أمام التداعي المستمر لاتفاق السويد.. طبول الحرب تدق مجدداً في الحديدة

اخترنا لك

تبدو الامم المتحدة في موقف لا يحسد عليه مع تصاعد المواجهات العسكرية على تخوم مدينة الحديدة خلال الساعات الماضية وعودة الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية التابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ما يجعل هذا الاتفاق في مهب الريح حسب وصف محللين سياسيين .

خاص-الخبر اليمني:
هذا التصعيد الذي وُصف بالأعنف والاخطر منذ اتفاق السويد والذي يتبادل فيه كل من قوات الشرعية المدعومة من قبل السعودية والامارات ومقاتلي حركة انصار الله “الحوثيين” الاتهامات عن المسئولية عنه ويحمل كل منهما المنظمة الدولية مسئولية عدم الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بسبب ما يعتبره كل طرف تغاض ومحاباه منها للطرف الاخر يجعل المنظمة الاممية امام اختبار حقيقي حول مقدرتها على قيادة عملية السلام والوصول الى حلول ومعالجات مرضية ومقبولة من جميع الفرقاء.
مجلس الامن الدولي اعلن قبل ساعات فقط تعيين الدانماركي لوليسغارد رئيسا لبعثة المراقبين الامميين بديلا عن الهولندي كاميرت باتريك الذي تعرض لاتهامات متعددة من مختلف الاطراف بتغاضيه وصمته ازاء الخروقات المتواصلة بالحديدة والتي لم تتوقف يوما منذ ابرام اتفاق استكهولم في ديسمبر الماضي كما تعرضت سيارته لهجوم مسلح لم يتم الاعلان عن منفذيه حتى اللحظة ويقول محللون سياسيون وخبراء عسكريون بان الدانماركي لوليسغارد لن يكون بأفضل حال من سابقه الهولندي اذ سيجد نفسه امام تحديات كبرى ومعقدة خاصة وان شيئا من ما تم الاتفاق عليه في السويد لم يٌنفذ على الرغم من تحديد مدة 21يوما للتنفيذ الامر الذي حدى بالمبعوث الاممي البريطاني مارتن غريفيث الذي غادر صنعاء اليوم الى المسارعة بالقول بانه لاضير في تحديد جدول زمن جديد لتنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة وهوما بحثه مع قيادة الحوثيين في صنعاء خلال زيارته الاخيرة التي استمرت 4ايام.

الورقة الانسانية

التحديات والتعقيدات الكبيرة التي تعترض تنفيذ اتفاق استكهولم وتهدد بنسفه وانهياره في أية لحظة لم تتوقف منذ اللحظات الاولى لإبرامه بل تتزايد كل ساعة ويتحدث كل طرف عن مئات الخروقات اليومية التي يقدم عليها الطرف الاخر في حين تظل البعثة الاممية العاملة في الميدان ملتزمة للصمت والاكتفاء بالتحذير من مغبة فشل الاتفاق وتداعياته الكارثية على الوضع الانساني السيئ والمتفاقم اصلا في الحديدة وفي عموم مناطق البلاد
ودفعت المعارك الضارية بين القوات الشرعية التي تحظى بدعم كامل من قبل الامارات وبين مقاتلي الحوثيين عشرات الالاف من المواطنين الى ترك المدينة والنزوح الى العاصمة صنعاء ومدن اخرى اكثر اماناً فيما لايزال مئات الالاف من المدنيين في المدينة وسط ظروف انسانية صعبة للغاية وبحسب الامم المتحدة فان هؤلاء المدنيين يواجهون تهديدا حقيقيا لحياتهم في حال استمرت المعارك التي باتت على مقربة من وسط المدينة.
ويقول محللون سياسيون بان الوضع الانساني البالغ السوء والتعقيد في الحديدة وفي عموم مناطق اليمن اصبح يستخدم كورقة سياسية بالنسبة لجميع الفرقاء وباتوا يحاولون استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية ويشيرون الى ان طرف الشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي ينتظرون من الاوضاع الانسانية المتفاقمة ان تقود الى ثورة شعبية عارمه ضد سلطات الحوثيين وبالتالي تحقيق ما عجزت عنه الآلة العسكرية الهائلة التي استخدمها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية طيلة اربعة اعوام فيما يراهن مسئولو سلطة صنعاء على الوضع الانساني كورقة ضغط على المجتمع الدولي الذي ينتظرون منه التحرك الجاد لوقف الحرب ووضع حد للمعاناة الانسانية المتفاقمة جراء استمرار الحرب والحصار وبين هذا وذاك يدفع الابرياء اثماناً باهضة لهذا الصراع المتواصل.

اتهامات متبادلة وتحديات اخرى

الاتهامات التي يتبادلها اطراف النزاع بخصوص الخروقات والتعثرات المستمرة التي تتعرض لها مساعي الامم المتحدة لوقف القتال تأخذ شكلاً متصاعداً واتهامات متزايدة للمنظمة الدولية التي يقول مسئولو انصار الحوثيين بأن صمت الامم المتحدة ازاء تعنت وعرقلة الطرف الاخر لاتفاق السويد هي من تشجعه على التمادي في تلك الخروقات والممارسات الخطيرة التي باتت تهدد بإنهاء اتفاق السويد والعملية التفاوضية برمتها ويقول سليم المغلس عضو وفد صنعاء في مفاوضات استكهولم بان “صمت الامم المتحدة دفع قوي العدوان لتصعيد جوي هو الاخطر منذ مشاورات السويد وعليها ان تتحمل النتائج كاملة لمسئولية فشل الإتفاق. من جانبها هددت دولة الامارات العربية المتحدة الداعم الرئيس للحملة العسكرية في الحديدة وجبهة الساحل الغربي عموما باستخدام القوة لتنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة ، ردا مااعتبرته “مراوغة” من الحوثيين وتعنتهم منذ التوقيع عليه.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش ، إن على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط على الحوثيين للالتزام بتنفيذ اتفاق السويد، ما لم فإن التحالف بقيادة السعودية مستعد لاستخدام «قوة محسوبة» ..حسب قوله.
تصريحات المسئول الاماراتي وتهديده باستخدام القوة لتنفيذ اتفاق السويد القاضي بانسحاب مقاتلي الحوثيين من ميناء الحديدة الرئيسي واعادة انتشار القوات خارج المدينة ونزع الالغام وفتح الممرات امام قوافل المساعدات الانسانية اعتبرها محللون سياسيون اعلان رسمي لوفاة نتائج مشاورات السويد وتوجهاً حقيقياً للحسم العسكري لكن خبراء عسكريين يؤكدون صعوبة هذه المعركة وعدم مقدرة اي طرف بتحقيق نصر حاسم ومؤزر على الطرف الاخر خاصة وان جولات عديدة من المعارك السابقة قد انتهت على مقربة من اسوار المدينة المكتظة بالسكان وبالأحياء السكنية العتيقة والمتداعية ويشيرون الى ان هذه الجولة المرتقبة من المعركة في الحديدة لن تكون بأفضل حال من سابقاتها.

أحدث العناوين

الطلاب المناهضون للإبادة يتعهدون بإلغاء ارتباط جامعاتهم بالاحتلال

بعد ساعات من إغلاق المسؤولين لمخيم ناشئ في جامعة برينستون صباح الخميس، سيطر مئات الطلاب على الفناء المركزي في...

مقالات ذات صلة