صنعاء للوساطات السعودية: سلام شامل أو حرب شاملة

اخترنا لك

فرضت صنعاء بعملياتها العسكرية واقعا جديدا في المواجهة مع التحالف السعودي الإماراتي، ترجحت فيه كفتها على طاولة المفاوضات لتضع بذلك شروط التهدئة أو خيارات الحرب، في مقابل تفكك في حلف خصومها، وهشاشة في واقعهم الأمني والدفاعي.

خاص-الخبر اليمني:
تعزز هذا الواقع بعد عمليتي استهداف مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لأرامكو شرق السعودية في منتصف سبتمبر الماضي، وما أسمته صنعاء عملية نصر من الله، فحيث فقدت السعودية في الأولى نصف انتاجها من النفط، وهزت صورتها العالمية كمورد موثوق للطاقة، أظهرت الثانية عجز الجيش السعودي ميدانيا، ورداءة السلاح الأمريكي.

ووفقا لمعلومات حصل عليها الخبر اليمني من مصادر دبلوماسية فإن الرياض اتجهت مكرهة بعد هاتين العمليتين لفتح قنوات التواصل مع صنعاء، وأظهرت بعض التجاوب مع المبادرة التي طرحها رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في 20 سبتمبر بإيقاف الهجمات على السعودية على أن تتخذ الأخيرة خطوة مماثلة. وبحسب وسائل إعلام أجنبية فإن السعودية عرضت أن توقف الغارات على4محافظات يمنية، غير أن صنعاء لم توافق على هذا، وأبلغت الوسطاء رفضها له.

ناشيونال انترست: صنعاء تفاوض من موقع القوة وإعلامها الحربي أظهر بوضوح ذل السعودية
وحيث أخبرت وسائل إعلامية عن تهدئة وشيكة، سيتم اعلانها بعد تواصل مباشر بين قيادات سعودية رفيعة وقيادات في صنعاء والاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية لتنفيذ هذه التهدئة، وأخبرت وسائل اعلام أخرى مساندة لصنعاء عن حوار مباشر بين صنعاء والرياض برعاية باكستانية إلا أن وقائع الأيام الأخيرة التي كشفتها التصريحات المعلنة بينت أن هذه التهدئة لم تنضج بعد، ففي لقاءه مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث والذي جاء يحمل رسائل من الرياض بعد لقاء مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، أكد قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي أهمية ان تتحرك الأمم المتحدة في الشأن اليمني باعتبار الموقف العام الذي يؤدي الى وقف ما وصفه بالعدوان والحصار ويحقق السلام والاستقرار دون الإغراق في تفاصيل داخلية انما تؤدي الى مزيد من احتقان الوضع واستمرار التصعيد كونها تتنافى كليا مع الدور المطلوب للأمم المتحدة والذي هو المعالجة في الحلول السياسية ووقف الحرب وانهاء الحصار

ووبخ الحوثي غريفث الذي يبدو أنه وصل يحمل عروضا بحلول جزئية، قائلا : “ان السلام الشامل والحل العادل هو الخيار الأكثر صوابية لمعالجة كافة الاختلالات سواء تلك التي خلقها واقع العدوان وتواجد القوات الأجنبية في بلدنا أو التي كانت تتشارك فيها المكونات السياسية اليمنية من خلال الحوار الذي رعته الأمم المتحدة عبر مبعوثها السابق “.

إقرأ أيضا:أرامكو تفقد 500 مليار دولار من قيمتها بعد هجمات صنعاء

وتزامنت جولات غريفث مع لقاءات دبلوماسية مكثفة من حلفاء السعودية مع وفد صنعاء في العاصمة العمانية مسقط، حيث التقى الأخير منذ مطلع اكتوبر بالسفير البريطاني والسفير الألماني والسفير الصيني والسفير الفرنسي، عوضا عن لقاءه اليوم بمبعوث السويد التي استضافت مشاورات يمنية العام الماضي .

وبحسب ما يعلنه وفد صنعاء عن القضايا التي نوقشت في هذه اللقاءات يبرز موضوع الحل الشامل بشكل رئيسي، كشرط مطروح  للخوض في أي تسوية، وهو شرط ليس جديدا من حيث المبدأ، لكن صنعاء إذ تطرحه الآن تستند إلى قدرات عسكرية يدرك التحالف، فاعليتها ليس فقط في الإيذاء وانما بتهديد منشآت حيوية، قد يكون وجود النظام السعودي قائما بحد ذاته على بعض منها، كالنفط.

 

خياران لا ثالث لهما

هدد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط دول التحالف وعلى رأسها السعودية، بتداعيات خطيرة إذا ما استمرت الحرب.

 

وقال المشاط في كلمة بالعاصمة صنعاء اليوم الأربعاء إن دول التحالف أصبحت اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما” إما التوقفُ عن عدوانِهم والاعترافُ بحقِّ شعبنا في الاستقلال والحريةِ والكرامةِ أو الاستمرارُ في طغيانِهم متجاهلين كلَّ الحقائق وهو الأمرُ الذي قد يؤدي إلى تداعياتٍ خطيرةٍ على أنظمةِ العدوان وعلى رأسِها النظامُ السعودي”.

وأشار المشاط إلى أن صنعاء أفشلت رهاناتِ الأعداء لاستهداف الجبهةِ الداخلية، مضيفا: نستطيع القول موقعِ القدرةِ بأن شعبَنا اليوم بفضلِ الله في أفضلِ حالاتِه في مواجهةِ العدوان، في حين يشهدُ تحالفُ الإجرامِ على بلادِنا أسوأَ مراحلِه بعد أن فشلت كلُّ رهاناتِه وسقطت بعونِ اللهِ مشاريعُه وباتت قوى العدوانِ ينهشُ بعضُها بعضاً.

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة