شهدت الأيام الأخيرة حضورا لافتا لتركيا في الأزمة اليمنية فبعد أيام من زيارة رفيعة المستوى قام بها وفد تركي رفيع بقيادة إسماعيل جكتلا نائب وزير الداخلية ، أقر البرلمان التركي تمديد فترة بقاء القوات التركية في خليج عدن لمدة عام كامل فيما تعزز حضور أنقره في عدد من المناطق اليمنية بذريعة تقديم المساعدات الإغاثية.
خاص-الخبر اليمني:
ما يجعل الحضور التركي لافتا هو أنه يأتي في ظل التوتر الذي يعتري علاقة تركيا مع السعودية والإمارات اللتان تفرضان سيطرتهما على 80 بالمئة من الأراضي اليمنية وتتحكمان بقرار السلطة الشرعية وفقا لتصريح رئيسها عبدربه منصور هادي في لقاءه مع قناة البي بي سي العام الماضي.
ورغم أن تركيا تزعم أن حضورها في اليمن هو تحت مبررات إغاثية إلا أن تكون الوفد رفيع المستوى الذي زار عدن الشهر الماضي من شخصيات أمنية قد فند تلك المزاعم، فيما نقلت قناة الجزيرة الإخبارية المعروفة بقربها من القيادات التركية وقيادات بعض الأطراف في الشرعية قد نقلت عن مصدر في وزارة الداخلية اليمنية أن الزيارة كانت بتنسيق مباشر بين وزارتي الداخلية في البلدين، وبحث الدعم والتأهيل والتدريب التركي لقوات الأمن التابعة للداخلية اليمنية، بما يدفع بفرض حكومة الشرعية سيطرتها على الأرض على حساب القوات الموالية للإمارات.
ويرى مراقبون أن تكثيف تركيا لحضورها في اليمن يستهدف تقويض الدور السعودي والإماراتي لاسيما بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصيلة بلاده في إسطنبول مشيرين إلى أن هذا الحضور يأتي بتنسيق مع أطراف في حكومة الشرعية، فيما يرى آخرون أن الدور التركي انتقل فقط من السر إلى العلن، حيث تحتضن تركيا جناحا مناهضا للتحالف من حزب الإصلاح وترعى وسائل إعلامية تابعة لهذا الحزب كقناة بلقيس ومواقع الكترونية كالموقع بوست ويمن مونيتور ومسند للأنباء والمهرة بوست”.
وكان الخبر اليمني قد كشف في يوليو الماضي عن قيام تركيا بدعم تشكيل لواء عسكري في محافظة تعز لمواجهة بإشراف القيادي في حزب الإصلاح حمود سعيد المخلافي بهدف مواجهة القوات الموالية للإمارات وهو الأمر الذي تأكد لاحقا حيث أعلن حزب الإصلاح عن تشكيل اللواء الرابع مشاه في مديرية الشمايتين التي تخضع لسيطرة اللواء 35 الموالي للإمارات ما أدى إلى صراع واسع لا يزال حتى الآن.
