أحمد الكمالي:
في زحمه من الأحداث والمتغيرات والصراعات والحروب التي تشهدها المنطقة العربية ، برزت الى السطح قضية خاشقجي بشكل ملفت وكبير ، لتتجه أنظارنا جميعا نحو مشهد واحد وصورة واحدة وسؤال واحد تاركين ورائنا العديد من الأسئلة التي لا نقوى بعد على الوقوف أمامها بشجاعة ، تركنا حمامات الدم التي تجري في شوارع أقطارنا في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وفلسطين وذهبنا لنفتش عن قطرات دم خاشقجي التي نعرف قطعا بأن القنصل !
حجبنا عيوننا عن مشاهدة صور الجوع والقتل والبؤس باليمن وهي متوفرة لنتلقف بعض ما تسربه رويترز وتنقله الجزيرة من صور الدخول الى المقصلة، لم نسمع صيحات الثكالى وأنين الأطفال ولكن قطعا أنصتنا لما تقوله خديجة جنكيز بتراجيديا جماعيه كانت تستدعي أن نحزن لأن كل ما في الأمر أن واشنطن بوست حزينة !!!!، والغريب أننا وقفنا مذهولين من المملكة وكأنها أول جريمة وخيل ألينا بأن في الأمر لغز لا يمكن فك شفرته فلم نتوثق من القاتل لأسابيع مع أن المقتول توفى” بشجار في السفارة” .
لم تكن المشاعر والشهرة لخاشقجي هي وحدها الدافع لكل هذا ، ولا حتى البغض للسعودية ،وإنما كان المخطط بأن نجهد أنفسنا في متابعه القنصلية السعودية بإسطنبول لتفتح القنصلية الصهيونية في مسقط ، وتدشين مرحله جديدة من مراحل التآمر الصهيوني على القضية العربية الفلسطينية ، مرحلة قد تم التهيئة لها منذ احتلال امريكا للعراق وتصدر النزاعات الطائفية والمناطقية المشهد السياسي والاجتماعي العربي وتمكين الإرهاب من التوحش!!!،والمؤامرة على محور المقاومة وتشويهه وخلق أعداء جدد وفتح حروب لا تكاد تتوقف كما في ليبيا وسوريا واليمن وتصوير الكيان الصهيوني (إسرائيل ) بالحمل الوديع طول هذه الفترة.
لم يكن خاشقجي إلا عمليه التمويه التي استخدمها نتنياهو للطيران الى مسقط ووزرائه وفرقه الى الدوحة وأبو ظبي، صحيح أنه تطبيع المطبعين ولكنه فتح الباب لمن ما زال محرج من المكونات السياسية والاجتماعية التي تدور في فلك واشنطن بالمنطقة ولو قدر لهذا المشروع أن ينجح عندها سيأتي يوم يكتب به مستشرق على العرب متعجبا (تم طمس فلسطين من الخارطة والعرب يتابعون أخبار جثه خاشقجي المقطعة ،لا يمكن عندها أن نقول للأجيال بأن المؤرخ عنصري يكره الاسلام ولن يقتنعوا بأن الأسوشيتد برس ، والإنترفاكس، ورويترز والجزيرة لا تملك مكاتب في مسقط
أقلام-الخبر اليمني
