تناقضات مواقف القوى المؤيدة للتحالف

اخترنا لك

تابعنا بالأمس بيانات لثلاث فصائل مسلحة، ينسب كل منها لنفسه قصب السبق في حسم معركة قعطبة بمحافظة الضالع ويهنئ اتباعه بذلك النصر المؤزر، الذي ما كان يتحقق لولا تصدره للقتال.
فهادي ينسب النصر المزعوم لجيش الشرعية، على خلاف ما تدعيه وسائل إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للامارت والتي تؤكد أن قواتها فقط هي من تقاتل في الضالع منذ بدء سريان المعارك هناك، بل وتتهم هادي وحزب الاصلاح بتسليم مواقع كانت تحت سيطرتهم لقوات صنعاء.
وفي وسط تلك المعمعة، يطل طارق عفاش ببيان مثير للعواطف، ينسب فيه النصر لحراس الجمهورية المدعوم من الامارات وأن دماء عمه المغدور هي من أسهمت في الاجهاز على فلول الحوثيين هناك.
والحقيقة أن المعركة لم تحسم بعد ، فالقتال لا يزال على أشده، وليس للأطراف الثلاثة من النصر إلا ما حققوه إعلامياً. وأن قادم الأيام ينبئ بتطورات لا يحبذونها، فالحوثي يمتلك نفساُ طويلاُ في القتال ولا تزال المعارك بالنسبة له في بدايتها.
إلا أن معركة قعطبة وما رافقها من لغط إعلامي كبير تكشف لنا حقائق كثيرة عن مواقف تلك القوى، التي وحدها التحالف وفرقتها المصالح والتوجهات. فكل طرف يغني على ليلاه، وينسب لنفسه ما هو أكبر من حجمه على الأرض حتى يثبت للرياض وأبوظبي أنه لاعب رئيسي على الأرض حتى لا يفقد حصته من مخصصات الحرب والتي بدأت في التقلص شيئاً فشيئا.
فقوات هادي على سبيل المثال، كانت غائبة عن المشهد منذ البداية، وعندما حرك هادي ألوية الحماية الرئاسية من عدن إلى الضالع، قوبلت بموجة سخط مناطقية من قبل قوات الحزام الأمني وقوات الكتيبة السابعة التابعة للواء 33 مدرع وجميعها قوات جنوبية موالية للإمارات.
واضطرت إلى الانسحاب والتراجع بعد أن فقدت بعض أفرادها بمواجهات مسلحة في إحدى النقاط الأمنية التابعة لقوات ما يعرف بالحزام الأمني.
أما الوية الحرس الجمهوري أو حراس الجمهورية أو الطوارق، فتعدد أسماءها يكشف مدى تخبطها، فهي أولاً قوات شمالية تدعي ولائها المطلق للوحدة التي صنعها علي عبدالله صالح، وتقاتل في صفوف ميليشيات انفصالية تتهم عفاش باحتلال وطنها، ما يعني أن طارق ومرتزقته يعترفون بجرائم عمه في الجنوب وأن الوحدة بالنسبة هي مجرد شعار فارغ تماماً، مثلها مثل بقية القيم الوطنية التي كنا نسمعها طيلة 33 عاماً.
أما قوات الجنوب التي تحمل أكثر من اسم أيضاً فموقفها أكثر قتامة وسوداوية من موقف قوات طارق، فهي تقاتل لتحرير الجنوب من الشمال بالتعاون مع قوات شمالية، لأن أرض الجنوب بما فيها قعطبة يجب أن تبقى حرة من دنس الغزاة الدحابشة (باستثناء العفافيش حالياَ). وتزعم أنها تقاتل من أجل هدف واحد، هو استقلال الجنوب ثم تنسى أنها تقاتل في الساحل الغربي وفي محافظات شمالية أخرى، وهو ما يعطي الشماليون الحق في استعادة الجنوب مستقبلاً.
لكن عندما يتعلق الأمر بالحوثي، فالجميع يقاتلون تحت أي راية وفوق أي ارض المهم هو المال السعودي، وهو ما يؤكد أنهم مجرد جماعات مرتزقة، استأجرها التحالف لخوض معاركه على الأرض وسيتنكر للجميع كما سبق وتنكر لحزب الاصلاح الذي ضحى بالآلاف من شبابه في سبيل التحالف فكانت عاقبته التخوين والتجريم، بل وتتهمه وسائل اعلام التحالف بالتبعية للحوثي متناسية أرواح شبابه التي أُزهقت في نهم وصرواح والجوف والجنوب أيضا.

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة