2019..صنعاء تدق جدران الخزان

اخترنا لك

كان خيارا حتميا على صنعاء التي اختارت طريق المواجهة لا الاستسلام في الحرب مع التحالف منذ غاراته الأولى، أن تدق جدران الخزان، خزان النفط الذي استخدمه التحالف لتمويل حربه وجرائمه طوال 5 أعوام، فالنفط لا الدم من يتحرك العالم لأجله.

زكريا الشرعبي-الخبر اليمني:

تؤكد التقارير الأممية أن 17 مليون يمني لا يعرفون من أين سيأتون بالوجبة القادمة، وتقول أخرى إن طفلا يمنيا يموت كل 10 دقائق من فرط المجاعة، التي خلقها التحالف، بسياجه المفروض على البلاد، وقنابله المتساقطة عليها، وظل مع شركاءه وداعميه بالسلاح والصمت يعبون أنخاب النفط على الضفة الأخرى أسوأ مأساة إنسانية في العالم.

في وضع كهذا لم يكن أمام صنعاء سوى خيارين، أن تظل تتفرج على مواطنيها وقد أصبح جوعهم مادة لاستثمار المنظمات الدولية التي لا تحب المرء إلا جائعا ، وتحافظ على وضعها الميدان، أو أن تستخدم ما توصلت إلى انتاج من قدرات عسكرية، في فرض توازن ردع مع التحالف، فتصوب صواريخها وطائراتها المسيرة نحو ما يؤلمه ويهز العالم، نحو النفط.

اتجهت صنعاء لاتخاذ  الخيار الثاني  في مايو 2019م باستهداف انابيب نقل النفط في محافظتي عفيف والدوادمي، عندها عقدت السعودية 3 قمم اختارت لها مكة المكرمة ودعت إليها الخليج والعرب والمسلمين، إنه النفط ولأجله تشد رحال المطايا، لكن القمم لم تغني عنها شيئا مع استمرارها في الحرب على اليمن، فتم استهداف حقل الشيبة النفطي على الحدود مع الإمارات في عملية وصفت بعملية توازن الردع الأولى، في اغسطس 2018م.

كانت عملية توازن الردع الأولى إنذارا كما يبدو، وقالت صنعاء إن لها ما بعدها، وأن عملياتها ستركز على ما وصفته بالضرع الحلوب الذي تعتمد عليه أمريكا والغرب لدعم الحرب على اليمن، ثم لم يمض شهر على هذه العملية حتى نفذت صنعاء عملية استهداف مصفاتي بقيق وخريص وهي عملية دوى لها العالم، بمجلس أمنه وهيئاته ومنظماته، واعتبرها استهدافا  للاقتصاد العالمي، وليس السعودية وحدها، لكن صنعاء، لكن صنعاء اعتبرت هذه العملية بداية دق جدران الخزان، التي ستبدو متواضعة أمام ما يوصف بمرحلة الوجع الكبير، وضربات أقسى تطال مواقع أعمق وأكثر حيوية..

إقرأ أيضا:كيف تحذف ستة ملايين برميل: عن ضربةٍ غيّرت كلّ شيء

 

  • لماذا لما يدقوا جدران الخزان؟..تساؤل انهى به الروائي الفلسطيني غسان كنفاني روايته رجال في الشمس التي تسرد قصة 3 رجال فلسطينيين ماتوا اختناقا في خزان مياه في مؤخرة شاحنة كانوا يتهربون عليها ويختبئون فيه عند مرورهم بنقاط التفتيش، لكن سائق الشاحنة مكث طويلا  في النقطة الأخيرة وهم في الخزان مختنقون تحت الشمس.

 

 

 

أحدث العناوين

من جديد.. اليمنيون يستنفرون في مسيرات “مليونية” دعما وإسنادا لغزة

خرج اليمنيون في مسيرات جماهيرية حاشدة جديدة في العاصمة صنعاء، وعدة محافظات أخرى، الجمعة، حملت شعار: "مع غزة العزة.....

مقالات ذات صلة