تباشير “دولة الخلافة” في الجنوب – تقرير

اخترنا لك

تدخل المحافظات الجنوبية لليمن نفق آخر، مع عودة نشاط التنظيمات المتطرفة إلى الواجهة، فهل تشير التطورات الاخيرة في عدن والضالع إلى ترتيب لتمكين “داعش” أو اقامة  “دولة الخلافة” التي بشر بها الزنداني من مقر اقامته في السعودية وحدد لها تاريخ 2020، أم  مجرد اثخان الساحة الجنوبية بأطراف صراع من العيار الثقيل للتمويه على التحركات الامريكية؟

خاص- الخبر اليمني:

في الضالع تبنى القيادي، رشاد السلفي الضالعي، الهجمات الاخيرة على المنظمات الدولية، واصفا اياها بـ”الكافرة”.

وبغض النظر عن  الاتهامات التي اوردها خطباء جوامع معروفين بعلاقتهم بالتنظيمات الارهابية ، ييدو أن المنظمات الدولية التي لطالما عرفت بعملها الاستخباراتي اصبحت تدرك  حجم الانتشار المخيف للجماعات المتطرفة في الضالع، البوابة الشمالية لعدن، فقررت مغادرة المحافظة نهائيا وهذا الامر لا ينطبق على المنظمات الـ5 التي تعرضت مقراتها للنسف بالمتفجرات  بل يشمل ايضا نحو 20 منظمة دولية انضمت لقرار الانسحاب من الضالع.

الهجمات الاخيرة تعتبر امتدادا لسلسة اعمال ارهابية بدأت بتفجير جامع الازارق عشية عيد الفطر قبل عامين بحجة  أن اهالي المنطقة فطروا بتوقيت صنعاء، وهذه الهجمات تعد انعكاس طبيعي للانتشار المخيف لعناصر الجماعات المتطرفة التي جمعها التحالف من مختلف دول العالم، ابرزها سوريا، لينشرها  على  الخطوط الأمامية لجبهات القتال في هذه المحافظة المحاذية لمناطق سيطرة صنعاء  في الشمال، لكن وبعيدا عن الضالع التي تتنازعها حاليا العديد من الفصائل متعددة الولاء، تدنو عدن من اسوء كابوس في تاريخها، فهذه المحافظة التي ظلت رمزا للسلام والتعايش، اصبحت اليوم اشبه بدوامة تشفط كل من  يسبح عكس تياراتها.

على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن فقدت هذه المحافظة عذرية تعايشها مع بدء الجماعات المتطرفة هدم المعابد والكنائس والتنكيل باتباع الطوائف من البهرة والبهائيين وصولا إلى المسيحيين المدفونين في مقبرة حافون بالمعلا، غير أن اليوم وقد اصبح هؤلاء المتطرفين جزء من السلطة التي فرضها التحالف، يزداد الخطر المحدق بالمدينة.

خلال الساعات الماضية شهدت عدن، محاولة اغتيال جديدة، استهدفت هذه المرة ابرز امراء تنظيم القاعدة في عدن والذي يشغل في حكومة هادي منصب قائد الشرطة العسكرية.

مثلت هذه العملية التي وقعت في التواهي ونفذت بتفجير عبوة ناسفة  في طريق “انيس العولي” صدمة لدى كافة القوى السياسية ابرزهم الانتقالي الذي خرج قائد فصيله لـ”مكافحة الارهاب” يسران المقطري بعد دقائق على الحادثة ليدين ويندد بها، لتلحقه وزارة داخلية هادي التي حمل مستشار وزيرها عبدالرحيم العولقي الانتقالي مسئولية الاستهداف.

بالنسبة لهؤلاء استهداف العولي كـ”نكش بيت الدبابير” فهو الوحيد الذي لم تتحدث اطراف الصراع في عدن  عن مصير قواته وحتى في خضم القتال الذي شهدته عدن في اغسطس الماضي وحدها التواهي –معقل العولي، لم تشهد قتال، أضف إلى ذلك عندما حاولت السعودية ارسال قوات من حماية المنشآت لتامين ميناء الاصطياد في المديرية تصدى العولي لها واجبرها على الانسحاب.

