الطبيعة لا تقتل أبناءها

اخترنا لك

الثورة الصناعية والمعرفية مطلع القرن الثامن عشر عطلت الإنتخاب الطبيعي .. قضت على الأمراض الفتاكة السبعة التي كان آخرها الطاعون.. أزدهر الطب والتداوي، ليتضاعف عدد السكان سبعة اضعاف خلال ١٠٠ عام

أقلام-الخبر اليمني:

– نعم ١٠٠ فقط –
الحياة البشرية استغرقت مئات وملائيين السنين لتصل الى مليار نسمة، حيث بلغ عدد سكان العالم في العام 1900 سبعة مليار نسمة وفقا لاحصائيات الألفية الأولى..

هذا الأنفجار السكاني المهول هو اكثر ما يؤرق النظام الرأسمالي ونظام الاحتكارات العالمية .. لذا هم يرون بأنه من الضرورة التعامل معنا تعامل الطبيب مع الغرغرينة- بمعنى أكثر إنسانية .. البتر ! كوننا في الشرق تحديدا ودول شرق أسيا ومعظم دول أفريقا فئات مستهلكة، تشكل عبأ على الحضارة البشرية من وجهة نظرهم، ومن البديهي بل المنطقي كما يقول أحد رجالات الدولة العميقة في امريكا مخاطبا مسؤولة منظمة الصحة العالمية : الأمراض والحروب يجب ان تعود مجددا، هذا العالم لا يحتمل اكثر من أربعة مليار نسمة كحد أقصى. 
هكذا ببرود أعصاب ورواقان الأثرياء يتحدث عن سحق مايقارب ٣ مليار نسمة بكل الطرق الممكنة كحل أولي للأزمة عن طريق – حروب ،أوبئة ، جريمة ، انهيارات مجتمعية، أمراض فتاكة، ارهاب …

بوضوح وشفافية مطلقة – بعيدا عن هوس أصحاب نظرية المؤامرة وابطال السيناريوهات الخيالية- هكذا ينظر إلينا الغرب..
ولكن، لنكمل الصورة بوضوح أكبر ..علينا الإعتراف بأن المشكلة -من وجهة نظر محايدة- هي مشكلة قائمة.. في حال أستمر النظام العالمي هذا قائما على حاله.. كون الغذاء والحبوب الذي يتم افساده في المحيطات خوفا من الكساد الاقتصادي يكفي لتلبية حاجات ٢٠ مليار نسمة، ايضا بإعادة توزيع الثروة العالمية – التي يحتكر ٩٣٪ منها عدد ١٢٠٠ شخص في حين يقتسم بقية سكان العالم ال ٧ ٪ المتبقية – توزيعا صحيحا يلبي احتياجات العالم.. ولكن هم يرون بأنه من الأسهل تعطيل النسل وافراغ الحاجات الجنسية بطرق آمنة – لا تفضي الى المزيد- كالشذوذ والمثلية، والفساد الأسري، وانتشار الرذيلة والفقر وعدم القدرة على الزواج واقامة الحروب وتمزيق المجتمع واستهلاك الذكور في المعارك، الإرهاب البيولوجي وغيرها من الاحداث التي لا تخطر على بال ..أسهل بكثير من التخلي عن ثرواتهم لصالح الفقراء والمساكين .. أجل كل ذلك الدمار والحروب وحتى المعارك النووية مستقبلا؛أقرب واسهل بالنسبة لأولئك .. من التخلي عن دولار واحد 
..
لهذا يجب ان نكون أعداء مع نظام أمريكا القائم وأعداء لكل من يقف معها بشكل او بأخر ، أكتب هذا في إحدى منصاتها وأحد ابرز أسلحتها سوشل ميديا – لست بحاجة للتنبيه هنا، ولكنكم قطعا بحاجة للتنبية؛ بأن الحرب ليست جزء من الطبيعة -فالطبيعة لا تقتل أبناءها .. المال هو من يفعل .

أحدث العناوين

رصد شامل لآخر تطورات حرب الإبادة الجماعية في غزّة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 202 على التوالي، حربها التدميرية الشعواء في قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي...

مقالات ذات صلة