بين مساكين اليمن والاصطياد في بحرهم ..غارات جوية ومعتقلات تحت الأرض

اخترنا لك

لم يكن البحر بخيلا في يوم من الأيام غير أن الإمارات العربية المتحدة التي تقيم دولتها في جبل علي بمياه الخليج قادت قواتها وسفنها إلى ساحل اليمن ووضعت بين يده الكريمة وأيدي الصيادين اليمنيين الفقراء حاجزا من طلقات نارية وسجون ومنعتهم من آخر مقدرات العيش.

خاص-الخبر اليمني:

على بعد أمتار من قارب صغير وإلى جانب شباك فارغ من الأسماك والآمال معا يجلس صياد من أبناء مدينة المخاء، ينظر بيأس وحسرة إلى قاربه الراسي منذ مارس العام الماضي حيث منعت الإمارات العربية المتحدة أبناء المدينة بشكل كامل من الاصطياد في ساحلهم واعتقلت جميع من حاولوا مد سناراتهم إلى البحر.

 

بحسب مكتب الثروة السمكية في محافظة تعز فإن أكثر من  50 ألف مواطن من أبناء مديريتي المخاء وذوباب الواقعتين غرب المحافظة والخاضعتين للسيطرة الإماراتية يعتمدون على مهنة الاصطياد كمصدر وحيد للدخل، قبل أن تقوم القوات الإماراتية بمنعهم بشكل تام عن ممارسة هذه المهنة وحولتهم إلى نازحين غير مرغوب بعودتهم أو معتقلين في السجون الإماراتية لأنهم فقط حاولوا أن يسدوا رمق أطفالهم الجوعى بقليل مما يجود به البحر الكريم.. وهؤلاء هم أكثر حظا ربما بمعايير الحياة من قرناءهم الذين قتلوا أيضا بغارات التحالف الجوية أو رصاص قواته على البر.

يقول أكرم محمد ناجي وهو صياد من أبناء مديرية المخاء نزح إلى جانب الآلاف من اقرانه الصيادين : نزحنا بسبب دول التحالف وانتهاكاتها..ويشير أكرم إلى أن البحر عليهم ممنوع.

ويؤكد ناجي أن القوات الإماراتية اعتقلت صيادين واخذتهم إلى سجون تحت الأرض في ارتيريا كما اعتقلت آخرين إلى سجن في المنصورة بمحافظة عدن وتمارس بحقهم التعذيب بمختلف أنواعه حتى إن بعضهم قضى نحبه في هذه المعتقلات.

فيما يروي الصياد محمد محمد جون في تقرير بثته قناة الجزيرة الشهر الماضي تفاصيل اعتقاله من قبل القوات الإماراتية في بحر اليمن فيقول:كتفونا وفتشونا ما حصلوا أي حاجة،.. كتفونا ومشوا بنا على طول إلى السعودية..غطوا على وجوهنا وأخذونا إلى التحقيق.

 

ويشير جون إلى أنه والمعتقلين من الصياديين إلى جانبه تعرضوا للضرب الشديد بهدف اجبارهم على الاعتراف بما لم يقترفوه  من أعمال ومن ذلك أنهم إيرانيون ويسعون لتفجير البحر.

وينعم البحر اليمني بأكثر من400 صنف من الأسماك غير أن الإمارات منعت الصيادين اليمنيين من هذا الخير وأتت كما تؤكد مصادر بسفنها العملاقة لتجريف الثروات البحرية اليمنية من أسماك وشعاب مرجانية وتأخذها إلى مصانعها في أبو ظبي، كما تشاركها في ذلك مصر والسعودية.

ووفقا للمصادر فإن الإمارات تنقل سفينة واحدة على الأقل من الاسماك التي تقوم بتجريفها من الساحل اليمني إلى ابو ظبي.

ولا يقتصر منع الامارات للاصطياد على سكان مديريتي المخاء وذوباب فما تصل قوات هذه الدولة إلى منطقة إلى ومنعت أهلها حتى أهالي تلك الجزر والمناطق البعيدة كجزيرة سقطرى ومحافظة المهرة والجزر الأخرى في البحر الأحمر.

وحاول الصيادون في المخاء وذو باب التوسل لدى مسؤول القوات الإماراتية هناك ويدعى أبو محمد للسماح لهم بالصيد لكنه رفض ورد عليهم أن من يريد الصيد فليذهب إلى منطقة تسمى واحجة ولمدة يومين في الأسبوع وهي منطقة تبعد 7 كيلو متر جنوب ميناء المخاء ويحتاج الصياديون إلى تكاليف باهظة للوصول إلى هناك بينما لا تعد هذه المنطقة غنية بالأسماك.. ورغم ذلك فقد عادت الإمارات ومنعت الاصطياد حتى في هذه المنطقة البعيدة.

قوات إماراتية تعدم 17 صيادا قبالة الخوخة.. ناج وحيد يروي تفاصيل المجزرة

وتؤكد مصادر في مدينة المخاء أن الشرعية لا تتوجد اطلاقا في المديريات الغربية لمحافظة تعز وإنما تتحكم الإمارات بكافة الأمور والمهام الإدارية، ورغم مضي أكثر من عامين منذ السيطرة على هذه المديريات، إلا أنها لا تزال تمنع النازحين من أبناء هذه المديريات من العودة، وهو ما أقرت به السلطة المحلية في محافظة تعز حيث قال هشام السامعي -سكرتير محافظ تعز السابق أمين محمود في تصريح للعربي الجديد شهر يونيو 2018م:  إن التحالف العربي يبرر هذا المنع بوجود قاعدة عسكرية ممتدة من ميناء المخا الواقع وسط مدينة المخا حتى سواحل ذباب غربي تعز، وتضم قوات إماراتية وقوات من المحافظات الجنوبية وتقودها الإمارات، ويصعب على الصيادين الصيد هناك.

نيويورك تايمز: السعودية تقود حربا في بحار اليمن لا يلتفت إليها أحد

وفي مارس الماضي تم تعيين شخصية جنوبية يدعى لؤي الزامكي قائد لأحد ألوية الحماية الرئاسية في المخاء بينما يعلم محافظ تعز المعين من قبل هادي نبيل شمسان مالذي يحدث في هذه المديريات.

 

أحدث العناوين

الطلاب المناهضون للإبادة يتعهدون بإلغاء ارتباط جامعاتهم بالاحتلال

بعد ساعات من إغلاق المسؤولين لمخيم ناشئ في جامعة برينستون صباح الخميس، سيطر مئات الطلاب على الفناء المركزي في...

مقالات ذات صلة