مدفعي ومواجهات وصد زحف وعمليات قنص.
ووفقاً للإحصائية، فقد ارتفعت الخسائر المادية في عتاد القوات الموالية للإمارات خلال معركة الخوخة إلى ما يزيد عن 58 طقماً عسكرياً، تعرضت ثلاثة منها للاستهداف أمس الثلاثاء، أحدها في شمال منطقة قطابة، أثناء اتجاهه نحو مدينة الخوخة، وذلك بعبوة ناسفة. وأكد مصدر عسكري في الحديدة تمكن القوات الموالية لـ«أنصار الله» من إحراق طقمين آخرين، الأول شرق يختل، والآخر في موشج شمال يختل، واستهداف معدات عسكرية وجرافة عسكرية، صباح الثلاثاء، كانت تحاول إنشاء تحصينات للقوات الموالية لأبوظبي شمال تبة الجرزين، بصاروخ موجه.
ووفقاً للإحصائية، فقد بلغت الآليات العسكرية التي استهدفت أثناء مرورها إلى الخوخة بكمائن وعبوات ناسفة وهجوم صاروخي، بلغت 76 آلية عسكرية إماراتية، و24 عربة مدرعة، ومعظم تلك المدرعات والآليات استهدفت في طريق يختل ـ الخوخة التي باتت القوات الموالية لـ«أنصار الله» تتحكم بها من شرق يختل، بعد أن سيطرت في الرابع عشر من الشهر الجاري على سوق يختل الواقعة في نطاق مديرية الخوخة والمرتفعات الواقعة على الطريق العام الذي يصل إلى الخوخة، وأعلنت قطع الإمدادات العسكرية على القوات الموالية للإمارات في الخوخة.
تلك الخسائر يقابلها خسائر من القوات الموالية لـ«أنصار الله»، إلا أن خسائر الجنوبيين التي تتعاظم يوماً بعد آخر، منذ التحاق قوات «المقاومة البيضانية» الموالية لـ«حزب الإصلاح» بصفوفها، حيث عادت ظاهرة النيران الصديقة التي تتعرض لها القوات الجنوبية الموالية للإمارات في جبهة الخوخة والمخا، فبعد أن استهدفت مواقع عسكرية تابعة للقوات الجنوبية فريق الإمارات في شمال يختل، قبل عدة أيام، بقصف شنته بوارج «التحالف» على مواقعها، استهدف طيران «التحالف العربي»، الثلاثاء، العشرات من الجنوبيين بعدة غارات شمال جبل نابضة بالمخا، لتتسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف تلك القوات.