أحجار على رقعة الأوراسيا ..مشروع دولة الإيجور نموذجا

اخترنا لك

شينغيانغ مدينة حكم ذاتي تقع في أقصى الشمال الغربي للصين، يعيش بها ما يزيد عن (12 مليون) مسلم صيني تقريبا من عرق أويغوري، ومن أصول تركية، وهي موطن (الحزب الإسلامي التركستاني) الأويغوري، الإرهابي، الانفصالي، التابع لتنظيم القاعدة، والممول من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.

تأسست هذه الحركة الانفصالية من قبل (أبو تركي التركستاني)، قبل أن ينقل مقر الحركة إلى كابول، أواخر التسعينيات، تحت سيطرة حركة طالبان، وتنظيم القاعدة، وبإشراف مباشر من الوهابية السعودية. وبعد مقتل التركستاني، على يد الجيش الباكستاني عام 2003، انتقلت رئاسة الحركة إلى الأويغوري (أنور يوسف توراني).

توراني هاجر إلى أمريكا عام 1988، وأسس في واشنطن دي سي ، منظمة حقوقية باسم (مركز الحرية الوطني في تركستان الشرقية)، ويُعد توراني أول أويغوري يطلق حركة استقلال تركستان الشرقية، من الولايات المتحدة، حينما أعلن من هناك حرب الاستقلال عن الصين، من أجل استرداد الأرض المحتلة.

أما المنظمة الحقوقية التي يترأسها توراني، فكانت تتلقى دعما مباشرا من الرئيس بيل كلينتون، ومن بعده بوش الابن.

العام 2004، نصب توراني نفسه رئيساً لحكومة تركستان الشرقية في المنفى، مقرها واشنطن دي سي، على غرار القائد الأعلى للبوذيين التبتيين وزعيم التيبت (دالاي لاما)، حينما أعلن نفسه رئيسا لـ (حكومة التبت في المنفى) من الهند. وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية أدرجت هذه الحركة على قوائم الإرهاب، إلا أنها تحظى بإمتدادات سرية من الأسلحة الأمريكية!

الحركة مدعومة في المقام الأول من قبل تركيا تحت حكم آردوغان، منذ كان يشغل منصب رئيس بلدية اسطنبول، آنذاك كان قد ألقى خطابه الشهير عام 1995، قال فيه:
«أن تركستان الشرقية (شينغيانغ الصينية) ليست فقط موطنًا للشعوب التركية ، ولكن أيضًا مهدًا لها. انها التاريخ التركي، الحضارة والثقافة».

كما كان الداهية (جرهام فولر) هو حلقة الوصل بين الحركة، وتركيا، منذ كان يعمل كمدير محطة وكالة الاستخبارات المركزية في أنقرة عام 1994.

تمكنت الحركة من ضرب جذورها في مدن اللاذقية، وحلب، وإدلب، أثناء الحرب السورية، بتخطيط من وكالة الاستخبارات المركزية، واستخبارات حلف الناتو، جنبا إلى جنب مع استخبارات تركيا ، وبمساعدة جيش النصرة، الذي نظم للحركة أول معسكر لها على الأراضي السورية، وتم إطلاق موقع ناطق باللغة التركية، مقره في تركيا، من أجل تجنيد المجاهدين الأويغوريين للقتال في سوريا، وتعد عمليات هدم الكنائس في منطقة (جسر الشغور) بمحافظة إدلب السورية من أهم الأنشطة الأرهابية التي يتباهى بتنفيذها الحزب، وقد قتل زعيمه (أبو رضا التركستاني) على يد قوات الجيش السوري في مايو 2015 .

وعلى هذا يعتبر فرع الحركة في سوريا، ذو القومية الأويغورية، وعقيدة أصولية، ووحدة تركية طورانية، هي جزء من الحزب الإسلامي التركستاني (الأم) في الصين كما ذكرنا، كما أصبح جزء من جيش النُصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وجيش الفتح، ويتحالف مع حركة طالبان الباكستانية، وتنظيم القاعدة، وحركة أوزباكستان الإسلامية، ومقره منذ العام 2018 في مدينة إدلب، بعد رحيله عن اللاذقية وحلب.

إذا تحركت هذه المجموعات الانفصالية الإرهابية، من مدينة إدلب السورية، إلى مدينة شينغيانغ الصينية، وتحالفت مع الجماعات الجهادية المرابطة في وادي فرغانة بوسط آسيا، مدفوعة بآلة إعلامية غربية – عربية مأجورة، ربما تنجح واشنطن في زعزعة استقرار الصين، وقطع أواصل طريق الحرير على الجانب الشمالي الغربي له.

وهذا يعد من أهم العوامل التى تعكر من صفو العلاقات التركية – الصينية، وتدفع بكين إلى التحفظ على دمج أنقره بطريق الحرير؛ على اعتبار أن تركيا لا تتحكم وتدير فرع حركة تركستان الشرقية، في إدلب فحسب، بل تدير وتشرف على الأنشطة الإرهابية لجميع التنظيمات المسلحة التي تم نقلها من جميع المدن السورية التي تم تحريرها من قبل الجيش العربي السوري، واحدة تلو الأخرى، منذ العام 2018.
_______________
*عمرو عمار
من كتاب أحجار على رقعة الأوراسيا
الصادر في فبراير 2018

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة