عدن تدخل نفق جديد من الفوضى .. بحث عن مكاسب أم اعلان حرب؟

اخترنا لك

يتصاعد العنف في عدن، الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات ، جنوبي اليمن، منذرا  هذه المرة بعواقب غير محمودة العواقب، فهل تلك الاعمال من صنع الانتقالي أم لخصومه، وهل يهدف القائمون عليها لتحقيق مكاسب سياسية من نوع ما أو لإغراق المدينة المسالمة في نفق اخر من الاقتتال ؟

خاص-الخبر اليمني:

خلال الساعات القليلة الماضية، تحولت المدينة إلى كابوس على ساكنيها.

قوات الانتقالي، التي ينتمي اغلبها إلى يافع والضالع، قتلت شاب يدعى “عصام الصبيحي فقط لأنه انتقد تفحيط طقم للحزام الأمني بجواره.

كان هذا المسكين المحمل  بكمية من المفروشات يمر في منطقة العريش بمديرية خور مكسر، عندما مر الطقم مسرعا وكساه بالغبار، لكن لم يعرف بان مجرد انتقاد قد  يسفح دمه على ثيابه.

قد تكون هذه الحادثة ناجمة عن الاحتقان الاخير بين الصبيحة والحزام الامني الذي اعتقلت قواته اثنين من قيادات الصبيحة المحسوبة على مجلس “المقاومة الجنوبية” قبل أن تطلق سراحهما على واقع اختطاف الصبيحة لقيادي في العمالقة موالي للإمارات، لكن في الاخير تظل الجريمة واحدة من الجرائم المناطقية التي شهدتها المدينة وشملت تهجير مناطقي لمواطنين من ابناء المحافظات الشمالية إلى جانب شبوة وبمبررات واهية.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فشوارع عدن صحت  كأنها مدينة اشباح بعد أن اغلقت المحلات التجارية ابوابها لليوم الثاني على التوالي والسبب كما يقول التجار في بيان بعثوه للغرفة التجارية بعدن تعرضهم للاعتداءات المتكررة والابتزاز من قبل مسلحين.. كان هذا البيان عقب قيام مسلحين من الانتقالي باقتحام محل الحبشي لبيع مواد البناء واختطاف احد عماله للمطالبة بفدية تصل إلى مليوني ريال، وتلك قد تكون محاولة من الانتقالي لتسديد عجز قواته في صرف الرواتب بعد قطعها من قبل السعودية والامارات..

المشهد لم يتوقف عند اصحاب المحلات التجارية بل طال الفنادق ايضا حيث افادت مصادر محلية بشن “مجهولين” هجوما بالأسلحة والقنابل على فندق القصر- كبرى فنادي عدن- مما تسبب بحريق في الفندق وحالة رعب لنزلائه الذين فر بعضهم عبر النوافذ، وامتد العنف إلى اسواق القات حيث قتل واصيب 5 اشخاص برصاص مسلح.

ايضا في مصافي عدن، اقتحم مسلحون  ميناء الزيت ومنعوا خروج قاطرات تقل وقود لتغذية السوق المحلية التي تعاني من شحته..

قد تبدو العمليات السابقة أو بعضها من تدبير الانتقالي الذي يواجه معاناة مالية وصلت حد اعلان اللجنة الطبية في قوات الحزام الامني توقفها عن العمل بفعل الضغوط السعودية ماليا على  المجلس التابع للإمارات  للاستسلام بتسليم المدينة لقواتها، لكن الاخيرة تبدو ابعد من ذلك خصوصا وأن شحنة الوقود التي تفرغ حاليا في ميناء الزيت تشهد مخاض عسيرا منذ وصول ناقلتها التابعة للقوات السعودية، إذ سبق لوزير النقل في حكومة هادي صالح الجبواني وان وجه بمنع تفريغها خدمة لنائب مدير مكتب هادي..

بغض النظر عن الفاتورة التي يدفعها المواطن جراء هذا الصراع والذي لم يعد يخفى على الكثير بمن فيهم سياسيين كالقيادية في الحراك سلوى ين بريك التي اتهمت الاطراف بتنفيذ اجندة دولية لتمزيق النسيج الاجتماعي في الجنوب  مقابل تحقيق مكاسب مادية وسياسية، يبدو بأن الانتقالي حاول من خلال هذا التصعيد لفت الانظار الدولية خصوصا الأمم المتحدة التي تجاهلت مقاطعته للقاء الاردن باستدعاء اطراف جنوبية اخرى كالحراك ، لكن ذلك لن يغير من واقع الامر شيء فحتى مجلس الامن كان قراره الاخير واضحا بشأن مساعي الانتقالي “استعادة الدولة”.

 

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة