كيف اقتسم التحالف ارث القاعدة في اليمن؟

اخترنا لك

تحتدم الخلافات مجددا بين السعودية والإمارات في اليمن، لكن بعيدا عن حساب الربح والخسارة المعتاد، تبدو هذه المرة فاصلة كونها تمس اهم جوهرة سعودية، مكنتها لعقود مضت من الهيمنة على اهم بلد استراتيجي في المنطقة ، فهل تستسلم الرياض؟

المحرر السياسي- الخبر اليمني:

الفراغ الذي خلفه مقتل قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، فضح هيمنة دول اقليمية على هذا التنظيم الذي ظل منذ التسعينات خنجرا في خاصرة اليمن..

في شبوة تعد الامارات سعد بن عاطف العولقي لخلافة الريمي، وهدفها الاستحواذ على النفط والغاز في إطار تقاسم مكاسب الحرب على اليمن مع السعودية..

فعليا، سيمهد التنظيم بقيادة العولقي من عودة هيمنة الامارات على هذه المحافظة، والدليل أن وسائل اعلام اماراتية تسوق العولقي الذي ينتمي جغرافيا إلى شبوة حيث تعرضت الامارات لضربة من قبل الاصلاح المدعوم من الرياض  في اغسطس الماضي وتنازع حاليا للعودة .. القاعدة كانت الطريق للإمارات إلى شبوة.

في العام 2017 انزلت الامارات قوات قامت بتدريبها في قاعدة عصب واسمتها “النخبة الشبوانية” لتعلن بعد ذلك شن حملة على القاعدة، التي كانت تتخذ من مناطق في شبوة  معقلا لها، بدعم امريكي، ومع أن القوات الاماراتية التي قادت الحملة لم تطلق رصاصة واحدة حتى في عزان معقل التنظيم حينها، الإ أنها تمكنت من اجتياح معظم مناطق المحافظة ونشر اكثر من 7 الوية على امتدادها ..

كان ذلك بفعل  اتفاقيات ابرمت مع تنظيم القاعدة، وفقا لما ذكرته وسائل اعلام غربية حينها وبررته الامارات بمحاولة منع تغلغل التنظيم اجتماعيا.

ورغم اعلان الامارات “مكافحة الارهاب” وتوقيعها استراتيجية في العام 2016 مع الولايات المتحدة لذات الغرض، الإ أنه لم يسجل مقتل عنصر واحد في القاعدة، وحتى معسكرات التنظيم ظلت على مرمى الجميع وخصوصا في البيضاء ..

خلافا للإمارات، تحضر السعودية في مأرب، المجاورة لشبوة، قيادة جديدة للتنظيم وقد جمعت خلال الايام الماضية، كما تفيد التقارير، القياديين في التنظيم خالد باطرفي، المطلوب الأول على اللائحة الأمريكية لقيادات تنظيم القاعدة، وابو الحسن المأربي القيادي في القاعدة المستتر بالإخوان، بهدف تنصيب الأخير قائدا للتنظيم في جزيرة العرب، وتسعى بذلك السعودية  التي ظلت تدعم التنظيم كما تفيد المخابرات الامريكية منذ تسعينات القرن الماضي، وتحديدا بعد حادثة المدمرة الامريكية في خليج عدن،إلى الابقاء على يدها  في اليمن..

الخلاف بين اجنحة التنظيم المرتبطة بالسعودية والامارات ليس حديثا، ويمتد تاريخه إلى العام 2015، عندما دخل البلدان في حرب على اليمن، لكنه تصاعد مؤخرا بشكل كبير مع اعلان الولايات المتحدة مقتل عدد من قياداته وعلى راسهم الريمي وهو ما منح التحالف فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للتنظيم وفقا لأجندة كل دولة.

في ارشيف الخلافات بين قيادات التنظيم، تتجلى التأثيرات الاماراتية – السعودية على مساره.

في العام 2017، زار ابو العباس، قائد الكتائب الاماراتية في تعز، مأرب وكان حينها يحاول استقطاب  المأربي إلى جناح الامارات، لكن جذور المأربي الاخوانية حالت دون مقابلة ابو العباس، وبعد الحاح قرر الالتقاء “على مضض” كما وصف ذلك ابو العباس في بيان اعقب زيارته إلى مأرب وكان حينها ناقما على المأربي واتهمه في بيانه بـ”فتنة في الجماعات السلفية”..

كان المأربي كما يبدو ناقما على المعارك التي دشنها ابو العباس ضد فصائل الاصلاح في المدينة. لم يمض الوقت طويلا على هذه الزيارة حتى قررت الامارات بناء مدينة لجناح السلفيين المناوئين للمأربي في مديرية الجوبة بقيادة يحي الحجوري، الذي عرف بانتقاداته للمأربي ودعا في احدى خطبه السلفيين إلى عدم السقوط بجناح الاخوان بقيادة المأربي.

اليوم  وفي ظل صراع تعيشه القاعدة وسط توقعات بتفكك التنظيم الذي ظل  موحدا يقاتل في صفوف التحالف على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن،  تحاول السعودية والامارات الاستحواذ على التنظيم لخدمة اجندة كل منهما المتناقضة مستقبلا، فالسعودية تحاول تعزيز حضور المأربي في وقت تحاول الامارات اختزال التنظيم بقيادة العولقي مع أنه مطلوب للولايات المتحدة ..

قيادة العولقي للتنظيم لن يمنح الامارات ورقة للسيطرة على شبوة فقط، وإن كان ذلك هدف آني لأبوظبي بل سيعزز بقاء الامارات في اليمن مستقبلا بعد اعلانها  سحب قواتها من اليمن واعادة الاعلان مجدد بانها ستبقى لمحاربة الارهاب وهي بذلك تقصد  الاصلاح. الأمر ذاته بالنسبة للسعودية التي تحاول نشر عناصر هذا التنظيم على جبهات الخطوط المتقدمة مع صنعاء ، لاسيما وأن اختيارها للمأربي في مأرب  يتزامن مع تسليمها جبهات  لحج إلى زكي اللحجي ابرز القيادات الموالية لها جنوبا وسط اتهامات بمساعيها لتشكيل فصائل ارهابية مناوئة لها ستحاول مستقبلا التلويح بها كسكين في خاصرة اليمن.

أحدث العناوين

أمريكا تكشف استراتيجية “الحوثيين” باستهداف “ايزنهاور” وتوقعات بهجمات “مميتة”

كشفت الولايات المتحدة، الخميس، استراتيجية جديدة لمن وصفتهم بـ"الحوثيين"  في استهداف البوارج الأجنبية في البحر الأحمر . خاص – الخبر...

مقالات ذات صلة