ليس من قبيل الصدفة أن تكون زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تايلر إلى حضرموت بالتزامن مع احتفالات اليمن بالذكرى الحادية والخمسين لاستقلال الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني.
لقد بدا السفير الأمريكي متباهيا وهو يضع أقدامه في أرض حضرموت اليمنية وإلى جانبه المندوب السامي الإماراتي الحاكم لعدن، لقد ظهرا وكأنهما يوجهان رسالة لليمنيين في عيد استقلالهم الحادي والخمسين أنهم عادوا، ولكن بوجوه جديدة، وأن “الشرعية” المزعومة التي قالوا نهم يقاتلون لاستعادتها لم تكن سوى يافطة لعودة اليمن إلى ما قبل الرابع عشر من أكتوبر 1963م.
ومن هناك أعلن السفير الأمريكي ماثيو تايلر ان محافظة حضرموت اصبحت جاهزة لتكون إقليم مستقلا لتأمين بحر العرب،ولعل من سخرية القدر بل وفضائحه أن يكون هذا الإعلان المتجاوز لحق الشعب اليمني ومؤسساته الدستورية في تقرير مصيره الجغرافي والسيادي في كلمة ألقاها تايلرر أمام عرض عسكري بمناسبة عيد الاستقلال.
بالطبع هذه ليست مزحة.. لقد أقاموا عرضا بمناسبة عيد الاستقلال برعاية أمريكية إماراتية!!، ومن منصته قرر السفير الأمريكي في مصير حضرموت اليمنية لا يمكنه أن يقرره عن إقطاعية صغيرة داخل ولاية فلوريدا الأمريكية.. “هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة”.
نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة قوله إن السعودية هددت مجلس الأمن أنها ستمنع وفد”الشرعية” من الذهاب إلى مشاورات السويد إذا ما تم المضي في التصويت على قرار بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن، وللمتابع أن يعرف من خلال هذا التسريب الذي أكدته رويترز من المتحكم بقرار السلم والحرب في اليمن.
لقد أعلنت الإمارات في وقت سابق حملة عسكرية على الحديدة من أبو ظبي ولم يكن هادي ولا رجاله يعلمون شيئا، وتستمر في هذه الحملة دون أن تطلعهم حتى على بعض تفاصيلها كما يقول رجال هادي، كما أنه في الوقت الذي يوجه هادي خطابا بمناسبة عيد استقلال اليمن، تقوم أبو ظبي كما يؤكد تقرير لجنة الخبراء بإنشاء مليشيات خارج إطار شرعيته، وتمكنها من الأسلحة والعتاد بمختلف أنواعه، فضلا عن إدراتها لعدد من السجون السرية وتنفيذها عمليات الاغتيالات عبر المرتزقة الأمريكية والاسرائيلين ضد ناشطي السياسة اليمنيين، وفضلا عن سيطرتها على الموانئ والجزر اليمنية..
ختاما: إذا لم يكن ما تعيشه المحافظات الجنوبية استعمارا فما هو الاستعمار؟
