تنفيذ اتفاق الرياض ..البحث عن انتصار بأوجاع الماضي – تقرير

اخترنا لك

تنكأ السعودية الجرح الجنوبي مجددا، وقد حددت الـثالث عشر من يناير، اليوم الاسود في تاريخ هذا الجزء الهام من اليمن، موعدا لتنفيذ اتفاق الرياض، ذاك الذي مر على توقيعه شهرين ونيف، فما هو الهدف السعودي إذا؟
اهو لإعادة صياغة التسامح بين الفرقاء، أم لاستحضار صراعات الرفاق؟
خاص- الخبر اليمني:
بالنسبة لكثير من الجنوبيين، يمثل يناير كابوس يمتد ظلامه إلى حقبة الثمانينات وتحديد إلى العام 1986، عندما فرقت السلطة الرفاق في الحزب الاشتراكي ودفعتهم إلى مستنقع الاقتتال الاهلي الذي مزق النسيج الاجتماعي مناطقيا بثورته الدموية التي اوقعت نحو 20 الف ضحية خلال اسبوعين فقط، وهذا الوحش لا يزال يفتك بالعديد منهم يوميا ولا تزال ايامه، خصوصا الـ13، يوما مشئوما..
على مدى السنوات الخمس الماضية من عمر الحرب على اليمن، كان الفرقاء الجنوبيين يحيون هذه الذكرى على طريقتها، حينها تتحول شوارع عدن إلى ساحة مواجهات بين يافع والضالع وابين وشبوة ، وهذه المحافظات التي كانت في الثمانينات مسرحا واطرفا في الاقتتال الاهلي، باتت تمتلك جيوش حقيقة في عدن، وتلك الجيوش التي غذاها التحالف باستقطابات سعودية- اماراتية، وتسليح غير مسبوق، باتت اليوم مستعدة اكثر من ذي قبل لأية حرب من هذا النوع وقد اثبتت على مدى الاحداث الاخيرة التي شهدتها عدن ومحيطها كم حجم الخطر في استحضار الجانب المظلم من حياة الجنوبيين..
هذه النزعات الجهوية والانتماءات المناطقة لطالما كانت ورقة التحالف الرابحة على مدى نصف عقد من الزمان.. استخدمتها السعودية لتجنيد الشباب باسم “الشرعية” وارسالهم للقتال دفاع على حدودها المتهاوية تحت اقدام مقاتلي قوات صنعاء، بينما استخدمتها الامارات تحت يافطة “الانتقالي ” لتصفية خصومها في عدن وتنفيذ اجندتها على امتداد الساحل الجنوبي والشرقي لليمن، لكن اليوم وقد استهلكت هذه الورقة يبدو بان التحالف قرر التخلص منها بذات الطريقة التي اوجدها بها..
يبرز هذا بوضوح في مساعي التحالف لتعميق الشرخ الاجتماعي بغية ايجاد ثغرة لنزيف مميت، فاختياره لـ13 يناير موعدا لتنفيذ اتفاق الرياض الذي صاغته السعودية والامارات ووقعت عليه الاطراف الجنوبية ممثلة بالانتقالي وهادي في الخامس من نوفمبر الماضي، لم يكن اعتباطيا ولا يهدف للم شمل الفرقاء الذين لم يحترموا حتى مواثيق التصالح والتسامح تلك المبادئ التي خطها الجنوبيين انفسهم في الـ13 من يناير من العام 2006، وكان يطمحون لرؤية وضع مغاير بعد هذا التاريخ الذي كان فاصلا في حياة اليمنيين، لكنه مدروس واختير بعناية فائقة والهدف إما تنفيذ اتفاق الرياض الذي لم يتبقى الكثير من مدته الزمنية المزمنة في اتفاق الرياض أو تفجير حربا شاملة في الجنوب تلتهم الاخضر واليابس، غير أن مالم يدركه بعض الجنوبيين ممن لا يزالون يستبشرون خيرا بالتحالف، رغم الاصوات المنادية برحيله، والغارقة في وحله، أن الحرب الشاملة تبدو الاقرب للانفجار، لا كما يحاول التحالف تصويره بتشريب معلومات حول انفراجات محتملة، فالواقع يقول خلاف ذلك، والاطراف المحلية بدلا من بدء الانسحاب من ابين وشبوة، امتثالا لبنود الاتفاق الذي حدد السبت الماضي موعدا نهائي للتنفيذ، تدفع بتعزيزات عسكرية، وخلافا لحديثها عن تبادل الاسرى تشدد قبضتها على المدن بمزيد من الاعتقالات..
هذه مؤشرات لا تنبئ بانفراج قريب وان حاول اعلام السعودية والامارات تسويق غير ذلك، أو حرصت الطائرات الحربية على التلويح بخيارات قسرية، فكل المعطيات على الارض تؤكد بان الوضع في طريقه إلى جولة جديدة من المعارك بالوكالة قد لا تقتصر على هادي والانتقالي بل قد تشمل اطراف اخرى كالقاعدة التي تتحرك بغطاء الشرعية و”داعش” التي ترفع راية الانفصال، ناهيك عن الحراك الجنوبي واطياف واسعة في الجنوب سلحت اقليما وجهزت لخوض غمار حرب قد تعجز دول عن إداراتها أو تمويلها والهدف ايجاد ثقب في جسد الجنوب المنهك بالصراعات يسمح للسعودية والامارات بتقاسم ثروات هذا الجزء الاستراتيجي في عمق الجزيرة العربية، كما يقول الحراك الجنوبي.

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة