نتنياهو: علاقاتنا مع الدول العربيّة تتطوّر بشكلٍ “يفوق الخيال”

اخترنا لك

الخبر اليمني/متابعات:

لا نُجافي الحقيقة بتاتًا إذا جزمنا بأنّ الهرولة نحو التطبيع مع الدولة العبريّة من قبل دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ في الشرق الأوسط أصبح مكشوفًا، ويجري علنًا، وللتدليل على ذلك، تكفي الإشارة إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو قال إنّ بلاده تعتمد سياسة “تطبيع سريٍّ” مع الدول العربيّة ستؤدي في النهاية إلى إحلال سلام في منطقة الشرق الأوسط.

وفي مقابلة تلفزيونية، أكّد نتنياهو على أنّ هناك تغييرًا كبيرًا يحدث في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ كثيرًا من تلك الدول بدأت تتقارب مع إسرائيل. وأشار نتنياهو إلى أنّ أحد أسباب التقارب هو الخطر الإيرانيّ، الذي تراه تلك الدول العربيّة، كما تراه إسرائيل تهديدًا لوجودها، بحسب تعبيره.

وساق قائلاً إنّ إسرائيل تهدف من وراء سياسة التطبيع التي تنتهجها مع الدول العربيّة إلى تحقيق سلامٍ مع أغلبية تلك الدول، وهو ما رأى أنّه سيؤدّي في النهاية إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين، ولكنّه استدرك قائلاً: إنّ علاقات بلاده مع الدول العربية تتطور بشكلٍ “يفوق الخيال”، معتبرًا أنّ السبب في انعدام السلام ليس عدم وجود دولةٍ فلسطينيّةٍ، على حدّ تعبيره.

وكان نتنياهو قد قال في وقتٍ سابقٍ إنّ إسرائيل والسعودية وغيرهما من دول المنطقة شهدت تداعيات كارثية للاتفاق النوويّ الإيرانيّ، معتبرًا أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب أسدى معروفًا كبيرًا للمنطقة والعالم بالخروج من هذا الاتفاق، كما قال.

ومن حين لآخر، تتناول التقارير الصحفية تنامي العلاقات بين إسرائيل ودولٍ عربيّةٍ من أهمها المملكة العربيّة السعودية.

وقبل أيام سلّط تحقيق استقصائي لموقع “WALLA” الإخباريّ-العبريّ الضوء على العلاقات التي تطورّت في الكواليس بين رجال أعمال سعوديين وإسرائيليين.

ووفقًا للتقرير، فإنّ أبريل (نيسان) الماضي شكّل محطةً فارقةً في العلاقات الإسرائيليّة السعوديّة، إذْ جمعت “مسيرة الحياة” لإحياء ذكرى المحرقة في بولندا شخصيات إسرائيليّة وسعوديّة. ومن أهّم هذه الشخصيات رجل الأعمال السعوديّ مازن الصواف برفقه العضو السابق في الكنيست رفائيل إيلول، وهو المشهد الذي أثار مشاعر الجمهور الإسرائيليّ.

لحظات الدهشة والاستغراب نقلها عبر أثير الإذاعة من بولندا إلى المجتمع الإسرائيليّ المنسق السابق للحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الجنرال يوآف مردخاي. وسرد مردخاي لحظات اللقاء التي جمعته برجل الأعمال السعوديّ الصواف، قائلاً: توجّه إليّ بعض الحضور الذين أرادوا أنْ يقدموني إلى شخصِ يعرفني، ورأيت شخصًا رفيع المستوى من القطاع الخاص في المملكة العربيّة السعوديّة، وهو شخص لديه عدد غير قليل من الأصدقاء الإسرائيليين، الذين يتصل بهم ويتواصل معهم دائمًا، وقد وجّهوا له دعوة للمشاركة في مسيرة الحياة بذكرى المحرقة، على حدّ تعبيره.

على صلةٍ بما سلف، ذكر المُراسل للشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إيتمار آيخنر، أنّ الشركات الناشئة الرائدة في تل أبيب، التي تستضيف آلاف رجال الأعمال والباحثين من العالم سنويًا، حظيت مؤخرًا بضيفةٍ خاصّةٍ – دكتورة ومبادرة شابة من بغداد تدعى ش. أ، وهي مواطنة من بغداد عمرها 25 عامًا، وصلت في الأسبوع الماضي إلى إسرائيل لتتعلم من الشركات الإسرائيليّة كيف يُمكن إقامة دفيئة تكنولوجية. ولفت إلى أنّ هذه الشابّة المبادِرة تنوي استخدام المعلومات التي ستحصل عليها في إسرائيل لإقامة دفيئةٍ تكنولوجيّةٍ أولى في بغداد.

وتابع قائلاً: ترعرعت ش.أ في بريطانيا، أما والداها فهما من العراق، وفي إطار دراستها، سافرت بضع مرات إلى بغداد واكتشفت رغبة كبيرة لتعلم كيف يمكن دفع صناعات جديدة وتكنولوجية قدمًا، كما أنّه خلال دراستها في جامعةٍ بريطانيّةٍ رائدةٍ سمعت من أصدقاء إسرائيليين عن صناعة الشركات الناشئة المتطورّة في تل أبيب، وبما أنّها تحمل جواز سفر بريطانيّ قدمت في نهاية الأسبوع الماضي إلى إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فإنّه خلال الزيارة، يتوقع أنْ تزور ش.أ مواقع عمل وشركات ناشئة لتتعلم عن قرب كيف أصبحت إسرائيل إحدى الدول العملاقة العالمية. فضلاً عن ذلك، ستزور مشاريع تكنولوجية في المجتمعين العربي والحاريدي، ومهرجان الحداثة DLD في تل أبيب.

وقالت المُبادِرة العراقيّة للصحيفة العبريّة إنّ تل أبيب هي مدينة رائعة، مُضيفةً أنّ هناك فرقًا كبيرًا بينها وبين بغداد، ففي حين أنّ في تل أبيب هناك التركيز الأكبر من الشركات الناشئة في العالم – 1700 شركة ناشئة في مدينةٍ صغيرةٍ، ففي بغداد بالكاد هناك 15 شركة ناشئة، على حدّ قولها.

 

زهير أندوراس/رأي اليوم

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة