الوحدة أولا ١-٤

اخترنا لك

محمد ناجي أحمد:
( عندما يتردد الكاتب في الإفصاح عن رأيه ،فهو أحد رجلين ،بائس ،أو غير مقتنع ) شاتوبريان.

اليمن واحد بحقائق التاريخ وبمقتضى الجغرافيا والسياسة والمصالح .
متنوع بوحدويته واحد بتنوعه .بسلم أو باستبداد اليمن لا يستطيع التنازل عن كيانه الطبيعي وحاضره ومستقبله .
حاول الاستعمار البريطاني تغيير خارطة الجزر وعدن وحضرموت السكانية فلم يفلح ،ووضع حدودا وخطوطا تشطيرية فذهبت أدراج الرياح.
من لديهم عقدة الجهات والانتفاع من هذه الأوهام كقشرة خارجية تخفي حقيقة التسلط بأقنعة متعددة سيسقطون بأقنعتهم وسيبقى اليمن .

جاء في القرآن على لسان النبي هارون ” يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ” هنا تكون وحدة القوم من أوجب موجبات الحاكم ، ويكون الاستضعاف مدخلا للأهواء والظلم في قوله ” يا ابن أمَّ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني فلا تشمِت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين”.

من المعروف تاريخيا أن حدود اليمن الطبيعية يحدها من الشمال بيشة ووادي تثليث وأعراض نجد ،ثم يميل منه خط عرضي نحو الغرب فيحضن المخلاف السليماني بما فيه عسير إلى أم جخدم وحلي بن يعقوب في بطن تهامة ،مما يميل خط عرضي نحو الشرق فيجتاز برية وبار ويبرين إلى الخليج العربي …أما غربا فالبحر الحمر وشرقا الخليج العربي، وحضرموت وعمان .وجنوبا البحر العربي والهندي وخليج عدن . هذه هي الحدود الطبيعية لليمن ،كما وصفها الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب ) والذي ألفه قبل أكثر من ألف عام !

كانت وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م انتصارا للوطنية اليمنية ،التي حملت لواء الوحدة ،رافضة لكل المشاريع الانفصالية التي سعى إليها الاستعمار البريطاني .

مع منتصف الخمسينيات بزغت القوى الطلابية منظمة نفسها في إطار رابطة طلابية وحدوية ، وعقدت مؤتمر الطلبة اليمنيين الدائم في مساء الاثنين ٢٣يوليو 1956م ،بدار الطلاب الفلسطينيين بالقاهرة ،وكان من قراراتها “يؤكد المؤتمرون ويتمسكون بأن اليمن “الطبيعية “كل واحد لايتجزأ ،وقضيتها قضية واحدة ذات كفاح واحد في سبيل التحرر الوطني والوحدة الوطنية الشاملة …يستنكر المؤتمرون ويعارضون دعوة رابطة أبناء الجنوب وحزب الجبهة المتحدة (عضوي المؤتمر الوطني ) إلى إقامة دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة ،تتكون من عدن والإمارات الجنوبية (المحميات الشرقية والغربية )لأن في هذا تمزيقا لوحدة الشعب اليمني الواحد ” الوحدة اليمنية – مقالات نشرت في صحيفة 14 اكتوبر ومجلة الحكمة في الأعوام 37-74-1975م وقد نشرت بكتاب “الوحدة اليمنية الصادر عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1988م .
يرى عمر الجاوي في مقال له بعنوان (كيف نفهم الوحدة ) نشر في صحيفة 14 اكتوبر 17 اغسطس 1974م – أن الوحدة اليمنية مطلب معيشي لليمنيين ومطلب لحماية ثورتهم ، وأن “طريقة (غاريبالدي ) الوحدوية في إيطاليا وبسمارك في ألمانيا طريقة فريدة من نوعها في عصر التراكم الرأسمالي ،فلقد خرجت طريقة التوحيد بالقوة للوطن القومي عن إطار فلسفة الضم والإلحاق الإقطاعي لتوحيد الوطن القومي ،فلا مناص من إيجاد سلطة واحدة بكل الطرق بما في ذلك طريقة بسمارك القسرية …ولقد وجد بسمارك في حينه ،كما وجد من قبله قادة الإشتراكية العظام ،أن توحيد ألمانيا قفزة ثورية على سبيل التقدم ..لأن سلطات أمراء (بروسيا ) الموزعة في عدة إمارات قد عرقلت وتعرقل من النمو الاقتصادي والازدهار الرأسمالي في ألمانيا ” ص13-14 الوحدة اليمنية .
وهو يرى أن الانفصال في اليمن قبل الوحدة تعززه الانفصالات داخل الأحزاب التقدمية نفسها . ويرى أن بقاء الانفصال في العقود الشطرية كان سببه الأهم ” هو أن المنظمات السياسية لم ترق بعد إلى مرحلة وطنية متقدمة ،واعتمدت الشعارات المتقدمة جدا أيديولجية لها لإخفاء طابعها الانفصالي على النطاق اليمني . تماما كما كانت الأحزاب القومية ترفع شعارات الوحدة العربية لتخفي جوهر الانفصال على نطاق اليمن “ص9 المرجع السابق .

 

أقلام-الخبر اليمني

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة