خاص-الخبر اليمني:
لا يأبه التحالف السعودي الإماراتي لتحذيرات المنظمات الدولية من الآثار الإنسانية الكارثية التي ستهدد حياة 18 مليون مواطن يمني جراء استمرار عملية الهجوم العسكري على مدينة الحديدة، التي تعد شريان الإمداد الرئيسي للإمدادت الغذائية لليمن، كما أن المجتمع الدولي يشيح ببصره بعيدا عن مشاهد احتضار الأطفال اليمنيين من الجوع، المتكررة – بحسب إحصائية الصليب الأحمر الدولي- كل عشر دقائق.
لقد وصفت منظمة اليونسيف المأساة الإنسانية في اليمن جراء الحرب والحصار بـ”إنها الكارثة الأسوأ في الكون” . أطلقت اليونسيف هذا التوصيف وأعقبتها منظمات دولية أخرى على رأسها هيئة الأمم المتحدة وكان لا يزال ميناء الحديدة والطرق الممتدة من الميناء إلى المحافظات اليمنية مفتوحة. ورغم هذه الكارثة يتجه التحالف بعملية عسكرية من شأن الاستمرار فيها أن يتسبب بقطع خطوط الإمداد بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية إلى المحافظات اليمنية الأخرى ويقتل ملايين اليمنيين بالجوع والمرض.
انعدام المشتقات النفطية أولى شرر الكارثة
ووفق سكان محليون في العاصمة صنعاء فإن أولى نذر هذه العملية انعكس اليوم في الحياة العامة للمواطنيين حيث شهدت العاصمة أزمة خانقة في المشتقات النفطية وتوقفت وسائل النقل والمواصلات.
قال مصدر في وزارة النفط بصنعاء إن القصف المستمر الذي ينفذه التحالف على خط كيلو 16 الرابط بين الحديدة والمحافظات اليمنية الأخرى أعاق مرور ناقلات النفط وأدى إلى حدوث هذه الأزمة الخانقة.
ويرى مراقبون أن الأزمة لن تظل مقتصرة على المشتقات النفطية إذا لم يتوقف التحالف بشكل فوري عن العمليات العسكرية وإنما ستشمل كل مناحي الحياة.
إنها مسألة حياة وموت
وأعربت 16 منظمة دولية على رأسها منظمة أوكسفام وهيئة الإغاثة الإسلامية والمجلس النرويجي لحماية اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري الذي يقوم به التحالف السعودي الإماراتي في حملته العسكرية على الحديدة.
وأشار بيان مشترك وقعت عليه المنظمات الدولية العاملة في اليمن وحصل الخبر اليمني على نسخة منه إلى خطورة إغلاق الطرق الرئيسية بين مدينة الحديدة وشمال وشرق البلاد.
وحذرت المنظمات من انتشار الكارثة الإنسانية في باقي مديريات الحديدة على غرار انتشارها في الدريهمي والمديريات الجنوبية التي يسيطر عليها التحالف وأن تؤدي الأحداث إلى موجة أخرى من النازحين داخلياً.
وقال أودري كروفورد ، المدير القطري في جمهورية الكونغو الديمقراطية في اليمن: “نحن قلقون بنفس القدر من الإغلاق المحتمل لميناء الحديدة ، والذي يتم من خلاله شحن 70٪ من الإمدادات. مع ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض ، حيث يعد الميناء شريان الحياة الحيوي لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات”.
في السياق قال المدير القطري لهيئة الإغاثة الإسلامية في اليمن افرايم بالمييرو إن إغلاق ميناء الحديدة فضلاً عن قطع طرق النقل من الحديدة إلى أجزاء البلاد الأخرى، سيكون له تأثير مدمر على 17.8 مليون شخص في اليمن. وسيؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.”
في السياق قال يوهان موويج ، المدير القطري لمنظمة كير الدولية في اليمن: “نحن مرعوبون من التطورات الأخيرة في الحديدة”. إلى جانب المزيد من النزوح ، هناك خطر حقيقي من إغلاق الميناء.
وأشار إلى أنه لا يوجد حاليا سوى ما يكفي من الغذاء في اليمن للحفاظ على السكان لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر مشيرا إلى أن النساء والأطفال هم أكثر الفئات المتضررة.
ولفتت منظمة كير إلى أثر القصف الجوي للتحالف على امتداد خط كيلو16 الرابط بين الحديدة وباقي المحافظات اليمنية على إلى 22 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية. وقالت المنظمة: النقل متأثر أصلاً: تم إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط بين الحديدة والعاصمة صنعاء لعدة أيام ، حيث اضطرت شاحنات تحمل أغذية إلى اتخاذ طرق مختلفة في جميع أنحاء البلاد.
من جهته قال المدير القطري لمنظمة أوكسفام أمريكا في اليمن محسن صديقي” إن مهاجمة الحُديدة أو عرقلة طرق الإمداد الإنساني يعني أن ملايين اليمنيين سيذهبون دون طعام وأدوية لإنقاذ حياتهم ”
والمنظمات التي وقعت على البيان هي:
ACTED
Adventist Development and Relief Agency Yemen
Care International
Danish Refugee Council
Handicap International
Islamic Relief Worldwide
International Rescue Committee
INTERSOS
Mercy Corps
Norwegian Refugee Council
Oxfam
Relief International
Saferworld
Search for Common Ground
Save the Children
ZOA