اغيثوا عدن

اخترنا لك

إحساس موجع عندما تكتشف انك خدعت , واكثر وجعا هو الضحك على شعب متطلع للكرامة , لدولة محترمة ترسخ المواطنة والعدالة , فيصاب بالخيبة , فاقد الشي الا يعطيه , فقدان لفكر وثقافة الدولة وقيمها , فلم يجد غير خطاب معسول بالحرية والاستقلال من على المنصة , والتصفيق الحار , بحرارة الحلم المسكون فينا , ظلينا ننتظر الامل , ونراهم يعلقون الرتب العسكرية , ويتربعوا قيادة المحاور والالوية , كبروا وكبرت كروشهم , واثار الدراهم والدنانير غيرت فيهم , نشاهدهم يشيدون قصورهم ويتملكون , وتحرسهم ثكنات , والناس تجوع وتعاني , وحياتهم مهدده , وامنهم منفلت , قلنا مرحلة , وستنضبط الامور , نفكر بالحلم والعدالة والكرامة والعزة والحرية والمواطنة والدولة الضامنة لكل ذلك , بالخلاص من الماضي اللعين ,نتطلع لمستقبل ننشده , لنلحق بالعصر والنهضة .
و يا للأسف , ان ننفطر بالخيبة , والماضي يطاردنا بدعم  تلك الكائنات وهي تنتهك واقع عدن المدينة , وتعكر صفو سلمها الاجتماعي , لا تركوا بها ارضا دون ان يبسطوا عليها ولا معلما دون ان يمحوا معالمه , ولا متنزها وساحلا دون ان يجعلوه متجرا و مصدر دخل لهم وابناء ديرتهم , ولا قانون ونظام الا واخترقوه , وفي نهاية المطاف يطاردون بناتنا في الحواري وينتهكون اعراضنا , وعندما نشتد غيرة على اعراضنا , يشتدون عنجهية وتوجس واتهام بمزاج مريض , والاطقم التي تحمي الاعراض والسلم الاجتماعي , تتحول بقدرتهم على حماية المنتهكين لتلك الاعراض وذلك السلم ,ولا غرابة بغرابة الاطقم التي تحمي الباسطين والناهبين , ومن تأتية الغيرة يقهروه في سجن قهر الرجال  .
في هكذا واقع مرير اين الحلم الموعود  والامل المنشود ؟!, والظلم والقهر اشد وطاءة من ذي قبل , ان كان الفاعلين هم قلة , فكم هم المتواطئين , وكم هم الغير مباليين , بالضرورة فيهم نفوس شريرة , وفيهم منفلتين اخلاقيا , وبالتأكيد ليس الكل , هناك اخيار , السؤال اين هم الاخيار واين مواقفهم المشرفة ؟, اين تلك القيادات الذين كانوا يوما واعظين ؟, وائمة مساجد ورجال دين واخلاق ,وسياسيين , اين تلك المحاضرات عن اخلاقيات الاسلام والمسلمين والعدالة الاجتماعية ؟, عن المنكر والاحاديث الشريفة , والمنكر امام اعينهم يمارس , والناس تصرخ وتستغيث دون مغيث , اين ذهبت تلك الغيرة من ابناء هذه الارض الطيبة ؟ لتوقف هذا العبث الذي يستفحل وينتشر كالهشيم يقضي على اخلاقيات وقيم ومبادئ امة .
مللنا وهرمنا والناس تطالب بالعدل والانصاف , ولديكم من القوة لتوجيه ذلك , لكن هذه القوة توجه في اتجاه اخر , لم تنصف ضحايا الاغتيالات والانتهاكات , نسمع جعجعة , من التحريات والاستدلالات , وعن اكتشاف الجريمة قبل وقوعها , ولا نرى طحين الانصاف والعدل , مجرد فرقعات اعلامية وسياسية , وسخرية الناس من كل هذا الفشل , سخرية البسط والصور المتداولة وهي تحتوي على اطقم حماية عسكرية , بل تداول اسماء بشخصياتها المعروفة في اجهزة الامن والالوية العسكرية ونشطاء حقوقيين واعلامين شركاء في هذا العبث ممارسة او تبرير , ومن يبرر للأجرام فهو مجرم .
هل يراد من كل ذلك اهانة لهذه المدينة عدن وسكانها الطيبين والمسالمين , ام انها مجرد جس نبض لترسيخ مشروع لم يعلن عنه بعد  , حيث صار كل شيء معقول في زمن الخذلان والمصائب التي تحل على رؤوسنا وهذه المدينة المسالمة , التي تستنجد اليوم بالشرفاء والانقياء والصالحين وهم كثر , ان غاب او غيب دورهم  فعلى الدنيا السلام .
انقذوا عدن من هذا الانفلات الاخلاقي والقيمي وغياب الدولة والنظام والقانون العادل والضابط للمخلين والمعكرين للسلم الاجتماعي وحياة الناس العامة , هل من مستجيب ومجيب , يا مستغيث اغيث .

أحدث العناوين

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ إعدامات ميدانية ضد الأطفال في محيط مستشفى الشفاء

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش العدو الإسرائيلي المجرم نفذ عمليات إعدام ميدانية بحق أطفال في محيط مجمع...

مقالات ذات صلة