“الشرعية” تهدد مستقبل آلاف المبتعثين: لا ترفعوا الدعم!

اخترنا لك

الخبر اليمني/ رشيد الحداد:

بنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن من الداخل إلى الخارج، فالمعاناة التي يعيشها 800 الف موظف في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة «الإنقاذ الوطني» بصنعاء، لها وجهاً آخراً أكثر مأساوية يعايشها الآلاف من طلاب اليمن، في عدد من دول العالم، ومنها ماليزيا . 

بالأمس أقدم طالب يمني على الإنتحار في بوابة سفارة اليمن في ماليزيا، إحتجاجاً على إيقاف مستحقاته المالية وإسقاط اسمه من كشوفات الاعتمادات الفصلية، والذي تسبب بطرده من احدى الجامعات الماليزية.

ونشر العشرات من طلاب اليمن في ماليزيا صوراً أظهرت قيام أحد زملائهم بلف سلسلة حول رقبته وقام بشنق نفسه على بوابة السفارة، مشيرين إلى أن عدداً من زملائه حاولوا إنقاذه وقاموا بإسعافه.

وأوضح طلاب يمنيون في ماليزيا، أن زميلهم أقدم على الإنتحار بعدما فشلت كافة المساعي لإعادته إلى الجامعة التي عجز عن دفع رسومها، حتى أن السفارة رفضت التجاوب مع مناشدات الطالب بسداد قسط الجامعة من الرسوم على هيئة «قرض»، حتى يتم حل المشكلة ويعود التعزيز المالي.
إغلاق السفارة
أغلق طلاب اليمن في الجامعات الماليزية بوابة السفارة اليمنية في كوالالمبور يوم أمس، بعدما وجدوا أنفسهم في حكم المطرودين من جامعاتهم.
مصدر طلابي في «الإتحاد العام لطلاب اليمن» في كوالالمبور، أكد لـ«العربي» أن إقدامهم على تلك الخطوة كان نتيجة المعاناة التي فاقت كل التصورات، مؤكداً أن طلاب اليمن في ماليزيا بلغ منهم الجوع ما بلغ، وتعرض الكثير منهم للطرد والإنذار بالطرد من الجامعات برغم تفوقهم الأكاديمي، وأشار المصدر إلى أن ما يحدث يعد عقاباً جماعياً ضد طلاب رفعوا اسم اليمن عالياً، ولا علاقة لهم بالصراع من قريب أو من بعيد.
ولفت المصدر إلى أن مسؤولي حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي يعتنون بأبنائهم فقط، والأحزاب الموالية لـ«التحالف» تهتم بالطلاب المحسوبين عليها، بينما طلاب الاستمرارية من أبناء الفلاحين والكادحين الذين حصدوا ألقاباً علمية كبيرة باسم اليمن، يتضورون جوعاً في دولة أجنبية.
مصدر في قطاع البعثات في وزارة التعليم العالي والبحث التعليمي التابعة لحكومة «الإنقاذ الوطني»، وصف في حديث إلى «العربي»، معاناة طلاب اليمن في الخارج بـ«الجريمة التي تستهدف حاضر ومستقبل اليمن»، مؤكداً أن «ما يحدث يعد إحدى النتائج الكارثية لقرار نقل البنك المركزي إلى عدن، والاستحواذ على منح التبادل الثقافي المعتمدة بين اليمن والخارج».
وحمَّل المصدر «ما تسمى بحكومة هادي»، على حد قوله، كامل المسؤولية عن «العبث بمستقبل الآلاف من طلاب اليمني»، معتبراً أن ما يعانيه طلاب اليمن في الخارج يُعد «وصمة عارٍ في جبين هادي وحكومته».
وأكد المصدر تلقي وزارة التعليم العالي في صنعاء «المئات من الشكاوى الأليمة من قبل الطلاب المبتعثين في الخارج، والذين يواجهون عقاباً جماعياً من قبل هادي وحكومته من دون ذنب»، مشيراً إلى أن «الآلاف من طلاب اليمن في الخارج اليوم، مهددين بالجوع وبالطرد من مساكنهم ومن جامعاتهم».
الإضراب عن الطعام
مصادر طلابية أكدت لـ«العربي»، إعلان العشرات من الطلاب في سفارة اليمن في ماليزيا الاضراب عن الطعام يوم امس الاثنين، حتى يتم الإستجابة لمطالبهم، مشيرة إلى أن هذا التصعيد الطلابي «جاء رداً على إسقاط أسماء المئات من الطلاب، ممن هم ضمن موفدي الجامعات والتعليم العالي والجهات الأخرى، من كشوفات المستحقات من دون مبرر». وطالب المحتجون بإعادة الأسماء التي تم إسقاطها من كشف المستحقات، وضمان عدم تكرار ذلك .
