تسابيح “غريفيث” في عتمة الفوضى السعودية بـ”اليمن”-تقرير

اخترنا لك

في تعليقه على توقيع اتفاق الرياض بين هادي والانتقالي، بدا المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اقل تفاؤلا هذه المرة بشأن امكانية تحقيق السلام الشامل . اكتفى غريفيث في بيان مقتضب بالتمني أن يعزز هذا الاتفاق الاستقرار في عدن  ومحيطها في اشارة إلى ابين حيث يتصاعد التوتر بين الطرفين. قد لا يكون  لخفض غريفيث سقف طموحه علاقة بتغيبه عن حضور مراسيم التوقيع في الرياض، فهو ومنذ تعيينه مبعوثا خاصا إلى اليمن العام الماضي لم يحمل في تصريحاته لليمنيين سوى التشاؤم وهي طبيعية نظرا لتعقيدات الحرب  المحكومة بمصالح دولية، لكن ماذا بشأن تفاؤله المفاجئ مطلع الاسبوع؟
خاص-الخبر اليمني:

فعليا لا توجد اية مؤشرات للسلام على الارض، عدى تلك التي اتخذتها صنعاء أو اعلنها  المجلس السياسي الاعلى من طرف واحد، وحتى الاتصالات السعودية  بقيادات صنعاء مهددة بالإجهاض بفعل الضغوط الامريكية التواقة لاستمرار الحرب وبما  يجبر الرياض على دفع فاتورة الانتخابات المقبلة.

على ارض الواقع ثمة تصعيد سعودي  يبرز على الحدود حيث  تعلن صنعاء عبر ناطق قواتها احباط محاولات تسلل يومية، ناهيك عن الغارات التي تتجاوز متوسطها اليومي الاربعين وفقا لما ينشره المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحي سريع.

وثمة خرق لاتفاق الحديدة باعتراف رئيس البعثة الدولية الجنرال الهندي، ابهجيت جوها،  والذي اصدر بيان لتوه يندد بالخروقات الجوية والبحرية في المدينة المحاطة باتفاق رعته الامم المتحدة في السويد نهاية العام الماضي.

جاء بيان غوها على ايقاع اسقاط صنعاء طائرة استطلاع في راس عيسي وهي الثالثة منذ مطلع الشهر الذي لم يتجاوز الـ5 ايام. وبغض النظر عن الخروقات الميدانية ، تواصل الرياض ارسال الرسائل السلبية بشأن الوضع مستقبلا، فهي وأن اعلنت قبولها بمبادرة المشاط وسارعت للانخراط فيها بصورة غير مباشرة، خشية المزيد من الهجمات الجوية، تسعى بكل السبل لتحويل  الحرب على اليمن إلى حرب اهلية بتأكيد محاولاتها للتزويج بين فصائلها المتناحرة في عدن، وتصريحاتهم المتتالية واخرها ما ذكره عيدروس الزبيدي في تصريح لعكاظ عن تصعيد عسكري محتمل، وجميع تلك التحركات وأن لم تحقق شيء نظرا  لإرث هزائمها على مدى السنوات الخمس الماضية الإ أنها ستبقى شوكة في حلق الاستقرار في اليمن مستقبلا وستظل تلك الادوات التي خدمت تحالف الحرب على مدى السنوات الماضية تصارع لأجل اجندته على الاقل في طاولة المفاوضات المقبلة التي يسعى التحالف من خلالها لتمرير اهدافه تلك التي عجز عن تحقيقها عسكريا ولو بالتشويش على وحدته كدولة مركزية.

هذه الكتلة الصلبة من التصعيد  تتعارض بنظر  محمد عبدالسلام رئيس وفد صنعاء في مفاوضات السويد مع التوجهات الدولية لحل شامل “برفع الحصار ووقف العدوان” وهي تزرع المزيد من العراقيل في طريق الحل وهذا مؤشر على رفض صنعاء لتحركات الرياض الاخيرة.

ربما يكون غريفيث قد حصل على  رسائل ايجابية من صنعاء خلال زيارته الاخيرة، وهو الذي اشاد اكثر من مرة بتفاعلها، وراء تعبيره عن تفاؤل باقتراب  الحل في اليمن، وفقا لما نقلت عنه صحيفة ذا ناشيونال الاماراتية، أو ربما يشير بذلك إلى  التحركات في الجنوب وتوجهات بلاده لاستعادة امجادها هناك اذا ما اخذ في الاعتبار الدراسة الاخيرة التي اطلقها الباحث في الشؤون الخارجية فراز ناجيفي واشار فيها إلى أن حل الدولتين يبقي الخيار الوحيد لضمان سلام في اليمن ويضمن مصالح المشاركين في النزاع بالمنطقة في اشارة إلى السعودية والامارات  وحتى الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تشاركان بطريقة او بأخرى.

بغض النظر عن مشاعر غريفيث المتقلبة تبقى الازمة في اليمن قائمة وحتى اتفاق الرياض كما يرى الخبير الاستراتيجي عبدالناصر المودع  لا يضيف لها سوى المزيد من التعقيدات مع ترحيل القضايا الاساسية للمستقبل مما يعني صعوبة تنفيذها مستقبلا.

 

 

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة