بدء العد التنازل لمراسيم  تسريح “الشرعية” -تقرير

اخترنا لك

قبل ساعات على توقيع اتفاق الرياض، عقد هادي اجتماع بقادة مكونات جنوبية، يراهن عليها  كـ”حصان طروادة” خلال المرحلة المقبلة.

خاص-الخبر اليمني:

كان اجتماع مثل هذا يفترض ان يحضره نائبه الذي لم يتغيب على مدى السنوات الخمس الماضية عن اجتماعات كهذه وحتى رئيس حكومته، لكن الوضع تغيير الأن ويشير إلى أن تغير جذري في هيكل “الشرعية” قد يحدث فهل بدأ العد التنازلي للإطاحة بـ”بقايا النظام”؟

الاتفاق، الذي تم بسرية تامة، باستثناء التسريبات الغير دقيقة، بدأت ملامحه تتجلى على ارض الواقع.

ثمة قوات سعودية تتمدد في المحافظات الجنوبية وتعزز وجودها بقوات جديدة يوميا، ولجنة مشتركة مع الامارات لإدارة الوضع وثمة ملحق عسكري للاتفاق يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن بنود اخراج القوات من المحافظات الجنوبية يهدف لإجلاء بقايا وحدات يقودها علي محسن في شبوة وحضرموت، ابرز حقول النفط والغاز، وحتى التابعة لهادي سيتم اذابتها واعادة انتاجها في الهامش، ومثلها المجلس الانتقالي الذي ربما يحتفظ  بفصيل لحماية قياداته. بالنسبة للانتقالي رسمت حدود دولته وبما لا يتجاوز زنجبار في ابين من الشرق وصولا إلى الضالع في الشمال، وهذه البيئة المعادية كفيلة بالإطاحة بالحالمين الجدد  بالسلطة والذين فرضهم التحالف نفسه كسلطة أمر واقع وخنجر في خاصرة “الشرعية” تلك التي اتخذها يوما لشن حرب على اليمن ويحاول الان التخلص منها او بالأحرى ما تبقى فيها بيد السعودية.

قبل اعلان انسحاب الامارات شهدت عدن حوادث تصفيات ابرزها استهداف قائد  القوات التابعة لها ، ابو اليمامة اليافعي ، والذي كان يتهم بتنفيذ العمليات القذرة لأبوظبي سواء بالأشراف على الاختطاف والتعذيب أو ادارة سجون تضج التقارير الحقوقية بالانتهاكات فيها. الان لم يتبقى سوى الرياض الامر الناهي، والمثقلة بطبقة سياسية واتباع من النخب اليمنية متخمين بالفساد والابتزاز والاستنزاف كما بات المحللين السعوديين المقربين من دوائر صنع القرار يصفونهم وأولهم علي محسن، الذراع الاقوى للسعودية في اليمن منذ عقود.

كان يتوقع هذا الكهل ان تشفع له سنوات خدمته بالبقاء مطولا في السلطة وكان يطمح ايضا كما تقول تقارير غربية للرئاسة خلفا لهادي، لكن كل ما ابقته الرياض له منصب “سفير” لديها. هذا المنصب بالنسبة لمحسن، الذي يملك إمبراطورية عسكرية وشركات نفطية ومليارات الدولارات  التي جناها من ريعان الحرب الاخيرة والسابقة في صعده إلى جانب استثمارات في دول عدة، مجرد احتقار له، وهو ما دفعه منذ اللحظات الاولى لإجهاض اتفاق جدة متخذا من منصبه كرئيس لوفد هادي في تلك المفاوضات سببا اخر لقصمه، ناهيك عن اتخاذه من صحيفة “اخبار اليوم” المحسوبة عليه منبرا للتحريض على السعودية وسفيرها في اليمن لأنه هدده بدفع هادي التوقيع على اية اتفاقية تراها الرياض تخدم مصالحها.

أما وقد برمت الرياض اتفاق بين هادي والزبيدي فيبدو بانها تتجه للانتقام من محسن وتلك العملية تعكف الرياض عليها منذ عامين حيث استبدلت قواته على الحدود بأخرى سلفية أو تتبع احزاب أخرى، وتماهت مع غارات اماراتية عليها في عدن في اغسطس الماضي، ناهيك عن اجباره على تحويل عائدات مأرب إلى البنك المركزي في عدن بعد رفض لثلاث سنوات، وتلك بداية كما تؤكد المعطيات لتقليص نفوذه بمعية جناحه السياسي “الاخوان” والذين تشير المعلومات الواردة من الرياض إلى أن نصيبهم من الحكومة الجديدة لن يتعدى الحقيبة الوزارية مقارنة باثنتين للانتقالي.

ليس محسن والاصلاح من تريد السعودية ابعادهم عن المشهد، فالاتفاق يشمل ايضا قادة الحرب الاخيرة في عدن وابرزهم الميسري  الذي تتحدث المعلومات الاولية عن  احتمال تعينه سفيرا في الاردن ومثله الجبواني الذي لم تحدد بعد مهمته وأخرين قد تطوى صفحتهم إلى الابد، لاسيما وأن النسخ المسربة من اتفاق الرياض تشير إلى أن حقائب الجنوب ستوزع على قوى جديدة ابرزها الانتقالي والحراك  وقوى أخرى حديثه النشأة في حين لم يشير الاتفاق إلى القوى التقليدية التي خاضت حرب بالوكالة على مدى السنوات الماضية وهذا مؤشر على أن تحالف الحرب الذي انهى حقبة صالح يعد لاستئصال بقايا نظامه وبالطريقة ذاتها التي تتم منذ 2011. ذلك ما اكدته صحيفة “انتلجينس اونلاين” الفرنسية والمحسوبة على الاستخبارات والتي اشارت في تقرير لها إلى نجاح ابوظبي بانتزاع تنازلات ابرزها الاطاحة بمحسن وأخرى تقلص مساحة “الاخوان” في الدولة الجديدة.

أحدث العناوين

بلومبيرغ: واشنطن لم تستطع وقف العمليات العسكرية اليمنية

قالت وكالة بلومبرغ، إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لم تتمكن من وقف هجمات القوات اليمنية على سفن الشحن في...

مقالات ذات صلة