ظهر المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، السبت، في موقف لا يحسد عليه، عقب احتشاد انصاره أمام بوابة معسكر سعودي في عدن- جنوبي اليمن، ومهاجمة القوات السعودية التي خصصت لنفسها بند في اتفاق الرياض يمنحها الوصاية على المدينة التي شهدت معارك عنيفة في اغسطس الماضي انتهت بسيطرة قوات المجلس.
خاص- الخبر اليمني:
وتداعت قيادة المجلس لإدانة ما وصفته بـ”حملات اعلامية تستهدف السعودية”. إذ اصدر الناطق الرسمي للمجلس، نزار هيثم، بيان ادان فيه انصار المجلس الذي شاركوا الجمعة بتظاهرة كبيرة في عدن منددين بما وصفوه “دعم السعودي للإرهاب” في جنوب اليمن. وقال هيثم إن المجلس يتمسك بعلاقات وصفها بـ”المتميزة مع السعودية”.
وقاد التظاهرات التي طالبت برحيل القوات السعودية، عبدالرحمن غاندي، رئيس الدائرة الجماهيرية والتنظيمية في المجلس.
واضاف هيثم أن الانتقالي يجدد التأكيد على العمل مع السعودية لتثبيت الامن والاستقرار في عدن.
على الصعيد ذاته، انتقد هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس، والمقيم حاليا في ابوظبي، وسط انباء عن منعه من العودة إلى عدن، تظاهرات انصار المجلس ضد القوات السعودية.
انتقاد بن بريك يتعارض مع تغريدات سابقة له اتهم القوات السعودية التي كانت تحاول نقل فصيل خفر السواحل في قوات هادي من ابين إلى لحج، الاسبوع الماضي ، بمحاولة توطين “الارهابين”.
وجاءت التطورات الاخيرة مع بدء السعودية تحركات على الارض اولها نقل قوات هادي من ابين- شرق عدن- إلى لحج – شمال المدينة جوا إضافة إلى مساعيها لنشر وحدات من قوات هادي في عدن وهو ما يثير مخاوف الانتقالي من أن يؤدي ذلك لخفض سقف مطالبه التي افشلت تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين في نوفمبر الماضي برعاية سعودية والذي انتهى فعليا مطلع الشهر الجاري.
ويطالب الانتقالي بانسحاب قوات هادي، رئيس سلطة الشرعية المقيم في الرياض، مقابل سحب فصائله من عدن، وبما يسمح للقوات السعودية من إدارة المدينة التي تعد اخر معاقل الانتقالي ..
وتقود السعودية منذ العام 2015 تحالف الحرب على اليمن، لكنها بدأت في اغسطس الماضي محاولة للسيطرة على المدن الجنوبية لليمن والتي تتميز بموقع استراتيجي على بحري العرب والاحمر ومضيق هرمز إلى جانب خليج عدن والمحيط الهندي، واحتياطي كبير من النفط والغاز ، غير أن مساعيها لإزاحة الامارات التي اعلنت العام الماضي الانسحاب من اليمن، باءت بالفشل خصوصا في ظل تمسك ابوظبي بالتواجد في هذه المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف بغية الحصول على بعض المكاسب الجيوسياسية على المدى البعيد وهو ما جعل هذه المناطق ساحة معارك بالوكالة بين اتباع الطرفين.
