السعودية تتخلى عن المرجعيات الثلاث وحكومة هادي تخشى إنهاء الخدمة

اخترنا لك

أثارت تحركات السعودية إثر هجمات أرامكو بإتجاه تفاوضات مباشرة قلق سلطة الشرعية ، من أن تتوصل هذه المفاوضات إلى تفاهمات لإنهاء الحرب.

زكريا الشرعبي-الخبر اليمني:

بدا هذا القلق في تصريح مستشار رئيس سلطة الشرعية عبدالعزيز جباري لوكالة اسوشيتد برس ” أن السلطات السعودية لم تبلغ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشأن بدئها التفاوض مع الحوثيين” وتحذيره للمملكة من إبرام أي اتفاق يبقي العاصمة #صنعاء وغيرها من المحافظات الغير محررة تحت سيطرة الجماعة”.

صحيح أن السعودية بدأت حربها تحت يافطة إعادة الشرعية، لكن جباري يدرك  كما غيره من مسؤولي الشرعيةـ، بل لقد كان هو الأكثر من بين قرنائه تصريحا أن السعودية لا تستشير حكومة هادي في أي شأن من شؤون الحكومة ذاتها، كما يدرك أن هادي لم يكن يعلم بالحرب التي رفعت اسمه إلا بعد شن غاراتها الأولى، فكيف وقد تغير كل شيء،وأصبحت السعودية التي كان هدفها الفعلي من الحرب هو إبقاء اليمن محمية خاصة بها، تستجدي العالم لحماية منشآتها النفطية والحيوية من صواريخ ودرونز صنعاء!

انهارت شروط السعودية من التمسك بالمرجعيات الثلاث كأساس للحل إلى استجداء صنعاء عدم بث مشاهد إضافية من عملية “نصر من الله”

ليس هذا هو السؤال وانما لماذا تخشى سلطة الشرعية من أي تفاهمات بين صنعاء والرياض لإنهاء الحرب؟

طوال السنوات الماضية ظل التحالف السعودي الإماراتي يراهن على الوقت، وفي كل من مفاوضات جنيف والكويت والسويد، تم الدفع بـ “الشرعية “لرفع قميص المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار 2216) كشرط لأي حل سياسي”، وقد كان هدف التحالف من رفع هذه المرجعيات -التي تمثل عقبة أمام الحل لا مسلكا له- هو تأخير الاحساس بالفشل، بينما كانت “الشرعية” تستفيد من استمرار الحرب، لإدراكها أولا أن بقاءها متربعة على عرش السلطة مرهون ببقاء الحرب، لاسيما أنها حرب محكومة منذ البدء بالفشل، وثانيا لأن الحرب مثلت مصادر إثراء كبيرة لمسؤوليها، فخلال السنوات الخمس الماضي راكم هؤلاء السمؤولون أرصدة وعقارات كبيرة في مصر وتركيا والأردن ودبي، وكذلك في الداخل، سواء من تلك التي تدفعها السعودية في حرب تورطت فيها قبل أن تدرس نتائجها، أو من نهب ثروات البلد.

لكن مع مضي خمسة أعوام من هذه الحرب الفاشلة وتنامي قدرات قوات صنعاء وصولا إلى مرحلة توازن الردع واستهداف منشآت السعودية الحيوية وتعطيل نصف انتاجها النفطي ومحور وجودها بعملية واحدة في غضون دقائق، خطر يقوض عرش المملكة، كما أن فقدان السعودية للقدرة على تحشيد وشراء مقاتلين للقتال نيابة عن جيشها في معارك الحدود،وانهيار معنويات من سبق واستأجرتهم، مع طول الوقت، وانعدام الانجاز، قد جعل حدودها رخوة أمام التقدمات الميدانية لصنعاء، وهو ما ظهر مؤخرا في  عملية “نصر من الله”، وفي حين قد تتهرب من الأولى بالقاء التهمة على إيران، لا تجد في الأخرى مفر من الاعتراف بالهزيمة..لذلك انهارت شروطها  بحسب مصادر موثوقة من التمسك بالمرجعيات الثلاث كأساس للحل إلى استجداء صنعاء عدم بث مشاهد إضافية من عملية “نصر من الله”، لتحفظ قليلا من وجهها..

كذلك وحيث سوق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لنفسه كي يصل إلى عرش الملك بجانبين الأول عسكري بحرب اليمن، والآخر اقتصادي بما أطلق عليه رؤية 2030 ،فإن فشله عسكريا قد انعكس على رؤيته الاقتصادية وفقدت شركة أرامكو التي تقوم هذه الرؤية على طرحها في أسواق الاكتتاب، بضربة واحدة ربع قيمتها ، ما يعني أن المضي في الحرب، يعني أن تتعرض لمزيد من الضربات فتفقد قيمتها الكاملة.. فما هي قيمة هادي أمام كل هذا، ولماذا قد يقامر بن سلمان بعرشه لإعادة هادي إلى عرش اليمن! إذا ما صدقنا أهداف الحرب المعلنة.

بناء على هذا فإن السعودية تجد نفسها مضطرة للقبول بشروط صنعاء للتسوية، والتي لم تكن مجحفة غير أنها سترمي بهادي ونظامه السياسي خارج أي تسوية..حيث تطرح صنعاء أن يكون هناك إيقاف شامل للحرب وحل سياسي يقضي بتشكيل نظام سياسي جديد، ثم حل أمني، وعسكري داخلي.

أحدث العناوين

Massacre crimes continues in Gaza

The number of martyrs due to the massacre committed by the Israeli occupation forces at dawn today against a...

مقالات ذات صلة