مجلة أمريكية: الحوثي ليس وكيلا لإيران ويجب تقييم أحقية هادي بالرئاسة

اخترنا لك

الخبر اليمنية/متابعة خاصة:

وصف الباحث الأمريكي بول بيلار الحرب في اليمن بالكارثة الإنسانية الأبشع في الوقت الحالي.

وأشار بيلار في مقال نشر على موقع مجلة ناشيونال انترست إلى تقرير مجلس حقوق الإنسان الصادر آخر أغسطس المنصرم لافتا إلى أن الجرائم المُدمّرة قامت بها السعودية والإمارات، وحليفهم الداخلي: الحكومة اليمنية.

وقال الكاتب في مستهل تقريره: «تمتلك مجموعة من الخبراء الأدلة الكافية لإثبات أنّ الحكومة اليمنية والإمارات والسعودية مسؤولون عن انتهاكات ارتكبت بحقوق الإنسان، وهذه الانتهاكات تتضمن القتل، والاعتقالات التعسفية، وحالات الاغتصاب والتعذيب، والاختفاء القسري، وتجنيد الأطفال، وقمع حريّة التعبير، وغيرها من انتهاكاتٍ اقتصادية واجتماعية وثقافية أقلها الحق في الحصول على مستوى معيشة صحي ولائق».

ونوه الكاتب إلى أن القصف العشوائي للقوات الجوية السعودية والإماراتية كان أكثر العناصر دمارًا في الحرب، وفي هذا الشأن يذكر التقرير: «تسببت الغارات الجوية للتحالف في موت أغلب الضحايا المدنيين المُسجلين رسميًا. وفي السنوات الثلاث الماضية قصفت القوات الجوية مباني سكنيّة، وأسواقًا، وجنازات، وحفلات زفاف، ومرافق الاحتجاز، وزوارق السكان، وحتى المرافق الطبيّة»، ويُكمل التقرير بتقديم الأدلة التفصيلية، إضافة إلى تفجير «باص المدرسة» الشهر الماضي، وقتل عشرات الأطفال، نتيجة سلسلة من الكوارث الجويّة.

 

لا مجال لتنصل أمريكا من فظائع الحرب في اليمن

 

وركز التقرير على الدعم الأمريكي للتحالف السعودي الإماراتي قائلا إن أمريكا إذا توقفت عن الدعم، فستضطر السعودية والإمارات إيجاد خطة بديلة، والتخلص من الحرب، ومحاولة لدعم التوجه السلمي في اليمن

وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية مُشاركة في التدمير الجوي، وشملت مساندة أمريكا في الحرب إلى جانب السعودية والإمارات تزويد الطائرات بالوقود، واستهداف المعلومات، والمبيعات الضخمة للأسلحة. يُعلق الكاتب بأنّ القنابل المُدمرة لباص المدرسة كانت من تزويد أمريكا لقوات التحالف.

وإذ تنكر إدارة ترامب مسؤوليتها في الحرب على اليمن، كمّا صرّح وزير الدفاع، جيمس ماتيس، قائلًا: إنّ المعونة الأمريكية «ليست غير مشروطة»، وإنما طالبت القوات الجويّة السعودية «تجنب قتل الأبرياء، والحفاظ على حقوق الإنسان». يقول الكاتب مستهجنًا أنّ ما ذكره ماتيس لا يُطابق كل الأدلة المُتاحة منذ بداية الحرب. يتطابق الدليل أكثر كون آرون ديفيد ميلر وريتشارد سوكولسكي جزءًا من مؤسسة كارنيجي؛ إذ يصفان ترامب بالـ«الوضيع المُحترم»؛ إشارة إلى سياسته مع السعودية وأنها «خطيرة وغير مسؤولة».

ويتهم الحوثيون أمريكا بالاضطلاع بالدور الأكبر في حرب اليمن، ويطرحون أنه لولا الدعم الأمريكي للتحالف ما تجرأ التحالف على شن هذه الحرب.

وأكد الكاتب على أن المسؤولية الأكبر في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تقع على السعودية والإمارات؛ بسبب المعاناة الأكبر نتيجة القصف الجوي، ويعتبر ذلك انتهاكات للقانون الدولي للحروب، كما يشعر صناع السياسات والشعب الأمريكي بالقلق جراء التعاون الأمريكي مع هذه الأطراف.

يقول الكاتب: إنّه «على مستوى القيم الإنسانية لا يمكن الدفاع عن السياسات الأمريكية لإدارة ترامب تجاه الحرب اليمنية، ولا يمكن أيضًا الدفاع قانونيًا أو سياسيًا». ذكر ماتيس في تصريحه عن دور أمريكا، وكأنه كان محاولة لـ«استعادة الحكومة الشرعيّة». ويذكر الكاتب أنّنا يجب علينا تقييم «شرعيّة» النظام الحالي، وأحقية الرئيس عبد ربه منصور بالرئاسة.

يعتقد ماتيس أنّ «المنصب» كل ما في الأمر، وأنّ صديق أمريكا القديم، علي عبد الله صالح، تخلى عن الرئاسة بعد الفوضى التي أحدثها في الربيع العربي. يشير الكاتب أنّ الرئيس عبد ربه منصور انتخب عام 2012، حيث كان المرشح الوحيد للرئاسة بعد نهاية الحرب، وبقي عبد ربه في الحكم بعد انتهاء دورته، والتي من المفترض أن تكون سنتين. الرئيس عبد ربه مدينٌ لحلفائه في مجلس التعاون الخليجي؛ إذ هرب إلى السعودية بعد سيطرة الحوثي على صنعاء، ثم عاد بعد تدخل التحالف، رئيسًا، وجناح السعودية في اليمن.

 

ويشير الكاتب إلى أنّ علينا ملاحظة دعم أمريكا لما تطلق عليه «الحكومات الشرعيّة»، إنها السمة المميزة لسياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط، ولكنّها لا تظهر بدعم المعارضة للنظام السوري، وفي الجهود المصبوبة لتغيير الأنظمة هُنا أو هُناك.

يُخبرنا الكاتب أنّ سياسة الإدارة الأمريكية ليست واقعية، ولا تحقق المصالح الأمريكية في المنطقة، وأنّه في مخرجات الحرب الأهلية اليمنيّة، أمريكا خاسرة، فالحوثيون مسيطرون على الشأن الداخلي، وبحسب ما يُنقل من الحوثيين فإنّ الحكومة اليمنية لا تكترث بمصالح قبائل شمال اليمن.

 

ويقول الكاتب: «إنّ الحوثي لا يعتبر تهديدًا كبيرًا لأي لاعب إقليمي، وأنّ إدارة ترامب والسعودية حققت صفقة كبيرة؛ نتيجة للصواريخ التي أطلقت على السعودية، فهذه الصواريخ لا تُقارن مع الهجوم الجوي على الجهة الأخرى، والذي بسبب الهجمات، كانت ردة فعل جماعة الحوثي. إذا توقفت أمريكا عن الدعم، فستضطر السعودية والإمارات إلى إيجاد خطة بديلة، والتخلص من الحرب، ومحاولة لدعم التوجه السلمي في اليمن، بدلًا عن حرب مجهولة المعالم والعواقب».

الحوثي ليس وكيلا لإيران

يستطرد الكاتب بأنّ رسم السياسات لا يجب أن يُبنى على «الهواجس»، وأنّ الهاجس الأمريكي تجاه إيران يودي بأمريكا من دائرة الفعل إلى الانفعال.

ولفت الكاتب إلى أن هذه الهواجس كغيرها توقف التفكير، وتُعكر إصدار الأحكام الصحيحة، مؤكدا أن الحوثي ليس وكيلا لإيران وأن إيران كانت ترفض سيطرة جماعة أنصار الله على صنعاء في أحداث 21 سبتمبر 2014م

 

 

 

أحدث العناوين

Euro-Med Monitor: consequences of 200 days of Gaza war are “alarming”

The Euro-Mediterranean Human Rights Monitor described on Tuesday the consequences of the ongoing Israeli war on Gaza Strip for...

مقالات ذات صلة