حج اليمنيين… لمَن استطاع إلى رضى “التحالف” سبيلاً

اخترنا لك

الخبر اليمني/العربي/ رشيد الحداد:

تسببت الحرب والحصار والانقسام السياسي بحرمان الآلاف من حجاج اليمن، من أداء فريضة الحج للعام الرابع على التوالي، فالكثير من اليمنيين القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة «الإنقاذ»، حرموا من الحج هذا العام، بسبب العديد من الإجراءات التي اتخذتها الرياض وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي هذا الموسم، على الحجاج القادمين من المحافظات الشمالية. 

بدأ موسم الحج للعام 1439 هجرية، بمشاركة 24 ألف و300 حاج يمني، منهم 3 آلاف حاج من المناطق الواقعة تحت سيطرة «الإنقاذ»، والتي يتجاوز سكانها الـ 20 مليون نسمة، مقابل 21 ألف حاج قدموا من المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي، منهم وفق المعلومات المؤكدة أكثر من 5000 حاج مجاملة «أي من الموالين للرياض»، ويحجون من دون رسوم حج.

السعودية تعرقل الحج

وزارة الأوقاف التابعة لحكومة «الإنقاذ» عزت تراجع الحجيج من المناطق الشمالية إلى عدد من الإجراءات التي اتخذت من قبل السعودية على الحجاج اليمنيين، وخصوصاً حجاج المناطق الواقعة تحت سيطرة «أنصار الله». ووفقاً لبيان صادر عن الوزارة، فإن الحصة المفترضة المناطق الشمالية تصل من 18 ألف حاج إلى 19 ألف حاج، إلا أن السعودية وضعت في طريق الحجاج من صنعاء والمحافظات الشمالية، عدداً من الصعوبات، والتي أعاقت بشكل كامل عملية تفويجهم، ومن تلك الصعوبات، رفض الموالين للرياض والمسؤولين مع حكومة هادي، فتح أي حسابات بنكية أو مكتب لتوريد المبالغ والرسوم المفترضة مقابل فريضة الحج، وتعمّد النظام السعودي، رفض الجوازات الصادرة من صنعاء، واشتراطه الجوازات صادرة من عدن، وقيام السعودية بفك الارتباط الشبكي بين منفذ الوديعة ومصلحة الجوازات.

كما اتهم وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة في صنعاء، عبد الله عامر، السعودية بـ«تسيس فريضة الحج، ومنع الحجاج اليمنيين من آداء فريضة الحج للعام الرابع على التوالي»، وأكد في مؤتمر صحافي عقد الأسبوع الماضي، أن «السعودية وأدواتها، تلاعبوا بالحصص الخاصة بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، والتي كان معمول بها خلال الفترة الماضية».

إلا أن وزير الأوقاف في حكومة هادي أحمد عطية، نفى اتهامات صنعاء، وأكد أن عملية الحج تتم بكل سهولة ويسر. وشدّد على أن السعودية «تفتح أبوابها للحجاج اليمنيين للموسم الثالث رغم أن اليمن في حالة حرب، والمملكة طرف فيها، ولكنها لم تمنع توافد الحجاج من كافة المدن اليمنية، بما في ذلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين».
وإذ نفى اتهامات صنعاء للسعودية، أشار إلى أن السعودية «لم تفرق في التعامل بين حاج يمني وآخر».

المفتي يتهم الرياض

مفتي الديار اليمنية في صنعاء، العلامة شمس الدين شرف الدين، وصف تحريض مفتي عام المملكة السعودية على الشعب اليمني باعتبارهم «مجوس وروافض»، بأنه «أبشع أنواع الاستغلال». وأشار إلى أن «السعودية رفعت تكاليف الحج هذا العام لسد ثغرة الإفلاس الذي لحق بها خلال العدوان على اليمن».
ويأتي ذلك، في ظل تصاعد الاتهامات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة «الإنقاذ»، للرياض بـ«تسييس الحج والعمرة وحرمان ملايين المسلمين من أداء فريضة الحج واستثمار المقدسات الإسلامية مكة والمدينة للتكسّب».

تكاليف مرتفعة

ارتفعت تكاليف الحج هذا العام إلى 13 ألف ريال سعودي، مقابل 7 آلاف ريال سعودي خلال الأعوام الماضية، أي أن تكاليف الحاج الواحد هذا العام تساوي 4000 دولار، وهو مبلغ كبير في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني في ظل الحرب والحصار، ويفوق قدرات معظم اليمنيين. إلا أن مكاتب ووكالات الحج المعتمدة من قبل السعودية لتفويج الحجيج، برّرت ذلك الارتفاع بحرصها على «تقديم خدمات بجودة عالية للحجاج اليمنيين وتجاوز إشكاليات السكن والتنقل والتغذية وغيرها التي يعاني منها حجاج اليمن كل عام».
مصدر في بعثة الحج اليمنية في مكة المكرمة، أكد لـ«العربي»، أن وزارة الأوقاف «بذلت هذا العام جهوداً كبيرة في تحسين خدمات المواصلات ومكان الإقامة، إلا أن حال حجاج اليمن يوم التروية في منى، وسيكون أيام التشريق، مأساوي للغاية». وأشار إلى أن «حجاج اليمن تفاجؤوا عند وصولهم إلى المخيمات في منى الأحد، أن المكيفات عاطلة والمياه مقطوعة عن دورات المياه القليلة»، ولفت إلى أن «الطعام الذي يقدم للحجاج اليمنيين في منى، لا يرضاه الحيوان»، معتبراً أن «تكرار هذه الحالة في مخيمات حجاج اليمن وراؤها حالة فساد متعمّد من قبل وكالات الحج بالشراكة مع مسؤولين وزارة الأوقاف الموالية لهادي».

حجاج المجاملة

ظاهرة «حجاج المجاملة» ليست غريبة في اليمن، فالسعودية كانت تقدم الآلاف من تأشيرات الدخول للموالين لها في اليمن، من مشائخ وشخصيات سياسية وحزبية موالين لها، ويتقاضون رواتب من اللجنة الخاصة باليمن، وكانت تستخدم الحج في شراء الولاءات أيضاً، إلا أن وزارة الأوقاف في حكومة هادي، على لسان وزيرها أحمد عطية، نفت وجود أي حجاج مجاملة، وهو ما دفع ناشطين موالين لـ«التحالف» إلى مطالبة رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة للتحقيق في قضية «فساد في موسم الحج الجاري»، مؤكدين وجود الآلاف من حجاج المجاملة، منهم أكثر من 800 حاج يتبعون وزارة الأوقاف، ويسكنون في الملاوي فندق سدرة البيت، وفي فندق ثامر بدوار كدي جوار جمعية البر بمكة، يضاف إلى وجود المئات من الحجاج تحت مسمى مطوفين تابعين لوزارة الأوقاف، وآخرين تحت ذات المسمى ويتبعون وكالات الحج، والمئات من حجاج المجاملة يتخذون من طواريد المخيمات سكناً لهم.

أحدث العناوين

الحوثي يحذر من تجاهل ما يحدث في غزة ويدعو للخروج الجماهيري الواسع عصر الجمعة

دعا قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، الخميس، الشعب اليمني، " للخروج المشرف غدا في الجمعة الثالثة من...

مقالات ذات صلة