“الرياض” تحجم الانتقالي بـ”ثُمن دولة” -تقرير

اخترنا لك

بخطى ثابته، يقلص التحالف مساحة انتشار المجلس الانتقالي داخل المحمية النفطية والاستراتيجية، شرق اليمن، مستعينا باتفاق الرياض الذي لم يرى النور بعد، لكن هل يقبل المجلس الذي وعد انصاره بـ”استعادة دولة” من المهرة في الشرق  إلى باب المندب في الغرب، وكيف يمكن اقناع من كانوا يعولون عليه بـ”ثمن دوله”؟

خاص-الخبر اليمني:

على صدى اشهار “اقليم حضرموت” بنسخته السعودية، وجهت الامارات انصارها في المجلس الانتقالي بتعطيف “خيامهم” في سقطرى، وبدون مراعاة لمشاعرهم، اجهضت حلمهم الوحيد في اقالة المحافظ ذاك الذي لم تسلم ابوظبي نفسها من اذاه.

هذه الخطوة قد لا يستطيع الانتقالي التعافي منها وقد حققت نصر غير متوقع لخصومه الذين ظلوا على مدى اسبوع كامل يلوحون  بالقوة والتظاهرات المضادة. لا شيء حققه المجلس، وقرار فض الاعتصام فقط ناتج عن تفاهمات سعودية – اماراتية، برزت برسالة اماراتية نقلها الزبيدي لمعين عبدالملك خلال اجتماع سري في الرياض، بحسب تقارير اعلامية.

ليست سقطرى وحدها من يواجه فيها الانتقالي حملة استئصال سعودية – إماراتية.

في حضرموت، الهضبة النفطية، كان  يطمح الانتقالي للسيطرة أو على الاقل للتواجد وبما يسمح له الحصول ولو على قطعة صغيرة من الموارد الضخمة لكتلة سكانية صغيرة، لكن هذا الحلم تلاشي نهائيا الشهر الماضي عندما قررت الامارات تسليم اخر معسكراتها ونقاطها في مديريتي ثمود ورماه للسعودية والانسحاب في إطار عملية واسعة لإنهاء وجودها هناك.

لم يتبقى للانتقالي شيء في هذه المحافظة التي ترفض قواها منذ سنوات حضور الانتقالي وترى ارضها دولة تمتد جذورها لقرون من الزمن، وتحاول الخروج من دائرة الصراع التاريخي للرفاق في الجنوب، فحتى عمرو بن حبريش ذاك الذوي وعد  الانتقالي بالتمكين في السهل النفطي  كان ضمن من قروا الفاتحة إلى روح الانتقالي لتوهم في الرياض.  الأمر ذاته في شبوة، حيث خسر الانتقالي المحافظة في اغسطس الماضي  بعد هزيمته على يد  قوات هادي أو بالأحرى “الاصلاح” .

كان يملك في هذه المحافظة الغنية بالنفط والغاز قوة ضاربة تتجاوز الـ7 الوية لكن عناصرها ذابت بلمح البصر وهو ما يشير إلى أن هذه المحافظة التي عانى سكانها في الثمانينات على يد “الطغمة” لم تعد تواقة للانخراط تحت قيادة الضالع حتى والاخيرة قد نادت بـ”الانفصال”. المهرة هي الاخرى، نفضت الانتقالي وقد اغلق قبائلها ابرز مقراته في محاولة لمنعه من التواجد هناك.

يدرك الجنوبيين بان ” اتفاق الرياض”  ليس اكثر من صيغة تقاسم نفوذ بين السعودية والامارات، ويكفي دعوة الزعيم التاريخي للجنوب وابرز مؤسسي الحراك، حسن باعوم، لتشكيل جبهة واسعة للتصدي لـ”الاحتلال” في اشارة واضحة للسعودية التي تجاهلت تياره مع انه ابرز مؤسسي المجلس الأعلى للحراك ذاك الذي استنسخته السعودية بصورة “فؤاد راشد”. حذر باعوم في احدث بيان لمكتبه من ما وصفها بـ”الهرولة” في اشارة لـ”اتفاق الرياض” وقال بأن هذا الاتفاق لن يحقق للجنوب شيء، وهو الذي سبق وأن رفض “الانفصال تحت الوصاية”. وحتى  الانتقالي نفسه يدرك مدى خطورة “اشهار اقليم حضرموت” وكيف يمكن ان تؤثر على خططه مستقبلا، وقد تداعت قياداته لمهاجمة القوى الحضرمية وهو ما يشير إلى احتمال حدوث شرخ داخل اجنحته ذات التوجه اليساري أو اليمين. بالنسبة لهاني علي سالم البيض، نجل الرئيس الجنوبي السابق، فإن توقيت اشهار “حضرموت” خطير جدا والهدف “خلط الاوراق وخلق متاعب للانتقالي”.

يدرك البيض بان انسلاخ هذه المحافظات يعني  دولة ضعيفة للانتقالي في عدن، محاصرة وشحيحة الموارد مع كتلة سكانية تتجاوز الـ2.5 مليون نسمة، وهذه ليست المعضلة الوحيدة فثمة الكثير من المشاكل التي قد تعترض طريقه وليس اخرها تعطيل الموانئ والمطارات خدمة لأجندة اماراتية، وجميعها تضع الانتقالي في موضع الضعيف ويمكن ابتلاعه شعبيا في ظل الفقر وانهيار الخدمات.

موقف البيض ومن قبله عدن الكاف وعلي الكثيري واحمد بن بريك  ممن ابدو تمسكهم بـ”دولة كاملة السيادية” يشير إلى انقسام داخل المجلس الذي جمعت قياداته المصالح، وهذه المواقف هي عكس مواقف اخرين كهاني بن بريك الذي طالب بالتهدئة اعلامية وعيدروس الزبيدي الذي يستعد للتوقيع على اتفاق  يضمن له ولبعض القيادات مناصب في حكومة جديدة ويضعهم تحت “الانتداب السعودي” في عدن، لكن الاختبار الاكبر لقدرة المجلس على استعادة ثقة الجماهير في الجنوب ستكون غدا حيث دعا المجلس عبر جمعيته الوطنية لتظاهرات مؤيدة لتوقيع الاتفاق في الرياض وذلك ما سيحدد مستقبل الانتقالي .

أحدث العناوين

أمريكا تعترف باستهداف سفينتها بخليج عدن وبوارجها في الأحمر

اكدت الولايات المتحدة، الخميس، تعرض قواتها وإحدى سفنها لهجمات يمنية في البحر الأحمر وخليج عدن. خاص – الخبر اليمني: وأفادت القيادة...

مقالات ذات صلة