حضرموت .. تقسيم دولي عابر لـ “الشرعية” و “الانتقالي” – تقرير

اخترنا لك

كالأطرش في الزفة، ظهرت قوى  “الشرعية “اخيرا وهي تتحدث عن تقسيم حضرموت، فهل تناور للحفاظ على مصالحها أم أن طبخة التقسيم تمت بعيدا عنها؟

خاص- الخبر اليمني:

الاصلاح، الحاكم الفعلي على الوادي، اصدر رئيسه، محسن باصرة،  بيان، يرفض فيه “مشاريع التقسيم”، فأعقبه  الانتقالي، الذي فشل بالوصول إلى هنا، بتغريده تأييد لمطلبه، لكن رغم هذا الاتفاق بين اكبر عدويين في الهضبة النفطية، لم  تخلو انتقاداتهما من الاتهامات  المتبادلة بفشلهما سابقا بتنفيذ المخطط.

فشل الاصلاح الذي كان شريك في النظام عام 1999 من  تقسيم المحافظة التي تشكل  ثلث مساحة اليمن ، كما يرى بن فريد، في حين يرى الاصلاح ان حضرموت التي اجهضت مساعي الاشتراكيين، الذي كان قادة الانتقالي جزء من نظامه، في 1976 والتسعينات قادرة على افشال المخطط الحالي.

بالنسبة للانتقالي الذي اطلق ناشطوه هشتاق على مواقع التواصل الاجتماعي  لرفض المشروع الجديد، هذا التقسيم يستهدف منع انتشار “النخبة الحضرمية ” في الوادي كبديلا لقوات الاصلاح المجبرة على مغادرة هذه المنطقة بحلول 90 يوما من  مراسيم توقيع اتفاق الرياض  التي تمت مطلع الشهر الجاري.

وبغض النظر عن حجم الخسارة التي قد يفقدها هؤلاء من منطقة تنتج نحو نصف مليون برميل نفط يوميا، تشير المعطيات بأن “التقسيم” هو ابرز مخرجات اتفاق الرياض السرية، تلك التي تمت بين ارباب الانتقالي والاصلاح  في التحالف، وهي جزء من الكعكة التي خصصت لحلفاء الحرب والتي تضم ايضا  حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وجميع هذا “الاقليم” سيجرد من كل الاطراف المحلية.

في اكتوبر الماضي،  اخلت القوات الاماراتية معسكراتها في مديريتي ثمود ورماه الواقعتان في نطاق مديريات الوادي والصحراء، كان ذلك عقب لقاءات مكثفة بين القادة الاماراتيين والسعوديين في الرياض على هامش مفاوضات جدة، حيث تحدثت مصادر عن اتفاق بين الطرفين اخرها قبول السعودية إدارة اماراتية على منشأة بلحاف في شبوة، اكبر منشأة لإنتاج الغاز المسال.

لم يكن اتفاق الرياض المعلن  سوى مكمل لتفاهمات سابقة بين ابوظبي والرياض، وربما هادي وحده من كان مطلع على ذلك، وقد ابلغ وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء ، عصام بن حبريش، هذا الاسبوع بأن هذه المنطقة اصبحت محافظة  مستقلة عن الساحل وأنه تم تعيين بن حبريش محافظا لها.

الصراع على حضرموت بين الحلفاء لم يكن وليد اللحظة

في نوفمبر من العام الماضي، اصطحب السفير السعودي لدى اليمن نظيره الامريكي حينها ماثيو تولر إلى المكلا، وسلم بمعيته مهام خفر السواحل  لقوات موالية للسعودية.

كان هذا بعد اشهر على تشكيل الامارات للنخبة الحضرمية والتي كانت تستعد لنشرها في وادي حضرموت، وكانت النقمة الاماراتية من الخطوة السعودية واضحة بمقاطعة حضور  الاحتفال بالقوة الجديدة.

على مدى الاشهر الماضية اصبحت  حضرموت  ساحة صراع بالوكالة طرفها الانتقالي والاصلاح وبالخفاء تدير الامارات والسعودية اللعبة التي تصاعدت قبل شهرين إلى  قيام محافظ حضرموت الموالي لأبوظبي بإغلاق صنبور النفط في المسيلة، اعقبه تصعيد سعودي بكشف حجم فساد البحسني الذي وصل إلى 190 مليون دولار  لم يسلم منه البحسني سوى 20 مليونا لوادي حضرموت، منبع النفط، مما اثار حفيظة الحضارم ودفعهم للمطالبة بإقالته.

هذه التطورات اجبرت البحسني على الفرار إلى ابوظبي، ليتم لاحقا ارساله إلى الرياض للاعتذار والالتزام بقرارات  الرياض ومن ثم العودة إلى حضرموت والتي ظل ملفها  قيد  المفاوضات السرية، لكن ظهور السفير الامريكي الجديد الاسبوع الماضي، كشف فصل جديد بتقسيم المحافظة، خصوصا وأن نقاشاته لم تقتصر على المحافظ البحسني اعلى هرم السلطة في المحافظة بل شملت ايضا عمرو بن حبريش زعيم اكبر تكتل فبلي منادي بانفصال  الوادي عن الساحل وتلك اشارة كافية لتنفيذ المخطط لا سيما وأن بن حبريش استبق تصريحات الاصلاح والانتقالي بتحذيرهما ومطالبتهما باحترام روية الحضارم لإدارة المحافظة وهو بذلك يوكد اتفاق داخلي في هذا الاطار.

فعليا تمت الطبخة بنجاح، وبدات ملامح تنفيذها على ارض الواقع بدعم سعودي لابن حبريش بتنفيذ نحو 60 مشروعا لتهيئة سيئون كمركز اداري، وإمارات للبحسني بفتح مطار الريان- قاعدتها العسكرية الوحيدة- وخلافا للانتقالي الذي يتخبط، بدأ الاصلاح  خطوات للإبقاء على خيط وثيق بهذه المنطقة، اذ تشير الانباء الواردة من هناك بدء عملية تغيير ديموجرافيا وتوطين  عبر صرف بطائق شخصية لاتباعه  من مختلف المحافظات.

 

 

أحدث العناوين

Ansar Allah leader reviews American and British failure in confronting Yemeni operations

On Thursday, Ansar Allah leader, Abdul-Malik Al-Houthi highlighted the American and British failure in their attempts to counter Yemeni...

مقالات ذات صلة