صنعاء عازمة على تدمير اقتصاد الرياض..17 عملية استهداف لمنشآت اقتصادية خلال شهر واحد فقط

اخترنا لك

زكريا الشرعبي:

لا يهم أن يكون عدد الصواريخ التي أطلقتها القوة الصاروخية التابعة لصنعاء اليوم الأربعاء 2 أو 4 أو 9 طالما أن هذه الصواريخ تمكنت من الوصول إلى أهدافها مخترقة كل أساليب الحماية التي تتدرع بها السعودية.

وبما أنها قد وصلت إلى تحقيق هذا الإنجاز في مرحلة سابقة كما تؤكد وكالات الأنباء العالمية فإن طبيعة الأهداف التي استهدفتها القوة الصاروخية هي ما تأخذ انتباه المتابع، إذ أن كل هدف يتم قصفه يأتي في سياق معادلة تسعى صنعاء إلى فرضها في واقع ومستقبل المواجهة.

إن استهداف القوة الصاروخية لمنشآت حيوية اقتصادية فقط في عمليتها النوعية اليوم مع وجود أهداف أخرى في المتناول لا يضعنا أمام قدرة صنعاء على توسيع خارطة الأهداف في العاصمة السعودية فحسب وإنما القدرة على فرض معادلة ردع لا يملك العدوان أمامها أي خيارات سوى إنهاء الحرب.

لقد أخفق التحالف في تحقيق أهدافه عبر محاولات ضرب قوة صنعاء فاتجه إلى استهداف الاقتصاد اليمني غير أن عدم وجود اقتصادي مؤسسي في اليمن ومواجهة اليمنيون لكل أساليب التحالف بصبر وثبات قد أفشل جميع خياراته، في مقابل ذلك تستند السعودية التي تعد الحامل التمويلي الرئيسي للعدوان على نظام اقتصادي ريعي وتتجه إلى جعله ذا طابع استثماري فإن استهداف أي منشأة اقتصادية من قبل صنعاء يهدد هذا النظام سواء في شكله القديم حيث لا تملك أي بدائل أو في الشكل الذي تتجه إليه حيث سيحولها الاستهداف إلى بيئة غير آمنة للمستثمرين، وهو ما دشنته القوة الصاروخية في مسار عملياتي منتظم في الثاني والعشرين من مارس الماضي  وقد نفذت خلال الفترة الوجيزة منذ ذلك اليوم إلى اليوم 17 عملية  استهدفت فيها منشآت اقتصادية حيوية بين مطارات ومقرات لشركة آرامكو “درة الاقتصاد السعودي” ومنشآت لم تفصح عنها.

إن هذه العمليات تضع الاقتصاد السعودي أمام خطر وجودي، لا يمكن للسعودية أن تتخلص منه إلا بإنهاء الحرب إذ أن مواجهته عسكريا لن يحقق لها أي نتيجة فالطريق العسكري هو الطريق الذي تمر عليه منذ ثلاث سنوات، وليس أمام صنعاء أي  شيء يمكن خسارته لنقول أن السعودية ستستطيع الرد بالمثل.

بل يمكن القول إن هذه المعادلة ستضطر العالم الذي يقيم علاقاته مع السعودية على أسس أموالها الوافرة إلى الضغط عليها لإنهاء الحرب من أجل استمرار منابع هذه الأموال في التدفق.

يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “السعودية تمتلك أموالا طائلة إلى الحد الذي لا تعرف ماذا تفعل بها”..ويقول بان كي مون الأمين العام  السابق للأمم المتحدة : إن السعودية هددت بقطع المساعدات عن المنظمة الدولية إذا ما أدرج اسمها في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال على خلفية جرائمها في اليمن، وهكذا فإن السعودية لم تكن لتتجرأ أن تتصدر هذه الحرب على اليمن لولا إغراءها للمجتمع الدولي بالمال وصفقات الأسلحة الكثيرة والكبيرة.

وعليه فإن استهداف المنشآت الاقتصادية السعودية يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي مضمونها : إن رائحة النفط وبريق المال الذي تبتلعون ألسنتكم لأجله عند مشاهدتكم للمذابح في اليمن، سيتحول على أيدينا إلى دخان، وعليكم أن تدركوا أن استمرار حليفتكم في الحرب أصبح مصدر ضرر عليكم وعليها.

رسالة أخرى من استهداف المنشآت الاقتصادية وجهتها القوة الصاروخية إلى ولي العهد السعودي الذي قدم رؤية 2030 للترويج لنفسه زاعما أنه سينقل الاقتصاد السعودي من طبيعته الريعية المعتمدة على النفط، إلى اقتصاد يعتمد على الاستثمار. إن استهداف المنشآت الاقتصادي السعودية ودعوة  صنعاء الشركات الأجنبية إلى مغادرة الأراضي السعودية قد حول السعودية إلى بلد طارد للاستثمار، ما يعني أن رؤية بن سلمان محكوم عليها بالفشل المسبق.

إن شائعة إعلامية واحدة تروج لها وكالات الأنباء قادرة على طرد المستثمرين، فكيف بحدث حقيقي تهتز منه أركان النظام السعودي، واستعرضوا إن شئتم بيانات البورصة السعودية في الأسبوع الفائت.

تقول وكالة رويترز إن المسثمرين الأجانب في الأسهم باعوا أسهما أكثر من التي اشتروها فحيث اشتروا بما قيمته 313 مليون دولار باعوا بما يوازي 361 مليون دولار.

وهذا بعد إعلان سلطات صنعاء السياسية وزعيم حركة أنصار الله العزم على الرد بحزم على اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد.

 

الخبر اليمني/أقلام

أحدث العناوين

ضابط في البحرية الأمريكية يكشف تفاصيل معضلة بلاده في اليمن

قال الضابط السابق في البحرية الأمريكية جيمس دوروسي إن بلاده تواجه معضلة استراتيجية حيث تخسر في أول نزال بحري...

مقالات ذات صلة