مأزق المجلس العسكري في السودان

اخترنا لك

المواجهة القمعية والفرز المبكر في السودان يخدم القوى الثورية في الشارع السوداني . 
المواجهة القمعية الجذرية للثورة في بداياتها ستفشل ، مصر كمثال احتاجت التوجهات القمعية الى إلتفاف طويل استغرق ثلاث سنوات وتوفر شروط متنوعة تهيء مناخ عام مناسب للإنقضاض
المجلس العسكري في السودان ليس موحدا ، وتركيبة الجيش مهيأة لإنقلابات مهيأة ومتوقع حدوثها ، ولن يكون بإمكان القيادة الحالية للجيش أن تمضي في مسار المواجهة القمعية للثورة من دون مخاطر الانقسام داخل الجيش واحتمالات مواجهة المجلس القائم والانقلاب عليه. هذا داخل الجيش ، وعلى الجبهة الشعبية الأكثر اتساعا وحيوية سيكون الحال أكثر سخونة. القدرة على المبادرة لا زالت هنا محتفظة بكامل زخمها. ثورة حيوية أجبرت الجيش على طَي صفحة البشير سيكون بإمكانها أن تضع القيادة الحالية للجيش في زاوية معزولة ، ليس احتمال مبادرة الجيش ضد التوجهات القمعية للمجلس الحالي سوى واحدة من التأثيرات المُحتملة لتصعيدها ضدا على النهج الإنقلابي القمعي لتيار حميدتي الذي أنجز سيطرته على المجلس العسكري وحسم قناعته بالتحالف مع الرياض على أساس المضي في استخدام القمع للثوار والاستحواذ بالسلطة
النجاح الباهر للعصيان المدني في اليومين الماضيين يستدعي من الذاكرة ما يمتلكه العمق الشعبي السوداني من تقاليد ديمقراطية وما يتضمنه تاريخه من تقاليد مقاومة مدنية سلمية ، لم يستطع نظام البشير محوها ، فهاهي تستعيد مخزونها وتقاليدها بصيغة ثورية شعبية واعدة. ولما لا تكون كذلك وقد انصهرت فيها قطاعات مهنية حية تعلن أن ديكتاتورية العقود الثلاثة عجزت عن إطفاء شعلة المجتمع السوداني ، التي تأججت لتقود الشعب في ثورة كان المستبد ونظامه يرونها من المستحيلات ، معززين طمأنينتهم الخادعة بمشهد الدم في عواصم الموجة الأولى
لثورات العرب

المأزق في السوداني ليس مأزق الثورة الشعبية وإنما مأزق مجلس عسكري تنكر لثورة الشعب التي ولد على حاضنتها شريكا فاعلا فيها ، ثم انقلب بالإنخراط في استقطابات إقليمية لا يدخل من بابها إلا الموت والدمار

التوجه القمعي واضح ولكنه مضطرب ومهزوز ، ويحاول منظره الشخصي دقلوا حميدتي تغطيته ببيانات وتصريحات استهلاكية عن الاحتكام للديمقراطية والانتخابات ، وأن المجلس العسكري لا يطمع في السلطة ولا يريدها. وهذه لا تعدو أن تكون محاولة لإمتصاص الغضب الشعبي من اقتحام ساحة الاعتصام بالقوة وقتل العشرات من المعتصمين السلميين
انكشاف المجلس العسكري وتوجهاته وضعه في مأزق. مأزق ، الخروج منه لن يكون ممكنا عبر ممر حميدي الذي بدى في اليومين الماضيين وكأنه عين نائبا لرئيس المجلس العسكري لشئون التصريحات اليومية لقناة الحدث
خروج المجلس العسكري من المأزق يمر بعزل حميدتي والتوقف عن السير في طريق ثنائية القمع والإرتهان للتوجهات الإقليمية المتلازمة ، والعودة إلى طويلة الحوار مع قوى الشعب على قاعدة تسليم السلطة لإدارة مدنية تقود مرحلة انتقالية يتفق عليها ، ويحتفظ الجيش بتماسكه لأداء دوره السيادي في حماية السودان والحفاظ على أمنه واستقراره

أحدث العناوين

Washington admitted Yemen’s possession of new, advanced weapons

The US Central Command has admitted that the Yemeni armed forces possess long-range drones.Exclusive - Al-Khabar Al-Yemeni:A statement issued...

مقالات ذات صلة