كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، اليوم، عن أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت عيّن رئيس قسم العمليات المنتهية ولايته، اللواء نيتسان ألون، مديراً لمشروع الجيش الإسرائيلي الخاص بمواجهة إيران. ووفق ما نقلته عن مصادر أمنية، فإن ألون رافق آيزنكوت في زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، وقد حضر الأخير الاجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، وكذلك مع رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد.
تعيين ألون يعتبر الأول من نوعه، لا سيما أنها المرّة الأولى التي يُعلن فيها الجيش الإسرائيلي عن إنشائه «مشروعاً خاصاً لمواجهة إيران». واللافت أن الجيش لم يُطلق عليه تسمية «فرع» أو «قسم»، وإنما «مشروع»؛ إذ من المفترض أن يعمل لمواجهة طهران في كافة المجالات والنواحي، وليس العسكرية فقط.
وبحسب الصحيفة، فإن عمل ألون الجديد سيتركز في تكثيف الجهود الهادفة إلى جمع معلومات استخبارية عن إيران وأنشطتها الخارجية، بالإضافة إلى مواصلة المساعي الإسرائيلية «لعرقلة المشروع النووي الإيراني»، والعمل الأمني والعسكري لإنهاء التواجد الإيراني في سوريا، والحد من «النفوذ الإيراني في المنطقة». وفي السابق، «لم يكن لدى إسرائيل مشروعاً كهذا، إذ تولى الرئيس السابق للموساد، مئير داغان، الملف الإيراني، بتفويض من رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت. أمّا المشروع الذي كشف عنه حديثاً فيأتي، بعدما أصبحت الحرب بين طهران وتل أبيب واضحة، إذ تضمّنت أكثر من مرة استهدافاً إسرائيلياً لحرس الثورة الإيراني في سوريا. وهو ما يدل على الأهمية التي توليها إسرائيل للملف الإيراني».
ومن خلال منصبه الجديد، سيتولى ألون إدارة العلاقات والاتصالات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على اختلافها، وبين المؤسسة الأمنية الأميركية. وقد أشارت الصحيفة إلى أن «تل أبيب وواشنطن تنسقان بشكل مطلق كل ما له علاقه بإيران، وتظهران اهتماماً مشتركاً بإسقاط النظام الإيراني». كذلك، «تعتبر المؤسسة الإسرائيلية أن الضغوطات الأميركية المستجدة على إيران، وفرض مزيد من العقوبات عليها يؤتي أُكله؛ حيث تدهور الاقتصاد الإيراني بشكل ملحوظ».
أمّا لماذا عُيّن ألون في المنصب الجديد؟ فتشير الصحيفة إلى أنه يحظى بإجماع قادة الجهاز الأمني والعسكري؛ ذلك أن الفضل يعود له في «الإنجازات الإسرائيلية المتراكمة، فيما له صله بحرب إسرائيل ضد إيران وحزب الله».
… باراك في خطر
في سياق ليس ببعيد، توجهت الأنظار خلال الأيام الماضية إلى أحد الأبراج في مدينة تل أبيب؛ حيث عُقدت هناك جلسة طارئة بين رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ندّاف أرغمان، ورئيس الوزراء السابق، إيهود باراك. أمّا سبب الاجتماع فهو «الخشية من تعرّض أمن الأخير للخطر»، بصفته «أحد الأهداف الإيرانية المحتملة على لائحة العمليات». وذلك وفق ما كشفته قناة «ريشت 13» (الشبكة 13) الإسرائيلية.
الجلسة الطارئة، عُقدت في شقة باراك في تل أبيب، وقد بحثت في أربعة مجالات، من بينها سفره الدائم إلى الخارج، وتنقله وحيداً من دون حارس أمن شخصي، إذ يكتفي فقط بحمل المسدس. ونظراً «لإهماله أمنه الشخصي، بات باراك مركز التهديدات الإيرانية المحتملة»، فقد أشارت تقديرات أمنية إسرائيلية سابقة إلى أن طهران تسعى منذ قصف مطار «الـT-4»، إلى ردّ ما ممكن أن يكون ضد سفارات أو أهداف إسرائيلية في الخارج.
في غضون ذلك، لفتت القناة الإسرائيلية إلى أن الاجتماع بين أرغمان وباراك لا يشبه الاجتماع الذي عقد بين الأخير وقائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، والذي عُقد قبل خمسة أشهر، وناقش فيه الاثنان «سياسة الحكومة الأكثر يمينية بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ومخاطر النهج الذي تتبعه، حيث قد يتسبب لاحقاً بحالة من التمرد في صفوف ضباط في الجيش والشاباك، ورفض هؤلاء الانصياع للأوامر».
وبالعودة إلى تعرض أمن باراك للخطر، قالت «القناة الثانية» الإسرائيلية، إن تقديرات «الشاباك» تشير إلى احتمال تعرض ضباط إسرائيليين بشكل عام للاغتيال في الخارج على أيدي إيران، وباراك بشكل خاص.المصدر: الأخبار