السعودية تستأسد بوجه الامارات في اليمن

اخترنا لك

تعود السعودية والإمارات مجددا إلى ساحة المواجهة في اليمن، لكن هذه المرة تبدو المساحة اكبر بكثير وقد امتدت من مأرب في الشرق حتى  الساحل في الغرب، فهل تستعيد الرياض التي تقف في موضع الهجوم هيمنتها على حساب الإمارات التي تبدو في وضع دفاع؟

خاص- الخبر اليمني:

في عدن، تلقت ابوظبي توا  صفعة جديدة  باغتيال قائد نقطة العلم في قوات الانتقالي، خط الدفاع الاول عن المدينة، التي اصبحت الأن ملك حصري للسعودية التواقة للتخلص من بقايا الامارات.. جميع المؤشرات تؤكد وقوف السعودية خلف الحادثة.. توقيت الحادثة الذي جاء بعد رفض الانتقالي وساطة سعودية لنقل قوات خفر السواحل في قوات هادي برا  إلى لحج، تصعيد الانتقالي ضد السعودية شعبيا بتظاهرات في عدن وسقطرى، ظهور قيادات في قوات هادي تجوب عدن بعد منع دخولها وعلى راسها سليمان الزامكي.

كان السعدي ابرز زعماء الفصائل الذين تصدوا لمحاولة السعودية ادخال قوات خفر السواحل إلى عدن، ولا غريم شخصي له بحكم علاقته بجميع الاطراف.. واغتياله كان ضمن مخطط يعتقد الصحفي الأردني وحيد الطوالبة بأنه يهدف لإسقاط عدن من الداخل، وهو بذلك صادقا إذا ما اخذ في الاعتبار الترتيبات السعودية في محيط المدينة وتحديدا في البوابة الشمالية لها، حيث تحشد قوات هادي في قاعدة العند، الحامية الشمالية لعدن.. في هذه القاعدة التي انزلت فيها طائرات سعودية وحدات من قوات هادي المنتشرة في ابين قبل يومين، وصل قائد  المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن العمري من عدن، واعلن ولاءه لهادي في خطوة وصفت بالانقلاب على الانتقالي الذي اعلن العمري في اغسطس الماضي دعمه لإسقاط حكومة هادي وعدن معا وتمكنا من ذلك بفعل الدعم الاماراتي.

لم يكتف العمري وهو ابن الضالع بإعلان الولاء بل دعا لرفع الجاهزية القتالية وحذر الانتقالي..

بهذه الخطوة تكون السعودية قد ضمنت سقوط العند التي ظلت قواتها التابعة لهادي متماهية مع نشاط الانتقالي ورفضت حتى الانخراط في قتاله، ربما لأسباب كان من ابرزها ما ذكره وزير الداخلية في حكومة هادي عن طلبه بعض القوات في عدن بالاستسلام  لوقت لاحق.

العند ستكون مقدمة الجبهة المرتقبة والتي يعاد تشكيلها سعوديا من طور الباحة في الشمال الغربي لعدن، حيث تعكف قوات هادي بضوء اخضر سعودي على اعادة تجميع قواتها هناك تحت مسمى خفر السواحل في وقت يدفع فيه الاصلاح لجعل معسكر اللواء الرابع  في المديرية راس حربة لإسناد القوات المتقدمة في العند وضرب حاجز بين فصائل الامارات في الساحل الغربي والاخرى في عدن..

هذه التحركات كما يبدو ستأتي في موازاة تحرك اخر من ابين وهو ما يدركه الانتقالي الذي كان صعد خلال الايام الماضية بمهاجمة السعودية واتهامها بدعم الارهاب ليتراجع قاداته بالاعتذار والعرض عبر رئيس دائرته الخارجية احمد عمر بن فريد، تنفيذ اتفاق الرياض الذي يعرقله  المجلس الرافض لعودة القوات وتسليم الاسلحة الثقيلة كما يقول  رئيس وفد هادي في مفاوضات الرياض، احمد عبيد بن دغر.

وضع الانتقالي في عدن صعب حاليا، وهذا يثير مخاوف الامارات التي اعلنت سابقا الانسحاب، ويدفعها لتصعيد المواجهة مع السعودية سواء في شبوة حيث تواصل “مقاومة” الانتقالي مهاجمة قوات هادي واخر ذلك نصب كمين لمدرعات واطقم في عسيلان إضافة إلى إطلاق نار على نقاط هادي في عتق.. اضف إلى ذلك التطورات المتلاحقة في سقطرى حيث تواصل  الامارات تغذية الانقسامات داخل قوات هادي على امل اسقاط الجزيرة من الداخل.

بالنسبة للإمارات تشكل سقطرى وشبوة اهمية استراتيجية في حربها على اليمن،  ولطالما عرضت على حكومة هادي والسعودية معا واخرها في اتفاق الرياض ابقاء هاتين المحافظتين ضمن خارطة سيطرة اتباعها في المجلس الانتقالي، غير أن فشل اتفاق الرياض غير الوضع وربما قد يمحي هذه الامتيازات من سجلات الاتفاق السرية إذا ما اخذ في الاعتبار الاتهامات للإمارات بإفشال الاتفاق.

تتقلص خيارات الامارات، التي تحتفظ بقوات محدودة فقط، في المحافظات الجنوبية، ويعزز دعم السعودية لـ”الاخوان” مخاوفها من مساعي الرياض لاجتثاثها ليس فقط رغبة بالاستحواذ على مقدارات تلك المحافظات من النفط والغاز بل لأسباب انتقامية متعددة، لكن رغم ما تتلقاه ابوظبي من ضربات لا تزال تناور.. في مأرب تحاول اضعاف يد السعودية هناك بتمكين صغير بن عزيز.. كان الدعم السعودي للإخوان واضح.. عسكريا بدفعهم لتمكين قبضتهم بتعيينات جديدة ومعنويا برز خلال اللقاء  الذي جمع العرادة بقائد القوات السعودية في وقت يعاني فيه الحزب ويحاول الاستناد لاستعادة انفاسه.. الأمر ذاته يتكرر في الساحل الغربي حيث تسابق ابوظبي الوقت لتمكين طارق صالح من فصل مديريات الساحل عن تعز لفرض عزلة على خصومه في المدينة..

توقن  الامارات بخسارة عدن وإن حاولت تكفين الانتقالي سياسيا عبر الدعوة لتشكيل جبهة وطنية جنوبية تحت قياداته  قد لا تجد صدى في اوساط القوى الجنوبية التي ترفض هيمنة المجلس عليها، لكنها لا تزال تملك مساحة للمناورة على الاقل في نهاية المطاف ستقلب الطاولة على الجميع، خلافا للسعودية التي تمتلك تاريخ من الهيمنة على القوى اليمنية في الجنوب..

أحدث العناوين

صواريخ “رجوم تنسف تجمعات لجيش الاحتلال 

أعلنت "كتائب القسام"، اليوم الأربعاء، عن استهداف تجمعات لجيش الاحتلال بالقرب من مستوطنة حوليت بصواريخ "رجوم". متابعات - الخبر اليمني: وذكر...

مقالات ذات صلة