وعاد الزمان!

اخترنا لك

سمعت جدي ذات مرة يقول (زمان أول قد  تحول) لأسأله عن معناها فيوضح لي أن الزمان قد تغير وتطورت الدنيا وأصبحنا أحسن حال مما مضى؛ ولكن بعد سنين الحرب العجاف ليس بوسعي أن أقول إلا (وعاد   الزمان)، نعم لقد عدنا إلى الوراء.

كيف لا؟ وأنا أشاهد بأم عيني تحولات  عجيبة. فمن الغاز إلى الحطب،  ومن أفران الكهرباء إلى الأفران  الحجرية،  ومن الكهرباء إلى المصابيح اليدوية وبطاريات الطاقة  الشمسية،  ومن التلفاز إلى  المذياع.

وفي منطقتي مما أشاهد من تحولات ايضًا، اصبح السخان الكهربائي لزينة والمكواة بلا فائدة ٬ اصبحت الثلاجات في بعض المنازل عبارة عن خزنات للملابس أو أدوات المطبخ ٬ وبعد أن كان الإنترنت يصل إلى كل قرية صار عملة نادرة لا نستطيع إيجاده.

وبالإضافة إلى التغطية فبعد أن كان اليمني لديه كل أنواع الشرائح أصبح الهاتف في بعض المناطق وسيلة لتسلية واللعب بلا إشارة ولا تغطية دومًا، هاتفي النقال على سبيل المثال تصله الرسالة بعد أسبوع من موعد الأرسال، والأتصال لا يصل نهائيًا.

ومن العجائب ايضا بعد أن كان في بلادنا عدة مطارات لم يعد لدينا إلى مطار واحد،لا يقتصر الأمر على المطارات والنقل الجوي، بل صار التنقل بشكل عام صعب جدًا وذلك بسبب ارتفاع اسعار المشتقات النفطية، فركنت السيارات وصار أستخدام الدراجات النارية والهوائية هو المنتشر، حتى النساء في بعض المناطق أظطرن لتنقل بها، ومن المحتمل عودة قوافل الإبل والبغال – مع التطور الحالي- في هذه المناطق. والكثير الكثير مما يعجز عن وصفه القلم.

ينتقل الناس من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل. وكم هو مؤلم أن ننتقل من الماضي إلى الحاضر ثم الماضي فتكون بلادي بلا مستقبل إنها وقفة تستحق التأمل فهذه اليمن تحتاج إلينا لنبنيها لا لنهدمها، يحتاج صغار بلادي وشبابه إلى مستقبل فنحن لا نريد الماضي أن يتجدد.

 

أحدث العناوين

تفاصيل مجزرة “الشفاء” المروعة

أظهرت مشاهد مصورة، أمس الاثنين، جثامين شهداء فلسطينيين دفنتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في باحة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة...

مقالات ذات صلة