وأضافت المصادر أن حكومة بن دغر توفد المئات من الطلاب الجدد للدراسة في الجامعات الماليزية على أسس حزبية وسياسية، بينما توقف اعتمادات طلاب الإستمرارية الحاصلين على براءات الإختراع ودرجات التفوق العالية في الجامعات، مشيرة إلى أن الحكومة تبرر الأمر بأن الطلاب ابتعثوا قبل الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن حكومة أثبتت أنها قادرة على استيعاب الكم الهائل من التوجيهات الخاصة، والتي دفعت بأبناء ذوات من قيادات عسكرية وحزبية ومشائخ إلى الجامعات الماليزية، يجب أن يكون لها القدرة على حل مشكلة الاستمرارية والخريجين والقضايا العالقة.
خيبة أمل من هادي
حتى اليوم لم يُرسَل الربع الرابع من مستحقات الطلاب للعام 2017م ، بينما يفترض أن تكون مستحقات الربع الثاني من العام 2018م قد صرفت وتم حل مشاكل الطلاب.
تأخير صرف المستحقات الطلابية ورسوم الجامعات الماليزية، كشف عن معاناة بالغة يعيها الطلاب المبتعثون منذ سنوات للدراسة، تلك المعاناة لخصت من قبل الهيئة التأسيسة لـ«الاتحاد العام لطلبة اليمن في الخارج»، في رسالة موجهة للرئيس عبد ربه منصور هادي.
الرسالة بدأت بتحية ممزوجة بـ«الألم والمعاناة»، وأعربت فيها الهيئة عن «خيبة أملها واستغرابها من عدم اكثراث الحكومة بمعاناة الطلبة المبتعثين في الخارج، وعدم تجاوبها مع مطالب الطلاب الحقوقية، جَرَّاء تأخر مستحقات الطلبة المبتعثين في الخارج لمدة تزيد عن النصف عام، وبعضهم عن العام والنصف».
واعتبرت الهيئة أن «ما يتعرض له طلاب اليمن من حرمان من مستحقاتهم، يندرج في إطار ارتهان كرامة المواطن اليمني في بلد المهجر»، معتبرة أن ما يحدث «مساس بمستقبل الطلاب الذين هم جزء لا يتجزأ من مستقبل اليمن».
وأكدت الهيئة في مذكرتها التي تحصَّل «العربي» على نسخه منها، أنها «دشنت برنامها التصعيدي بـ 18 وقفة احتجاجية في 11 دولة ابتعاث حول العالم لانتزاع الحقوق»، وتوعدت بتصعيد مطالبها «بكافة الوسائل والسُّبل المكفولة في القانون والدستور، حتى يتم تحقيق كافة مطالب الطلاب».
وطالبت الهيئة بسرعة صرف مستحقات الربع الرابع للعام 2017، والربع الأول للعام 2018، والذين انتهت فترة استحقاقهما لجميع الطلاب في كل الدول ومن كافة جهات الابتعاث، ودعت لصرف مستحقات الربع الثالث للعام ٢٠١٧ للدول التي لم يتم الصرف فيها، مثل طلاب التعليم الفني في لبنان وغيرهم.
كما طالبت بسرعة صرف مستحقات «طلاب الاستمرارية والإحلال والبدل من رسوم وارباع وبدل كتب لجميع جهات الايفاد، والذين يعانون الأمرين إزاء تأخير مستحقاتهم لأكثر من عام ونصف وهم يؤدون وظيفتهم المقدسة في بلدان الدراسة».
وشددت على «ضرورة سرعة إرسال الرسوم الدراسية للعام 2017-2018، والرسوم المتأخرة للطلاب المنزلين والخريجين والمحتجزة شهاداتهم، بسبب تأخر ارسال وصرف الرسوم الدراسية السنوية»، مؤكدة أن هناك المئات من الطلاب العالقين في الخارج ولم يستطيعوا العودة إلى اليمن، «بسبب توقف حكومة أحمد عبيد بن دغر عن صرف تذاكر الخريجين والمستحقات المتأخرة للطلاب، الذين أنهوا دراستهم ولا زالوا غير قادرين على العودة لليمن».
وكشفت عن وجود فساد كبير في الإبتعاث، داعية إلى «التحقيق في التلاعب الحاصل في منح التبادل الثقافي من قبل السفارات في عدد من الدول وتوزيع المنح للمقربين بعيداً عن أي معايير شفافة وواضحة».

أحدث العناوين

ضابط في البحرية الأمريكية يكشف تفاصيل معضلة بلاده في اليمن

قال الضابط السابق في البحرية الأمريكية جيمس دوروسي إن بلاده تواجه معضلة استراتيجية حيث تخسر في أول نزال بحري...

مقالات ذات صلة