تحركات تركية مكثفة في اليمن .. عبر من ولماذا ؟

اخترنا لك

تكثف تركيا تحركاتها في اليمن، وعينها على الكثير، لتضيف بذلك  المزيد من العقبات في طريق التحالف السعودي – الإماراتي  الذي يكاد يخسر مكاسبه جنوبا، فهل نشهد تدخلا تركيا أم أنها محاولة تركية لتقليص  مساحة النفوذ الخليجي في الشرق الاوسط الكبير؟

خاص- الخبر اليمني:

النشاط التركي في اليمن يبلغ ذروته. الهلال الاحمر التركي، الذي تتخذ منه انقرة منظمة استخباراتية اكثر منها انسانية، وسع خلال الايام الماضية نشاطه في المدن اليمنية وتحديدا في مناطق سيطرة “الاصلاح، مأرب وتعز.

في تعز يتركز نشاط هذه المنظمة في الريف الجنوبي الغربي ، حيث يحتدم الصراع بين الاصلاح والتحالف، وهذا النشاط الذي ينفذ تحت يافطة  توزيع مساعدات لأهالي المديريات الساحلية، يأتي بعد ايام على  اعلان القيادي الاصلاحي المقيم في تركيا، حمود المخلافي، انشاء معسكر في يفرس، يمهد بحسب التقارير الاولية لإنشاء قاعدة عسكرية تركية قريبة من باب المندب.

التحرك  التركي في هذا التوقيت الذي تتسابق فيه دول اقليمية ودولية كالولايات المتحدة  والسعودية والامارات للسيطرة على الجزر اليمنية في باب المندب، اضافة إلى التكتلات الدولية في المنطقة كروسيا والصين وايران، يدفع الاتراك للبحث عن موطئ قدم في هذه المنطقة، لكنهم يطمحون للكثير كما يبدو، فالأمر لم يعد يقتصر على نشاط الهلال الاحمر ولا على باب المندب بل يتعدى ذلك  وصولا إلى الحدود السعودية، إذ كشفت مصادر اعلامية مؤخرا عن دخول 4 من ضباط الاستخبارات الاتراك إلى المهرة.

وبقدر ما يبدو نشاط هؤلاء لتحقيق تواجد تركي على بحر العرب وخليج عدن، يكون  اكبر خطر قد تواجهه الرياض التي تطمح للاستحواذ على المهرة لدوافع اقتصادية ابرزها مد انبوب للنفط إلى سواحل البحر العربي، وتواجه معارضة واسعة في هذه المحافظة التي تتشعب فيها المصالح الاقليمية وتتحكم بمقدراتها ابعاد جيوسياسية.

النشاط التركي على الحدود السعودية والمسنود كما تقول التقارير بدعم قطري، يتجاوز المهرة وصولا إلى مأرب والجوف  وشبوة، المناطق الواعدة  في قطاع النفط والغاز، والاكثر عداء للسعودية والامارات حاليا.

فعليا بدأت تركيا التحرك في اليمن في 2017، مستفيدة من حضانة  ارودغان للإخوان المشردين من مصر وسوريا ومؤخرا اليمن،  واستطاعت في هذا العام وتحديد عقب خروج قطر من التحالف من ابرام اتفاقيات مع وزير الكهرباء والقيادي في حزب الاصلاح حينها  عبدالله محسن الاكوع،  وهذه الاتفاقية امتدادا لاتفاقية ابرمت في 2014 ولم تنفذ بفعل   التطورات التي شهدتها اليمن بعد ذلك وانتهت بفرار هادي وحكومته. كانت الاتفاقية تستهدف توفير الطاقة لعدن وكان الهدف حينها افشال مخططات الامارات للسيطرة على هذا القطاع الهام خصوصا بعد رفضها تركيب محطة كهرباء قطرية في الحسوة وعرقلتها.

بالنسبة للاتراك الحضور في عدن يتعدى بيع الطاقة، وكان المخطط  ابرام صفقات لتشغيل ميناء عدن نكاية بأبوظبي، لكن التغييرات احالت طموح تركيا إلى سراب، لكن الان ومع بدء التحالف تقاسم المكاسب في الجنوب تحت غطاء اتفاق الرياض، تحاول تركيا  الحصول على قضمة، وهي الان تستفيد من النفور داخل قيادات “الشرعية”  للتغلغل واحباط مخططات التحالف لس من باب المناكفة فحسب، فالحرب في ليبيا وتدخل الامارات والسعودية   لخوض معركة ضد حلفاء تركيا  يشير إلى ان اسطنبول باتت تفكر ابعد من المصالح وربما قد يمكنها التواجد في اليمن من الضغط على السعودية لمراجعة حساباتها أو اتخاذ هذا البلد منطلقا لمهاجمة السعودية والامارات على حد سواء لا سيما وأن البيئة حاليا متاحة.

هزمت تركيا السعودية والامارات شمال سوريا، وتتجه للإطاحة بطموحهم في ليبيا وربما قد تشكل طعنة في خاصرتهم باليمن اذا ما نظر لتمسكها المستميت من ادوات تخلص منها التحالف، ابرزها صالح الجبواني، وزير النقل، الذي زار انقرة الاسبوع الماضي وعقد اتفاقيات غير معلنة، ومثله الميسري الذي سهل دخول ضباط الاستخبارات الاتراك عبر منفذ المهرة، ناهيك عن القاعدة الاخوانية التي باتت تطالب بتدخلها وبرزت في هشتاقات اطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي  تدعوا لتحالفات  اسلامية لإعادة الشرعية في اليمن في اشارة لتركيا، وجميعها قد تمنح انقرة فرصة للحضور في اليمن واستعادة امجاد العثمانيين، وحتى انقرة  تتوق لذلك لكنها كما يبدو تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض.

 

أحدث العناوين

البريطانيون يواصلون الخروج دعماً لغزّة وتنديداً بالجرائم الإسرائيلية

تظاهر آلاف البريطانيين أمام مقر البرلمان البريطاني مطالبين حكومتهم بوقف تسليح "إسرائيل" واتخاذ مزيد من الإجراءات للضغط على كيان...

مقالات ذات صلة