2019 الاكثر دموية في الجنوب – تقرير

اخترنا لك

في العاشر من يناير،  سقط العشرات من عناصر قوات هادي بين قتيلا وجريح بهجوم استهدف العند، اكبر قاعدة عسكرية  في لحج.

كانت هذه الحادثة فاتحة لبوابة الصراع الدموي  في جنوب اليمن، الخاضع لسيطرة  التحالف السعودي – الاماراتي، والذي لا يزال مستمر رغم اتفاق الرياض، الذي خفف حدة المواجهة.

خاص- الخبر اليمني:

بغض النظر عن تبني صنعاء للهجوم بطائرة مسيرة، كان المثير للاهتمام في حادثة العند وجود طلقات نارية في اجساد بعض الضحايا الذين سقطوا ، وعلى راسهم رئيس استخبارات هادي، محمد صالح طماح، الذي قتل ضمن قيادات اخرى سقطت في العملية بينهم رئيس هيئة اركان هادي، النخعي.

هذه العملية احدثت نقلة نوعية في صراع الفرقاء في عدن، لتنتقل  معها التصفيات من السر إلى العلن، ومن وكالة “القاعدة ” و”داعش” إلى اعادة حسابات يناير من العام 1986، بعدها اغرقت عدن في الفوضى والعنف، مع تصاعد وتيرة الاغتيالات والتصفيات لدوافع مناطقية وأخرى لحسابات سياسية.

سقط خلال هذه الفترة “الدامية” العشرات من الناشطين وخطباء المساجد، واختفى المئات منهم، ولا يزال مصير العديد مجهولا.

تنوعت الاتهامات  بين “الارهاب” مع أن عناصره من تتولى مهام مكافحته، وتعددت الوسائل بين اختطاف ومداهمة المنازل والتعذيب والاغتصاب، لكنها جميعا كانت مقدمة للانفجار الكبير الذي هز عدن في اغسطس  الماضي، عندما تعرض معسكر الجلاء، الخاص بمقاتلي الامارات، لهجوم شبيه لعملية العند.

تبنت  صنعاء الهجوم بطائرات مسيرة وصاروخي بالستي، لكن  التصفيات التي غيرت مجرى الاحداث كانت من الداخل ، اذ تشير التحقيقات إلى أن ابو اليمامة اليافعي قتل بانفجار دبر من الداخل.

في هذا الهجوم سقط المئات بين قتيلا وجريح، لكن  مسيرة  الدماء منذ ذلك الحين لم تتوقف، وقد تطورت احداث هذه العملية  بشكل دراماتيكي اخذ عدن والجنوب اليمني بشكل عام إلى بوابة الجحيم.

بعد ايام قليلة على عملية الجلاء، تداعت قبائل يافع  إلى عدن ونفذت انقلاب على حكومة هادي  بدء بالسيطرة على عدن وانتهاء بمعارك شرسة في شبوة خلفت مئات القتلى والجرحى بينهم 300 فقط في قوات هادي سقطوا، بحسب وزارة دفاعه، بغارة إماراتية على تجمعاتهم في عدن وابين.

ومع أن حدة تلك المعارك تراجعت في نوفمبر  الماضي مع توقيع اطراف الصراع لاتفاق الرياض الذي ينص على تولي القوات السعودية حماية وادارة عدن بدلا للقوات الاماراتية التي اعلنت الانسحاب من المدينة، الأ أن النزيف اليومي لم يتوقف وواصل  الفتك بالفرقاء، محدثا تغير في الية الصراع، فبعد أن كان بين الانتقالي وهادي اصبح على مستوى كل مكون، إذ يشهد الانتقالي صراعات داخلية برزت بمساعي الضالع للاستحواذ على المجلس بدعم سعودي وسط استمرار يافع باستعراض قوتها  للبحث عن موطئ قدم مستقبلا.

ذات السيناريو يتكرر داخل  “الشرعية” إذ يخوض هادي ونائبه  صراعا دمويا برز بالتصفيات داخل معسكرات هادي في ابين بين مقاتلي ابين وشبوة ومأرب والبيضاء وما نتج عنها من ضحايا وانقسامات.

سيتذكر الجنوبين 2019، مثلما يحفظون جيدا ذكرى احداث يناير من العام  1986 رغم فارق  حصيلة الضحايا  والابعاد الاقليمية التي تغذي الاحداث الاخيرة،   لكن المخاوف الان من ان تقود احداث 2019 العام الجديد 2020 إلى دورة عنف اشد وانكأ خصوصا في ظل المؤشرات على توسع دائرة الصراع من باب المندب في الغرب حتى المهرة في الشرق والنزعات المناطقية والجهوية التي اعاد التحالف احيائها بترجيح كفة منطقة على اخرى استنادا للتقسيمات التي ارساها الاحتلال البريطاني في ثلاثينات القرن الماضي، وهذه التغذية لا لهدف سوى تنفيذ اجندته تلك التي تجلت ملامحها بالسيطرة على الجزر والممرات الدولية وانشاء قواعد فيها، وقد لا تساهم بانجلاء الكابوس على هذا  الجزء الهام من اليمن   على المدى القريب.

أحدث العناوين

Ansar Allah leader reveals the latest military operations against the occupying entity in support of Gaza

Ansar Allah leader Abdul-Malik Al-Houthi revealed on Thursday the total number of operations carried out by Yemeni forces in...

مقالات ذات صلة