هذا القيادي لا يستمد بكل تأكيد قوته من قوات هادي التي يعتبر ابرز اركانها، فهذه القوات لم تصمد في عدن لـ3 ايام، لكن الجميع يدرك مسيرة العولي  التي انطلقت من ملاهي التواهي الليلية كحارس للعديد منها قبل استقطابه في 2010 من قبل القاعدة ليصبح بعد ذلك ابرز المطلوبين للأمن خصوصا بعد تورطه بتفجيرات استهدفت كنائس وملاهي في عدن عشية راس السنة قبل عدة اعوام، لينتهي به المطار في سجن للأمن القومي قبل فراره بطريقة مثيرة للشك في 2013، بعدها انخرط  في صفوف “المقاومة الجنوبية” وشرع بالسيطرة على التواهي التي ظل يتمسك بها وحاول بواسطتها ايجاد موطئ قدم في السلطة عقب اعلانها في 2017 “امارة اسلامية”، حينها سارع التحالف كعادته لإسكات العولي بمنحه المزيد من المنصب في حكومة هادي ضمن قيادات اخرى في الجماعات المتطرفة كشفت صحف غربية كالواشنطن بوست والاندبندنت في تقارير خاصة عن ضمها من قبل التحالف إلى صفوف الفصائل الموالية له كبعد ايدلوجي لمواجهة قوات صنعاء إضافة إلى احكامه  القبضة عليها والتحكم بتحركاتها وقد مكنته هذه الخطوة من استلام المكلا  من القاعدة في 2016 دون قتال والانتشار في معاقل التنظيم بشبوة وابين دون طلقة تذكر.

هذه العملية وما لحقها من تداعيات ابرزها اعلان الانتقالي ضبط عنصر يختلف مع العولي سياسيا في اشارة إلى تنظيم داعش قد تكون بداية نقل الصراع بين التنظيمان إلى عدن.

فعليا يدعم التحالف تنظيما القاعدة و “داعش” اللذان يخوضان منذ اشهر قتال في  مناطق سيطرة قوات هادي في البيضاء، وهذا بتأكيد صحيفة الواشنطن بوست التي تحدثت في تقارير لها عن ارسال التحالف لشحنات الاسلحة لهذه المجموعات عبر شيوخ قبائل داعمين لها، ناهيك عن تحدث العديد من المصادر المحلية وابرزهم الصحفي مجاهد السلالي، الصحفي المحلي، عن هبوط متكرر لطائرات مجهولة في معسكر لداعش في يكلا، وقد يكون الهدف دعم انتشار التنظيم الدخيل على اليمن في الوقت الذي تتعرض فيه القاعدة لهجمات يراد منها اضعاف التنظيم الموالي للسعودية منذ عقود.

على مدى السنوات شكلت القاعدة وداعش محورا مهما في القتال ضد صنعاء، وكانت راس حربة التحالف في جبهات، واليوم ومع الحديث عن اتفاق سلام ينهي الحرب على اليمن، يعيد صياغة وظائفهما، لكن لصالح تنفيذ اجندته تلك التي بدأت على شكل سيطرة على الجزر اليمنية من باب المندب وصولا إلى المحيط الهندي،  ولابعاد اليمنيين عن مكينة صناعة القواعد  يبدو أن التحالف يوجه بوصلة “الارهاب” نحو عدن وضد اتباعه قبل خصومه، فهذا وقبل كل شيء سيغرق الفرقاء في عدن بمزيد من الصراعات مع دخول لاعبين جدد بدأت مهمتهما  بالاغتيالات التي تضرب عدن منذ توقيع اتفاق الرياض مطلع نوفمبر ـ وهو ما سمنح التحالف ومن فوقها امريكا فرصة لابتلاع الجزر من حنيش في الساحل الغربي إلى سقطرى في الساحل الشرقي، وهذا بدليل التضخيم الامريكي من خطر القاعدة وداعش  وتسويق حضورهما في اليمن على مدى الايام الماضية حيث نشرت الولايات المتحدة عبر وكالة اسوشيتد برس انباء عن تنفيذ 25 غارة امريكية على سلسلة جبلية بين ابين وشبوة والبيضاء المحاذيتان للضالع وعدن، ناهيك عن تحذيرات اطلقتها مؤسسة جيمس تاون الاستخباراتية من عودة نشاط التنظيمان وكلها ظهرت لاحق تمهيد فقط للانتشار العسكري الامريكي في سقطرى.

أحدث العناوين

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ إعدامات ميدانية ضد الأطفال في محيط مستشفى الشفاء

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش العدو الإسرائيلي المجرم نفذ عمليات إعدام ميدانية بحق أطفال في محيط مجمع...

مقالات ذات صلة