أبناء المهرة يتظاهرون أمام المعسكرات.. رحيل السعودية وإقالة باكريت أبرز المطالب

اخترنا لك

مع بداية عامها الثاني، تكون ثورة أبناء المهرة السلمية ضد الوجود السعودي قد عبرت مرحلة التحدي الوجودي حين راهن المتربصون على نفسها ومداه. ترسخ السلوك الثوري لدى أبناء المهرة وأصبح الخروج واجباً وطنياً أمام مقرات ومعسكرات القوات السعودية في محافظة المهرة شرقي اليمن. لم تهن للثائرين عزيمة أو تلن قناة. بل إن التصريحات الماكرة لمسؤولي سلطة المهرة، وبعض أطراف الشرعية اليمنية، المقيمة في الرياض، والتي أريد بها تمييع الثورة الشعبية وامتصاص زخمها، لم تنجح هي الأخرى في تشتيت التركيز على ذات المطالب التي انطلقت بها، أبرزها خروج القوات السعودية والتشكيلات العسكرية الموالية لها من محافظة المهرة، وإقالة المحافظ راجح باكريت المعين سعودياً، الذي مكن السعودية من فرض سيطرتها على المحافظة منذ دخولها في نهاية 2017م، فضلاً عن الفساد المالي الكبير والعبث بالأموال العامة حسب ما جاء في المذكرة التي صدرت مؤخراً عن نيابة الاموال العامة والتي دعت إلى التحقيق مع المحافظ كونه أضر بمصلحة الدولة وتعطيل القوانين.

أحمد باعباد-الخبر اليمني:
عاماً كامل مضى على بدء الثورة والاعتصامات السلمية في المهرة. وهج الثورة في تزايد أكثر من ذي قبل، إذ شهدت مختلف مديريات المحافظة مظاهرات سلمية أمام معسكرات السعودية للمطالبة بخروجها من المحافظة وتسليم مؤسسات الدولة للأجهزة الرسمية في المحافظة.
المظاهرات الشعبية التي نظمتها لجنة أعتصام المهرة في جمعة الرفض الشعبي، أمام معسكرات السعودية في مختلف المديريات للمطالبة بخروج القوات السعودية من المحافظة، يعتبر تصعيداً مغايراً عن الفترة الماضية الذي كانت تنتهجة لجنة الاعتصام، ما جعل القوات السعودية تعيش في حالة من التخبط وأستنفرت قواتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة وأطلقت النار فوق المتظاهرين السلميين في مديرية حصوين من أجل تفريقهم، وهم لايملكون غير أصواتهم الحرة يصدحون بها بأعلى صوت، تعبيراً عن الرفض الشعبي للوجود الأجنبي في محافظة المهرة.
الشيخ علي سالم الحريزي، أبرز قادة الانتفاضة الشعبية في المهرة، أكد على المضي قدماً حتى تحقيق المطالب. مؤكداً أن الثورة ضد الوجود السعودي في المهرة مستمرة ولن تنطفئ مهما كان الأمر. مشيراً إلى أن الخيارات مفتوحة حتى يحقق أبناء المهرة النصر على الطامعين في أرضهم.
*مفترق طرق*
أصدرت لجنة اعتصام المهرة بيان مشترك للفعاليات الشعبية التي شهدتها مختلف مديريات المحافظة أمام معسكرات القوات السعودية للتأكيد على رفضها للوجود السعودي، واستمرار وهج الثورة والاعتصامات السلمية.
وأعتبرت اللجنة في البيان المشترك الصادر عن المظاهرات السلمية، أن ما يحدث اليوم في المهرة وفي كل شبر من المحافظة، هي محاولات لضرب الوحدة واللحمة المجتمعية التي تعيشها المحافظة منذ طويل وهي بعيدة عن الصراع.
ولفت البيان، إلى أن أبناء المهرة اليوم أمام مفترق طرق أما أن يكونوا صفاً واحداً ضد الانتهاكات والتجاوزات والاستحداثات العسكرية، أو أنه سيأتي اليوم الذي سيندم فيه الجميع على السكوت.
وأشار البيان، أن ما يحدث في مديريات المسيلة، وسيحوت، وحصوين، ونشطون، ولوسيك، لا يختلف عما يحدث في بقية مديريات المحافظة، استحداثات عسكرية وبناء معسكرات تابعة للإحتلال السعودي والمليشيات التابعة له، والتضييق على السكان والأهالي، ومحاربتهم في أرزاقهم ومعاشهم، أما بمنع الأهالي من ممارسة الرعي في مناطقهم،أو منعهم من الأصطياد استحداث مواقع عسكرية في مناطق الصيد.
*رفض ملشنة المحافظة*
وأكدت اللجنة المنظمة لإعتصام أبناء المهرة رفضها لأي قوات غير تابعة للمؤسستين الأمنية والعسكرية، ورفض تواجد المليشيات، وتغليب السيادة الوطنية على كافة أراضي المهرة، وتسليم المنافذ البرية بما فيها منفذي شحن وصرفيت، والموانئ البحرية بما فيها ميناء نشطون، وإعادة فتح مطار الغيظة الدولي كمطار مدني وخروج كافة القوات السعودية من المطار التي حولته إلى قاعدة عسكرية وسجن سرية.
وحذرت اللجنة التنظيمية، من مثل هذه الممارسات والتي كانت تحت غطاء السلطة المحلية والتي وافقت وتماهت مع مثل هذه الممارسات منذ تعيين راجح باكريت محافظاً للمهرة، وفرضه من قبل السعودية، على الحكومة الشرعية. مطالبة بإقالة راجح باكريت، وإحالته للمحاكمة والقضاء بتهم وجرائم نهب المال العام والفساد المالي والإداري.
وأعتبرت اللجنة، أن ما كشفته نيابة الأموال العامة، عن إصدار راجح باكريت، قرارات بتوريد جميع إيرادات المحافظة من جمارك وضرائب إلى حساب دعم المحافظة والذي يشرف عليه شخصياً خير دليل وما هو الا غيض من فيض لما يمارسه راجح وأعوانه والذي يعمل لتدمير مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية كما يمارس عملاً ممنهجاً لتدمير الاقتصاد الوطني وتبديد المال العام في المهرة.
وشددت لجنة أعتصام المهرة، على المضي في النضال السلمي حتى تحقيق كافة المطالب وإن وتيرة الإعتصامات والإحتجاجات سوف تتصاعد في الفترة المقبلة. متوعدة، بأنها لن تقف مكتوفة الأيادي ضد العبث والإنتهاكات للأرض والإنسان في المهرة ولن تترك الأرض ليعبث بها الطامعون والفاسدون.

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة