الساحل الغربي: ستالين غراد وقودها العمالقة ومدرعات التحالف

اخترنا لك

الخبر اليمني/خاص:

دخلت معركة ستالين غراد التاريخ بصفتها حرب الاستنزاف الكبرى التي قصمت ظهر ألمانيا وحلفاءها في الحرب العالمية الثانية وكانت مفصلية في مسار تلك الحرب “حيث استدرج الروس الجيش الألماني إلى مستنقع قاتل تكالب عليه فيه جهل الأرض وقساوة المناخ وطول خطوط الإمداد ووعورتها، لتَنتهي معركة ستالين غراد بخسارة فادحة للألمان وتُؤذن ببداية هزيمتهم.

تبدو معركة الساحل الغربي التي تخوضها قوات التحالف هجوما على قوات صنعاء  مشابهة تماما لستالين جراد لاسيما من حيث الاستراتيجية التي تعتمدها قوات صنعاء المتموضعة في الساحل الغربي والخسائر الكبيرة التي تتكبدها قوات التحالف بشكل شبه يومي أثناء محاولتها الهجوم نحو الحديدة.

بدأت معركة الساحل الغربي منذ عامين وثمانية أشهر حيثث هاجمت قوات التحالف قوات صنعاء في منطقة المخاء ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لا تزال قوات التحالف تدفع ألويتها العسكرية تباعا بإتجاه الشمال نحو الحديدة دون تحقيق أي إنجاز عسكري ضامن للتقدم نحو مدينةوميناء الحديدة.

 

آلاف القتلى ولا تزال الحديدة بعيدة

في منتصف مايو /آيار الماضي أعلنت قوات التحالف عملية الرعد الأحمر للسيطرة على محافظة الحديدة، وطوال شهر كامل من المواجهات التي خاضتها هذه العملية وترافقت بحرب نفسية عالية إلا أنها ل تستطع تحقيق أكثر من اختراق على الطريق الساحلي ، وهو اختراق استطاعت قوات صنعاء احتواءه.

وفي منتصف يونيو/ حزيران أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إطلاق عملية النصر الذهبي  للهجوم على الحديدة وقد حاولت القوات الموالية لها التقدم بإتجاه المطار في الجهة الجنوبية للمدينة، واستطاعت أن تصل إلى منصة العروض في محيط المطار هذه المرة لكن سيطرتها لم تدم لساعات، وسط خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.

ودفع التحالف وفقا لتقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ب 15 ألف مقاتل من العمالقة بالإضافة إلى لوائي “المقاومة التهامية” فيما أشارت تقديرات مخابرات الشرعية حسب المعهد إلى أن عدد مقاتلي صنعاء لا يتجاوز 1000 مقاتل، ورغم الفارق الهائل في العدد والعتاد والذي يتجاوز أيضا مبدأ 5 مهاجمين لكل مدافع واحد إلا أن الفشل  والخسائر الفادحة كانا رفيقي التحالف الوحيدين.

ةوفقا  لتقرير استخباراتي كشفته قوات  آواخر يوليو الماضي بلغ خسائر قوات العمالقة خلال الأشهر أبريل- يوليو 3713 قتيلا فيما بلغ عدد الجرحى من ذات الألوية 6361 جريحا وذلك في جبهات الساحل الغربي وجبهات كرش وموزع والوازعية  ليكون الإجمالي 1074 قتيلا وجريح.

يؤكد هذا دفع التحالف بألوية الدعم والإسناد  وقوات الحماية الرئاسية من عدن لتعزيز قواته اليائسة في الساحل الغربي.

الدريهمي.. 800 قتيل آخر ولا يتقدم التحالف شبرا واحد

خلال ال48 ساعة الماضية فقط لقي 140 عنصرا من قوات التحالف مصرعهم وأصيب 236  آخرين كما تم تدمير   15 ما بين مدرعة أمريكية نوع اشكوش وطقم عسكري وعربة عسكرية وذلك في محاولات هجومية جديدة نفذتها قوات التحالف على مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة.

ويوم الأربعاء الماضي أعلنت قوات صنعاء مصرع 20 من قوات التحالف بعبوات ناسفة في محيط الدريهمي، وخلال الأيام من5-7 أغسطس قتل مالا يقل عن 170 وأصيب 136  كما تم تدمير 20 آلية ومدرعة بينها مدرعات أمريكية أوشكوش في محاولات هجومية على مديرية الدريهمي أيضا.

وفي 3-4 أغسطس سقط مالا يقل عن 122 من مقاتلي التحالف بين قتيل وجريح فيما استسلم 32 مقاتلا بحسب مصادر استخباراتية.

ورغم هذه الخسائر الكبيرة والتي يبلغ إجماليها منذ مطلع أغسطس 856 قتيلا وجريحا على الأقل في عمليات هجومية نفذتها قوات التحالف للسيطرة على مركز مديرية الدريهمي إلا أن طريق وصولها إلى مركز المديرية ما يزال بعيدا، وما هذه المعارك إلا نموذجا للمعارك الأخرى التي تخوضها قوات التحالف وسط حقل استنزافي تدفع فيه أثمان باهظة.

 

 

 

 

 

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة