دموع اليمن السوداء..! (ترجمة)

اخترنا لك

فيليب لارييفير -كيبيك (مونتريال  جورنال الكندية*)-الخبر اليمني:

بالأمس, ملأت خزان السيارة بالوقود فشعرت بالغثيان, ثم فكرت في أصل منشأ هذا النفط، فكان من المملكة العربية السعودية التي حين ذكرتها كنت على وشك التقيؤ.

قد يكون كلامي في البدء مبالغ فيه، ولكن ليس بحجم المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن القابع في مستنقع حرب أهلية, والتي يتم فيها قصف السكان المدنيين من قبل المملكة السعودية التي أخذت على عاتقها تقديم الدعم للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً, وبالإضافة إلى الحرب العسكرية التي يصطلي بنيرانها هذا البلد, يقود ولي العهد السعودي الامير “محمد بن سلمان” حرباً اقتصادية اخرى.

 

ووفقا لصحيفة ” “New York Times فإن التضخم الاصطناعي القى بظلاله هو الاخر على المواد الغذائية والدوائية, والتي اصبح من الصعب الحصول عليها, فهذه الاستراتيجية تدفع بالبلد نحو المجاعة.

في كندا, حظيت عملية اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” باهتماماً بالغا, مقارنة بالمشاركة الهمجية التي تقودها الرياض في اليمن, فالصمت له ثمن وهو برميل النفط, فدموع الأطفال في اليمن سوداء مثل ذلك النفط الذي يمول معاناتهم.

 

تقرير صادم:

أطلقت منظمة “اليونسيف” في  4من هذا الشهر صرخة استغاثة مدوية إلى المجتمع الدولي من خلال مؤتمر صحفي تمحور حول عنوان ” النزاع في اليمن، جحيم يعيشه الأطفال”, حيث أشارت إلى أن الأوبئة وسوء التغذية، والآثار الجانبية للحرب، عملت على تدمر البلد, بالإضافة إلى أضعاف سكانها وأطفالها.

يموت طفل في اليمن كل عشر دقائق ولاسباب يمكن الوقاية منه, كما يطبق سوء التغذية الحاد خناقة على 1.8 مليون طفل, ناهيك عن وقوع البلد في شرك بيئة خصبة للانتشار القاتل للاوبئة: الدفتيريا, والحصبة والكوليرا, بالرغم من كون اللقاحات والمعونات الغذائية يمكنها أن تساعد في تخفيف من هذه المعاناة, ومع ذلك، ووفقاً لمنظمة اليونيسيف، فإن المساعدات الإنسانية في اليمن تم حجبها إلى حد كبير من قبل دول التحالف العربي الداعمة للحكومة اليمنية.

ومن جانبه, أشار “خِيرْت كابالاري” مدير اليونيسف الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا إلى أن اليمن اليوم هي جحيم للأطفال، ليس فقط  لـ 50 – 60% من الأطفال بل لكل طفل وطفلة في اليمن.

 

الثقل السياسي الكندي:

تعمل الحكومة الكندية على مراجعة عمليات بيع أسلحتها إلى المملكة العربية السعودية, وبالتالي يجب علينا أن ندفع برئيس الوزراء “جوستين ترودو” نحو الأمام لاستخدام جميع أحكام القانون الكندي لوقف تلك العمليات غير الإنسانية.

كما يجب على كُتاب أعمدة الصحف وصناع الصحافة اتخاذ موقف حيال ذلك, في حين يجب ايضاً سماع صوت المواطنين, وعلى السياسيين وصناع القرار الانصياع للأصوات الإنسانية الداعية لوقف بيع الأسلحة.

إن فرض عقوبات على الرياض، وتنويع مصادرنا من إمدادات النفط أو تحسينها، والإسراع في المجال الكهربائي ووسائل النقل لدينا هي خيارات مطروحة على طاولة السياسة الكندية.

فبقوتنا، كبيرة كانت أو صغيرة، من المواطن أو من دولة، يجب علينا أن نحاول أن نمسح الدموع السوداء لليمن.

ترجمة أسماء بجاش

أحدث العناوين

حكومة غزة تكشف عن إعدام الاحتلال أكثر من 200 نازح في مستشفى الشفاء

كشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة، اليوم الخميس، حصيلة الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين في مجمع الشفاء...

مقالات ذات صلة