الاصلاح وحيدا في مأرب

اخترنا لك

خلال اجتماع في مأرب، مساء السبت، اعترفت  قيادات عسكرية وأمنية في حزب  الاصلاح بخطورة الوضع في المحافظة التي تتساقط مديرياتها   تباعا بيد قوات صنعاء، وتكاد تكون مدينتها قاب قوسين من السقوط،  طارحة العديد من الخيارات ابرزها فتح قناة تواصل مع صنعاء، فما هو الخيار الانسب بالنسبة لحزب لم تخف قياداته  تآمر الجميع ضد قواته؟

خاص- الخبر اليمني:

الاجتماع  الذي تزامن  مع  أنباء سيطرة  قوات صنعاء على  نهم ومديرية مجزر وصولا  إلى مفرق مأرب- الجوف،  عقد بشكل طارئ،  وقدمت خلاله تلك القيادات تفاصيل كاملة عن  الوضع ..

تحدث القادة لأول مرة  وبإسهاب عن  اسباب سقوط الجبهات وانكسار خطوط الدفاع، ودور التحالف  في  المعركة، لكن رغم اجماعهم  على خطورة الوضع، كان الخلاف بارزا حول من يتحمل المسئولية.

بالنسبة لصغير عزيز، قائد القوات المشتركة الموالي للإمارات ، فإن من يتحمل مسؤولية “الهزائم” قادة عسكريين  اتهمهم بالفساد وتقديم كشوفات بأسماء وهمية لأعداد القوات ، وتلك التهمة ليست جديدة، بل  اصبحت سيمفونية يعزف عليها منذ ادخاله من قبل التحالف ليكون شوكة في حلق الاصلاح بأهم معاقله، وكانت السبب لإيقافه مرتبات المقاتلين هناك، وفقا لما يراه  القادة المحسوبين على الاصلاح، وابرزهم وزير الدفاع محمد المقدشي الذي قال بأن المجندين في  نهم لم يتسلموا مرتباتهم منذ اشهر..

بغض النظر  عن الاسباب، يقاطع  سلطان العرادة الذي عاد لتوه من السعودية بعد تقديم ضمانات بالوفاء للتحالف، المتنابزين في الاجتماع في محاولة لتهدئة التوتر،  الان الوضع خطير ويستدعي تماسك الجميع، يضيف العرادة.

بالنسبة للعرادة، كما تفيد مصادر حضرت الاجتماع، لا مجال لتحميل كل طرف الاخر المسئولية، فمأرب على وشك السقوط، والخيارات تتقلص..

يتفق  العرادة – والقادة العسكريون على طاولته- بعدم وجود  خطط مرسومة لوقف  التقدم المتسارع لقوات صنعاء، ولا تعويل على القبائل التي اصبحت تقف “متفرجة” وتثير مخاوف من القيام بعمليات سلب ونهب ، كما أن التحالف الذي استهدفت طائراته  قوات هادي بغارات في عدة جبهات، سحب منظوماته الدفاعية والصاروخية من المدينة إلى تداوين ويرفض حتى الدفاع عن صافر ، التي تضم اهم حقول النفط ومنشأة للكهرباء والغاز، لأسباب ليس أخرها   المخاوف من  استهداف صنعاء لأراضيه بالصواريخ البالستية والطيران المسير، بل ايضا لأسباب تتعلق  بمساعيه انهاء سيطرة الاصلاح على هذه المحافظة النفطية والقضاء على قواته..

إذا ما العمل خصوصا وإمكانية تعرض المدينة لحصار وارد؟

يتساءل الجميع بأنظار شاخصة  ومتلهفة لرد العرادة، ليرد بكل هدوء، بأن  الفرصة المناسبة تكمن بفتح قناة تواصل مع الحوثيين، ربما بدأها بتلميحات في تصريحاته الاخيرة، عدا ذلك فلا رهان على التحالف الذي حيد الحوثيون طائراته سواء بإعلانهم دخول منظومة دفاع جوي او بإطلاقهم صواريخ إلى جيزان وخميس مشيط، و الوضع داخل المدينة مقلق في ظل بدء  نزوح للأهالي والقيادات  وحالات الفوضى، مع أنه حتى الهروب إلى شبوة ليس مجديا نظرا للوضع الهش هناك والمخاوف من تحيز الانتقالي للفرصة لشن هجوم معاكس لاستعادة المدينة.

انتهى اجتماع مأرب بعروض  حلول مؤقته،  ربما لم تقنع البعض من قيادات الاصلاح الذين ظلوا يرتعوا من عائدات هذه المحافظة ويرونها جنة الله في ارضهم، أو حتى قد تجدي صدى في صنعاء نظرا لوتيرة المعارك وحجم الانتصارات على الأرض،  لكن التفاوض مع الحوثيين وإن بدا  بنظر العرادة خيارا صعبا   الا انه يجنب المحافظة ويلات  الدمار ، مع أن العرادة وقادة الفصائل المسلحة للإصلاح قد يجدون انفسهم في نهاية المطاف خارج اللعبة

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة